كشفت الأبحاث الجديدة إلى أن الهواء داخل الفصول الدراسية يكون أكثر تلوثًا من الخارج, حيث تحتوي المدارس الابتدائية ودور الحضانة في لندن على مستويات من جسيمات الهواء التي هي أعلى باستمرار من الهواء الطلق وتنتهك المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية، وهي الدراسة التي تم إعدادها من قبل عمدة لندن صادق خان.
- بات الأطفال أكثر عرضة لخطر الإصابة بالربو
ويُعتقد أن التلوث أسوأ في الداخل من الخارج؛ بسبب كون الهواء أقل قدرة على الحركة فينحبس, فجسيمات الهواء الدقيقة، التي تزن أقل من 0.0025 مجم، تخرج في أبخرة عادم السيارة، وعندما نتنفسها، تدخل الرئتين حيث تدخل الدورة الدموية, والأطفال هم أكثر عرضة للتلوث بسبب رئتيهم الأقل تطورًا, وكتب الباحثون من جامعة كامبريدج "إن تعرض الأطفال الذين ما زالت رئتيهم في مرحلة التطور لتلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى انخفاض وظائف الرئة التي تستمر حتى مرحلة البلوغ، مما يزيد من القابلية للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية".
وتشير الأبحاث السابقة إلى أن الأطفال المعرضين لتلوث الهواء هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالربو.
- يرتبط تلوث الهواء بقوة بهجمات الربو
وقام الباحثون الذين شملوا أيضًا علماء من كلية كينجز في لندن، بتحليل خمس مدارس ابتدائية وحضانة في لندن، فضلًا عن تقييم دراسات سابقة عن تأثيرات تلوث الهواء على الأطفال, وكتب الباحثون "إن الأطفال الذين يعيشون أو يذهبون إلى المدارس بالقرب من الطرق ذات الكثافة المرورية العالية يتعرضون لمستويات أعلى من غازات عادم السيارات، ولديهم معدلات أعلى لربو الطفولة، وبالنسبة لثاني أكسيد النيتروجين "NO2"، والذي يرتبط بشدة بنوبات الربو ويتم إطلاقه من أبخرة عوادم السيارات، تمثل المصادر الخارجية 84٪ من التباين بين الفصول الدراسية, وتعتمد مستويات تلوث الهواء في الفصول الدراسية على عوامل مثل مستويات التصميم والصيانة".
- تلوث الهواء هو أزمة صحية وطنية
وقال السيد خان، الذي أطلق صندوقا بقيمة مليون جنيه إسترليني لحماية التلاميذ من الهواء السام "إن تلوث الهواء هو أزمة صحية وطنية تضع صحة الأطفال في خطر, بصفتي عمدة، لقد تحركت بسرعة في لندن لتنفيذ الخطط الأكثر طموحًا لمعالجة تلوث الهواء في أي مدينة رئيسية في العالم, ويشمل ذلك تنظيف الأتوبيسات وسيارات الأجرة الخاصة بنا، مما يساهم في إدخال أول منطقة انبعاث منخفضة للغاية في العالم, ولكنني لا أستطيع فعل هذا بمفردي, يجب على الحكومة أن تتعجل وتتصرف بإلحاح أكبر إذا أردنا التعامل مع الهواء القذر في لندن مرة واحدة وإلى الأبد".
- لا شيء أغلى من صحة أطفالنا
وأضاف أوليفر هايس المتحدث باسم "أصدقاء الأرض" أنه من المفترض أن تكون المدارس أماكن تحافظ على سلامة الأطفال، لذا فإن الأخبار بأن أبخرة الديزل القاتلة تنبعث في الفصول الدراسية تثير قلقًا كبيرًا, وإذا كنا جادين في حماية صحة أطفالنا، يجب على الحكومة أن تعمل بسرعة لتشجيع الناس على الخروج من سياراتهم من خلال الاستثمار الضخم في وسائل النقل العام الخضراء، والمشي، وركوب الدراجات في الجبال.
وقالت أليسون كوك مديرة السياسة في مؤسسة الرئة البريطانية "نحن نعلم أن تلوث الهواء يمكن أن يعوق نمو رئة الأطفال، وهو مرتبط بالربو ومشاكل الصدر المزمنة في وقت لاحق من الحياة, وليس هناك ما هو أثمن من صحة أطفالنا، ويسرنا أن نرى أن تنظيف الهواء السام حول المدارس يمثل أولوية لعمدة لندن".
وأضافت "يجب على الحكومة مطابقة هذا الالتزام من خلال اتخاذ إجراءات لحماية جميع صحتنا الرئوية، بما في ذلك القيود القانونية الجديدة والأكثر أمانًا لتلوث الهواء.