كشفت دراسة حديثة أن تعاطي النساء الحوامل الماريغوانا "الحشيش" أثناء فترة الحمل، يؤثر سلبًا على نمو أطفالهن، وأظهرت البحوث أن تعاطي الحوامل لـ"الحشيش" يزيد من معدل الولادات المبكرة لهن بثلاثة أضعاف من نظيراتهن اللاتي لا يتعاطن المواد المخدرة، كما يؤثر على صحة الأطفال بعد الولادة، ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم والعجز العصبي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتشكل تلك الدراسة، التي يقوم بها فريق بحثي في لندن وكندا، جزءً من أبحاث عديدة تحاول تسليط الضوء على تلك الظاهرة المتزايدة، والتي دفعت الأطباء لمتابعتها منذ أعوام، وكان الهدف منها من قبل باحثين من الجامعة الغربية وكلية بريشيا الجامعية، هو إيجاد علاقة بين الوضع الاجتماعي والاقتصادي والنتائج السلبية للولادة، ولا سيما انخفاض وزن المواليد والولادة المبكرة، ومع ذلك، وجدوا أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي ليس له أي تأثير يذكر على نتائج الولادة، ولكن كشفت الأبحاث أن الماريغوانا "الحشيش" يؤثر بدرجة كبيرة على نمو الجنين طبيعيًا.
وقام الباحثون في الدراسة، بتحليل البيانات لفترة الحمل والولادة في مركز لندن للعلوم الصحية "LHSC" من 2009 إلى 2014، وتم تصنيف الرضع الذين لديهم وزن أثناء الحمل أقل من 2500 غرام كوزن منخفض عند الولادة، كما تم تعريف الولادة قبل الآوان بأنها التي تحدث في عمر أقل من 37 أسبوعًا.
ووجد الباحثون أن 6.4 % من الأطفال لديهم وزن منخفض عند الولادة، و 9.7 % ولدوا مبكرًا، وكان "الحشيش" هو العامل الأكثر تأثيرًا على وزن الطفل وموعد الولادة، وكشفت الدراسة أن تعاطي الأم لمخدر الأمفيتامين، وارتفاع ضغط الدم المزمن والتدخين، هي من العوامل الرئيسية لانخفاض وزن الجنين عند الولادة، ما قد يتسبب في مشاكل في الجهاز التنفسي والإصابة بالربو، وضعف النمو المعرفي خلال مرحلة الطفولة، كما أن الولادة المبكرة يمكن أن تسبب العجز العصبي في مرحلة الطفولة، بالإضافة إلى عواقب طبية على المدى الطويل، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية وانخفاض المناعة.
وحذر الباحث الرئيسي للدراسة، الدكتور جيمي سيابروق، أن انخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة هي مشاكل صحية خطيرة، وكلاهما من الممكن أن يؤديا لوفيات الرضع.