اجتمع مجموعة من الفتيات والشباب الأردنيين بفكرة لإحياء الثراث التقليدي الأردني بالأكل الشرقي وأنشأوا صفحة "كراوية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حيث يصنعون الكراوية والخشاف والسنونية ويقدمونها بأشكال حديثة. ويضم مشروع "كراوية " كل من دينا إسماعيل والمهندسة دانا أبو بكر والدكتورة آلاء أبو العدس والمهندس معاذ أبو بكر وهم الوحيدون في الأردن الذين يقدمون هذا النوع.
وبحسب المؤسسون للمشروع فإن صفحة "كراوية" تهدف إلى إحياء التقاليد والموروثات التي تتعلق بالأكل الشرقي وتقديمها إلى الأجيال الحديثة، على نحو يتناسب معهم
وبدأت الفكرة -بحسبهم- في واحدة من الجلسات العائلية عندما قامت السيدة دينا وهي إحدى أفراد هذا المشروع بتقديم صحن كراوية كضيافة لنا وقمنا بالبحث في الإنترنت عن محل أو وصفات تقدم هذا النوع من الحلوى، وأنشانا هذه الصفحة واسميناها كراوية نسبة إلى أول نوع من الحلوى التراثية تذوقناها .
وقال المؤسسون "ل لايف ستايل" تعتبر الكراوية من الحلوى الشعبية وكانت السيدات تأكل هذا النوع من الحلويات بعد الولادة لما لها من أثر كبير في إضرار الحليب وتخفيف آلام الحيض للمرأة النفساء، وبعدها أصبحت تقدم ضيافة إلى الزوار لتهنئة الأم بالمولود الجديد والكراوية من النباتات العطرية الحولية التي استخدمت في الطب القديم، فهي تسهل عملية الهضم وتزيل النفخة والغازات وتقوي جهاز المناعة وتفتح الشهية وهي أيضا تعالج مغص الأطفال وتخفف الكراوية من آلام الكلى وحرقة المعدة وتظبط مستوى سكر الدم.
ومكونات حلو الكراوية تتألف من خليط من الرز المطحون وبذور الكراوية المطحونة كمكونات أساسية ويضاف لها اليانسون والقرفة والسكر وتزين بالمكسرات وجوز الهند وتقدم ساخنة أو باردة. أما السنونية التي تقدم ابتهاجا بالسن الجديد للأطفال فهي تتكون على نحو أساسي من القمح، ويضاف عليها الزبيب والمنكهات كاليانسون وتزين بالمكسرات وعن فوائدها فهي فوائد القمح الغنية عن التعريف، وتقدم السنونية على نحو أساسي عندما يظهر للطفل السن الأول.
أما التزيين فقد حاول المؤسسون مزج الحاضر بالماضي من خلال استخدام أدوات عصرية وتصاميم تلائم المناسبة، وبيَّنوا "نحاول دائما تمييز كل طفل من خلال اختيار موضوع يتم تزيين كل الزينة بهذا الطابع كاختيار تزيين البحار، أو الأمير أو أي موضوع يطلبه الزبون مع الحفاظ على الطعم الأصيل، ويؤكد المؤسسون أنهم بالعادة يقومون بالحديث مع الزبون لمعرفة شكل ونوع الزينة التي يريدها للكراوية أو السنونية حيث تكون الزينة مرتبطة بموضوع معين ليتم تقديم كامل الحلوى من مطبقانيات أو شوكولاتة أو أية حلوى أخرى بنفس الشكل وهذا ساعدنا كثيرا لتقديم منتجاتنا على نحو عصري.
وأكدوا "نحاول دائما تقديم أصناف جديدة بكل المناسبات، فقمنا بطرح الخشاف وهي من الحلويات التي تشتهر بها بلاد الشام ولكنها ليست معروفة على نحو واسع فحاولنا التعريف بها من خلال الصفحة".