طرح المدير الإبداعي لدار "لويفي" في مدينة برشلونة الإسبانية، جوناثان أندرسون، لنفسه مجموعة من الأسئلة عندما تولى زمام الأمور في الدار الإسبانية قبل 3 أعوام، أبرزها "كيف يمكن إضفاء الشخصية للماركة؟" و"كيف يمكن التعبير عن الموضة بطريقة مختلفة؟"، بعد ذلك وجد أن الإجابة جعلت "لويفي" تقتحم مملكة الديكور من أوسع أبوابها.
وأوضح أندرسون، أنّ "فكرة المنزل أصبحت مهمة أكثر من أي وقت مضى"، مشيرًا إلى أنها أيضًا فكرة جوهرية لإظهار الذوق الإبداعي والحرفية والدراية للدار الإسبانية، "لويفي" تسير على خطى ماركات الأزياء الأخرى، بأن فتحت آفاقها لتشمل الأدوات المنزلية، حيث عرضت مجموعة أدوات منزلية للمرة الأولى خلال فعاليات أسبوع تصميم ميلانو، وهو حدث سنوي على غرار "غلاستونبري"".
وشملت المجموعة مقاعد نموذجية مستوحاة من الطراز الأميركي البسيط، ومفارش صوف محبوكة بقماش بألوان غريبة، وسجاد على شكل نجمة سبانغلد، وقطع بلوط مصنوعة يدويًا من قبل صناع الأثاث في يوركشاير، كما تعتمد المجموعة على عدد لا يحصى من التأثيرات والتقنيات، وتتميز طبيعتها الانتقائية بالتعبير الشخصي للعقل المهووس وراء تصميمها، ألا وهو عقل أندرسون.
وولد أندرسون في أيرلندا الشمالية سنة 1984 وتخصص في كلية لندن للأزياء، ولاقى نجاحًا كبيرًا، ويصفه خبراء الموضة حول العالم بالـ "نيزكي"، ويوفق هذا المصمم الشاب بين الإشراف الإبداعي على "لويفي" بمجموعاتها النسائية والرجالية وبين علامته الخاصة J.W. Anderson. وهو عاشق لعالم الموضة، ويهوي جمع القطع الفنية ويحرص على صون الحرفية.
وأوضح أندرسون أنّه "أثق بقدرتي على اتخاذ القرارات وعلى الرفض والقبول. أنا صريح وواضح، لطالما كنت كذلك، ليس لدي خيار آخر مع كل هذه المسؤوليات، أريد إنجاز المهام، أحكم على نفسي دائما، لكن لا تربكني إلا اللحظة التي لا أٌقدم فيها شيئا، الموضة تساعدني على تجاوز الملل، لكن طبعا أعمل مع فريق خبير وشغوف، لست مهتما بالقطع الفردية، بل بجمعها المنهجي، لطالما استهوتني الأشياء وتركيبها، وكأنني مخرج يخرج أشياء، أول ما جمعته كان حيوانات خزفية صغيرة، جمعت المئات منها، ولا تزال موجودة اليوم في منزل والدتي في أيرلندا الشمالية".
وكشف أندرسون أنه "لطالما جمعت بين "لويفي" والفنون علاقة قوية منذ أن كان الحرفيون في مدريد يبتكرون قطعا جلدية أنيقة فاخرة في المشغل الصغير خلال منتصف القرن التاسع عشر، فيما نتجه نحو عالم رقمي، أردنا أكثر فأكثر أن نتصل بالأشياء المصنوعة يدويًا، "لويفي" دار تاريخية، ومن المهم أن نؤدي نشاطًا يدعم الحرف التي تموت أنواع كثيرة منها، أطلقت مؤسسة "لويفي" هذه الجائزة بهدف الاحتفال بالجديد والممتاز والجدير في عالم الحرف العصرية. الحرف جوهر "لويفي"، وأعتقد أنه من واجب الماركات دعمها ورعايتها قبل أن تبدأ بالاختفاء".
وأعرب أندرسون عن رغبته في أن يحوّل دار "لويفي" بنجاح إلى علامة تجارية ثقافية، لافتًا إلى أنّ إسبانيا هي مكان يزخر بالحضارة والثقافة والحرفيين البارعين، و"علينا أن ندخل كل هذه العناصر ضمن سياق العصر الذي نعيشه، وأن نركز على المعاني التي تبرز جذورنا العريقة وأسلوبنا الكلاسيكي".