مدرسة

يعد النكز والسخرية من بعضنا البعض، والذي يُطلق عليه غالباً المضايقة، أمراً طبيعياً بين الأطفال والمراهقين. وعادة ما يتم توجيهه إلى شخص واحد أو مجموعة واحدة. ولكن هناك خط رفيع بين المضايقة والتنمر، والذي يفشل الأطفال أحياناً في التعرف عليه. في حين أن المضايقة هي وسيلة للتقرب من الشخص الآخر، إلا أن التنمر يمكن أن يكون له تأثير عاطفي وعقلي خطير على الشخص الموجه إليه. الخطوة الأولى لمنع التنمر هي فهم كيفية اختلافه عن المضايقة، كما يصنفها الأطباء والمتخصصون في الموضوع الآتي:
الفرق بين الإغاظة والتنمر
معنى الإغاظة
المضايقة هي السخرية من بعضكما بطريقة مرحة ولطيفة من دون إيذاء مشاعر بعضكما البعض. يتم توجيهها في الغالب إلى الطفل، مثل التعليقات أو إطلاق أسماء مضحكة أو إجراء مقالب عليه. وهذه عادة ما يستمتع بها جميع الأطفال من حوله، وحتى هو أحياناً.
معنى التنمر
أما التنمر مشكلة تتجدد في المدارس، وتهدف إلى التقليل من شأن الشخص الذي يتعرض للمضايقة ولا يستمتع به الجميع. ويمكن أن يصل الأمر إلى حد العنف الجسدي والعدائية. حيث تبدأ الأشياء في الغالب بالمضايقة، ولكن بعد ذلك تصل إلى حد أن تصبح مهينة، مما يسبب ألماً عاطفياً وجسدياً للطفل الآخر مثل تسمية الآخرين بأسماء قاسية أو إجبارهم على القيام بأشياء مهينة.
علامات التنمر التي يجب الانتباه إليها

غالباً ما يخشى الأطفال، وخاصة الصغار منهم، من الاعتراف بهذه القضايا لوالديهم ويستمرون في المعاناة بصمت. يمكن أن يكون ذلك بسبب شعورهم بالإهانة أو التهديد. وأنتم كآباء، يقع على عاتقكم مسؤولية البحث عن علامات التنمر واتخاذ الإجراءات المناسبة لمنعها، وهي:
الجروح أو الكدمات غير المبررة
يمكن أن يؤدي التنمر إلى الإيذاء الجسدي. فإذا رأيت أي جروح أو كدمات على أجساد الأطفال، والتي لم تتمكني من تفسيرها، فحاولي التحدث معهم، فمن المحتمل أنهم يخفون شيئاً ما. التغيير المتكرر في الحالة المزاجية يمكن أن يكون أيضاً بسبب التنمر.
قلة الأصدقاء

قلة الأصدقاء أيضاً علامة واضحة على التنمر. حيث يجد الأطفال الذين يتعرضون للتنمر صعوبة في التفاعل مع الآخرين. لأنهم يصبحون انعزاليين، ويعانون من تدني الذات، ولا يمتلكون الثقة للتقرب من الآخرين، ظناً منهم أنهم سيقللون من شأنهم.
طفلك لا يريد الذهاب إلى المدرسة
إذا كان أطفالك عادةً يقدمون أعذاراً للتغيب عن المدرسة أو دروس الرقص أو ركوب الحافلات المدرسية، فحاولي العثور على السبب وراء ذلك. ربما يكون لها معنى أعمق.
إنهم يكذبون أو يسرقون الأموال

الكذب المتكرر أو سرقة الأموال أو أي شيء، يمكن أن يكون أيضاً بسبب التنمر. ربما يحاولون السرقة لدفع المال للشخص المتنمر.
الدرجات المتدنية
يمكن أن يؤثر التنمر على صحتهم النفسية، ما قد يؤثر على أدائهم المدرسي.
ماذا تفعلين إذا اكتشفت أنه تنمر وليس مجرد إغاظة؟

هناك إجراءات متنوعة الاتجاهات عليك القيام بما يلي:
أولاً – ما عليك فعله مع الطفل
استمع له حتى النهاية دون التسرع بالحكم، ثم اشكريه على إخبارك لأن هذا هو التصرف الصائب الشجاع. ثم اسأليه ماذا تريد أن تفعل في هذا الأمر؟ ووضحي له كيفية حماية نفسه/ نفسها والبقاء بمأمن، وقد تكون هناك حاجة إلى لعبة تقمص الأدوار.
ثم ساعديه في معرفة من يتوجب إبلاغه في المدرسة وأكدي عليه أن هذا هو الشيء الصحيح وما يجب عليه القيام به. ووضحي له كيف يقوم بالإبلاغ، فلابد وأن يذكر:
ما حدث بالفعل. والأشخاص الذين تسببوا له في الأذى. وما فعله هو.
ولا تقفي عند هذا الحد، بل قومي بمتابعة طفلك بانتظام بشأن خطتك وكيف تسير الأمور.
ولو شعرت أن المشكلة أثرت على طفلك من الناحية العاطفية أو النفسية، فاطلبي مساعدة أخصائي اجتماعي أو نفسي.
ثانياً - ما عليك فعله مع المدرسة
حاولي أن تجمعي أكبر قدر من المعلومات عن أطراف المشكلة عن طريق الأسئلة (اسألي واسمعي أكثر مما تتكلمين وتحكمين)، ثم ابلغي معلمه بما يجري وكيفية تعاملك مع الأمر.
حافظي على هدوئك وتجنبي الانفعال، وتواصلي مع المسئولين في المدرسة للتأكيد على أهمية الأمر وضرورة المتابعة الدقيقة. ثم عبّري عن شكرك وتقديرك لأي تطور حين يقومون بتنفيذ ما اتفقتم عليه. ولو شعرت أن طفلك معرض للخطر في أي لحظة، تدخلي على الفور مع المدرسة.
وإذا حدث ذلك في الملعب، يمكنك التوجه مباشرة إلى آباء الأطفال الآخرين ومواجهتهم. لكن في كل الأحوال حاولي أن تكوني هادئة في أسلوبك وأن تتعاملي مع الموقف بحكمة.

قد يهمك أيضا:

طريقة لمنع طفلك من ضرب الآخرين حتى لا يصبح متنمراً

اليكِ نصائح بسيطة لحماية الأطفال من التنمر الإلكتروني