يولد أكثر من 300 ألف طفل في جميع أنحاء العالم كل عام بأمراض الدم الوراثية، ومن أهم أنواعها فقر الدم المنجلي والثلاسيميا والتي تسمى أيضا "فقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط"، وعلى الرغم من هذه النسبة الكبيرة من هؤلاء المرضى فإن هناك نقصا خطيرا في عمليات التبرع بالدم في جميع أنحاء العالم.
ولمعالجة هذه المسألة، يعمل الباحثون على استخدام تقنية "Brow blood" التي يمكن أن تلبي مطالب نقل الدم، والحد من الآثار السلبية لهذه الأمراض. ومرض فقر الدم المنجلي أو الأنيميا المنجلية هو حالة وراثية تؤثر على خلايا الدم الحمراء لتصبح منحنية على شكل نصف القمر.
ويؤدي انخفاض نسبة الأكسجين في الدم وانسداد الأوعية الدموية في الأشخاص الذين يعانون من مرض الأنيميا المنجلية إلى ألم مزمن، والتهابات بكتيرية شديدة، ومن الممكن أن تتسبب في موت الأنسجة. ومن الضروري في هذه الحالة أن يتم نقل دم لهذا المريض المصاب بالأنيميا المنجلية، والذي يكون من الصعوبة الحصول عليه، ولكن الباحثين في مركز بوسطن الطبي، يحاولون اكتشاف حل لمكافحة هذه المسألة.
من جانبه، قال الدكتور جورج ميرفي، رئيس البحث: "نود أن نعمل في الواقع على اكتشاف حل لهذه الأمراض التي تؤثر بشكل مباشر على المجتمع، أبرزها مرض الخلايا المنجلية." ويعمل الباحثون على زراعة خلايا الدم الشخصية، وفقا للدكتور ميرفي، فتشمل هذه التقنية أخذ عينة صغيرة من دم المريض وإعادة برمجة خلايا الدم الحمراء لتصبح خلايا جذعية رئيسية، خلايا قادرة على أن تندمج في نفس نوع الخلية.
ويمكن بعد ذلك جعل هذه الخلايا الجذعية، خلايا دم حمراء خاصة لهذا المريض، كما في الإمكان أن تزرع هذه الخلايا مرارًا وتكرارًا في المختبر، وخلق إمدادات غير محدودة من دم المريض. وأشار الدكتور ميرفي: "يمكننا فعلًا استخدام هذه التقنية لمعالجة هؤلاء المرضى الذين يعانون من مرض الخلايا المنجلية"، فهذا الدم الشخصي يمكن أن يساعد الملايين من الناس المحتاجين إلى نقل الدم المنتظم في جميع أنحاء العالم.
وتساءل الدكتور ميرفي: "هل يمكن أن تجعل فعلًا إمدادات عالمية من الدم التي يمكن نقلها إلى أي شخص"، في حين أن هذه التقنية لا يزال يجري صقلها، ويعتقد الباحثون أننا لسنا بعيدين عن رؤية الخلايا الجذعية الدم المستمدة في عموم السكان. وأضاف الدكتور ميرفي أنه سيكون جاهزًا "أسرع مما تظن".