قدمت السينما المصرية خلال مسيرتها البالغة 110أعوام عددًا من الفنانين الكبار اللذين اتصفوا بملامح جادة وحادة أدت إلى وضعهم في إطار أدوار الشر من قبل المخرجين، أبرزهم، الفنان محمد علوان وهو مخرج إذاعي لكنه قدم مجموعة من الأدوار المهمة في السينما المصرية على الرغم من أنّ مشواره السينمائي لم يتجاوز الـ27 عملًا سينمائيًا، من أشهرها فيلم "الخرساء" في بطولة مشتركة مع الفنانة سميرة أحمد وقام بأروع أدواره على الإطلاق، حيث جسّد شخصية شاب مدلل يعتدي على فتاة خرساء وينكر فعلته إلى أن يعلم بحملها فيعترف بأبوّته للجنين.
وظهر علوان أيضًا في فيلم "البنات والصيف" وقام بأداء دور ابن البلد الذي يقوم بإنقاذ فتاة تعمل خادمة من براثن ذئاب الشوارع الطامعين فيها، وشاركته البطولة أيضًا للفنانة سميرة أحمد ولأن السينما المصرية كانت في حاجة إلى ملامحه وإلى أدوار الشر استلهم صناع السينما استمرار هذا النمط من الملامح من خلال اكتشاف الفنان الراحل مجدي وهبة الذي حمل الكثير من ملامح محمد علوان وقدم أهم الأدوار منها أفلام الوحل، أبناء وقتلة، حنفي الأبهة وغيرها من الأعمال.
وامتلك الفنان محمد صبيح ملامح حادة أحبّها الجمهور كثيرًا، فتنوّع في أداءه لأدوار الشر، وقدم 160 فيلمًا، أبرزها، المطارد، إنت اللي قتلت بابايا، الخماسين، الأبطال، رابعة العدوية، المماليك، وغيرها من الأعمال القيّمة، حيث كان يؤدي دائمًا أدوار الحرامي والقاتل ورئيس عصابة، ورغم تاريخه الطويل إلّا أنّ دوره في فيلم "واإسلاماه" هو من أهم الشخصيات التي جسّدها، حيث قام بدور كتبغا رسول المعتدي قائد التتار هولاكو، الذي يرسل معه رسالة إلى مصر يطالبهم فيها ها بالاستسلام، ولم ينسَ أحد نظرة عينيه عندما يقوم الفنان أحمد مظهر بتمزيق الرسالة معلنًا الحرب على التتار في سياق أحداث الفيلم.