تغيّرت ملامح الأعمال الفنيّة الدرامية وخلت من الحارة المصرية، فما هي أسباب اختفاء هذه الحارة وبالتالي اختفاء إبن البلد الذّي يمثّلها، من الدراما؟؟ هل بسبب التغيير الهندسي لبعض لأحياء أم إفتقار للكتابة أم هي حالة تشبّع حيث تمّ تناول الحارة المصرية بما يكفي سابقًا؟؟؟
أوضح الناقد الكبير محمد الشافعي أنّ إختفاء الحارة وإبن البلد الجدع يرجع لعدة أسباب منها: أولًا أن الراحل نجيب محفوظ قدّم مجموعة من الروايات التي نقلت الحارة المصرية بشكل قوي مثل الثلاثية وبعدها خان الخليلي وغيرها من الأعمال ثانيًا أنّ الأديب الراحل محمد جلال أكمل مسيرة محفوظ في عدد من الأعمال مثل شارع المواردي وكي نتغلّب على هذا الإفتقار بعد رحيل الأديبين الكبيرين علينا تقديم الحارات الشعبية وابن البلد في الأسكندرية والإسماعيلية وكل محافظات مصر، فكل محافظة بها قصص وحكايات جميلة لا تنتهي.
بينما ذكر الكاتب نادر صلاح الدين أنّ شخصية الرجل الجدع والحارة الشعبية لا بدّ من دخول التطوير عليه، بمعنى أنّ هناك مجموعة من الحارات تمّ ضمها إلى شوارع وميادين كبيرة وبالتالي لا بدّ من الانتباه من هذا التطوير، وأكّد على ضرورة الإبتكار في العمل الفني فقديمًا كان إبن البلد يرتدي جلبابًا أمّا الآن فهو يرتدي القميص والبنطلون وبالتالي نحن في حاجة إلى كتّاب أكثر وعيًا وثقافةً وتطويرًا في تناول مثل هذه الموضوعات في الأعمال الفنيّة.
وتحدثت الفنانة عفاف شعيب قائلةً أنّ إختفاء إبن البلد الجدع والحارة الشعبية هي نتيجة طبيعية حيث أنّ الكتاب يبحثون الآن عن السهل والمضمون فأغلب الأعمال كوميدية أو أعمال بوليسية أو تشويقية.
وعند سؤال الفنان هشام سليم أجاب: أنّ إبن البلد ظهر في عدد من الأعمال بشكل مختلف في الهيئة ولكنّه يحمل نفس الصفات موضحًا أنّه من الضروري الكتابة لمثل هذه الشخصيات لأنها صور إيجابية في المجتمع مؤكّدًا أنّه يوجد في كل شارع وحيّ جدع ومخلص فكلّ جار يعين جاره في مشاكله هو جدع وكل حيّ يقف أهله مع بعضهم البعض في مواجهة البلطجة وفي الأحزان والأفراح هم يتحلّون بأخلاق الحارة الشعبية الأصيلة.