أصبحت طاهرة رحمان، 27 عامًا، أول مراسلة تلفزيون أميركية، تعمل أمام الكاميرا لقناة " WHBF-TV" بدوام كامل، وهي ترتدي الحجاب، وتعد القناة أحد القنوات التابعة لشبكة "CBS" ومقرها قي روك آيلاند في ولاية إلنيوي.
وتعد طاهرة صحافية، من نابرفيل، إلينوي، عملت لدى المحطة كمنتجة لمدة عامين، ولم يغيب عن بالها حلم الوقوف أمام الكاميرا، ولو ليوم واحد، فحين فتحت المحطة التقديم على وظيفة مراسل في العام الماضي، أبلغها زميلها أن أميركا غير جاهزة لاستقبال مراسلة ترتدي الحجاب، ولكنها قدمت على الوظيفة وبالفعل بدأت وظيفتها الجديدة بدوام كامل في بداية هذا الشهر.
وأكدت طاهرة أنها تعيش حلمها بعد حصولها على الوظيفة، وقد قررت ارتداء الحجاب حين كانت في الصف الخامس، وكانت والدتها رافضة تمامًا لهذه الفكرة لأنها تعتقد أن ابنتها صغيرة جدًا لاتخاذ مثل هذه الخطوة، وفي هذا السياق، قالت "أتذكر اليوم الأول الذي قررت فيه ارتداء الحجاب بشكل دائم، لأنني لم أرتديه خارج المدرسة، فخرجت من المنزل وأنا أقول يا إلهي، أنا بدأت ارتداء الحجاب الآن".
والتحقت طاهرة بجامعة لويولا شيكاغو، وهي كلية كاثوليكية، ومكثت هناك في بيت للطالبات، وتقول " كنت أعرف أنه لا يوجد أي شخص يشبهني هناك، ولكنني ارتديت الحجاب لأنني أريد ذلك، أردت الظهور في الحفلات وأنا أرتديه، فالحجاب لم يوقفني عن فعل أي شيء، وما أزال أحظى بالمرح والسفر والدراسة وأنا أرتديه".
وبعد التخرج بدأت طاهرة في البحث عن مهنة في الصحافة، وقال لها أحد زملائها إن أميركا غير مستعدة لوجود مراسلة ترتدي الحجاب على التلفزيون، وتوضح طاهرة " تلك التصريحات الدقيقة لها تأثير كبير على الواقع، وتجبرك على الاعتقاد وتكرار أن ذلك لن يحدث"، إذ ترعرت طاهرة وهي تلاحظ أن الكثير من الناس الذين يشبهونها أتوا في عصر ما بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، والذي شهد تحولًا في الخطاب العام ضد المسلمين، وحينها أدركت ضرورة وجود شخص يشبه المسلمين الذين هي منهم للتحدث إلى الأميركيين بصدق.
وبعدما أخبرها زميلها بأن أميركا غير مستعدة لاستقبال مراسلة محجبة، رأت طاهرة قصة عن امرأة محجبة، وهي أول أميركية صومالية يتم انتخابها كمشرع، وتدعى إلهان عمر، لاجئة سابقة وأم لثلاثة اطفال، وعضو في حزب العمال الديمقراطيين في مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، مما دفعها لإعادة التفكير فيما قاله لها زميلها.
وحظيت مهنة طاهرة الرائدة بدعم دولي، حيث يرسل لها الناس رسائل لطيفة من شرق أوروبا والسويد، ومع ذلك هناك من يهاجمها ويرسل لها رسائل كراهية، وكتب عنها موقع مناهض للإسلام وعن وظيفها الجديدة في المحطة، وأرسل العديد رسائل إلى المحطة للمطالبة بمنعها من الظهور على الهواء.
وتتخذ المحطة التدابير اللازمة لضمان سلامة طاهرة، فيما أرسل زوجان من لاية كارولينا الشمالية رسالة دعم إليها، حيث قالا "نعلم أنه من الصعب في بعض الأحيان أن تكون مختلفًا عن الآخرين، ولكننا وجدا أن هذا الاختلاف مصدر قوة"، وتعتزم طاهرة البقاء على العمل كمراسلة وهي ترتدي الحجاب، وتأمل في أن عملها وموهبتها يخلقان قصة جديدة عنها بدلًا من الحجاب.