اكتشف علماء الآثار ما يمكن أن يكون عقد الإيجار الأقدم في العالم محفورا على لوح من الرخام التركي بطول 5 أقدام، وضم العقد المنقوش 58 سطرا من النصوص اليونانية القديمة التي تظهر شروط استئجار العقارات في مدينة تيوس في الأناضول في تركيا، واكتشف لوح الرخام في الجهة الغربية من أنقاض معبد ديونسيس وهو إله يوناني قديم للنبيذ أثناء التنقيب هناك، ويقول الخبراء أن اللوح الحجري غير العادي يلقي الضوء على النظام القانوني والبيئة الاجتماعية في المدينة القديمة، ويكشف اللوح تفصيلا عن كيفية ترك ممتلكات الموقع في تيوس للأعضاء الملقبين باسم "نيوس" عند موت مواطن ثري من المدينة، ويشمل ذلك الأرض والمباني والعبيد والمذبح الديني في الموقع، إلا أن ورثة العقار غير قادرين على دفع تكاليف صيانته وبدلا من استئجاره عرضوه خلال عملية تقديم العطاءات.
وأوضح البروفيسور مصطفى أداك رئيس قسم اللغات والثقافات في جامعة Akeniz والذي درس النقوش: "من أجل تغطية نفقات الأرض والحصول على الدخل قام نيوس باستئجار الأرض"، وينص النقش الذي حمل أسماء 6 شيوخ كبار في المدينة كشهود على الوثيقة على تفاصيل بنود محددة على المستأجرين التمسك بها، والسماح للمالك بالوصول إلى المكان الديني في الموقع 3 أيام في السنة، ويعتقد البروفيسور أداك أن ذلك ربما يكون ضريبة مناسبة حيث تجمع الدولة ضريبة على الأراضي في هذا الوقت مالم يتم تعريفها بالمقدسة، وينص العقد على سلسلة من العقوبات إذا أتلف المستأجرون الممتلكات أو فشلوا في الحفاظ على الأرض كانت ممثلة في غرامة، ويذكر العقد المنقوش أن المالك سيتفقد العقار على أساس سنوي مع التحقق من إنتاجية الأرض.
ويعد هذا اللوح الآثري واحدًا من 400 لوحًا تم اكتشافهم في تيوس أثناء التنقيب هناك، وأضاف البروفيسور أداك لوكالة أنباء دوغان التركية : "يمكننا تحديد البنية الاجتماعية والإدارية والكنسية في المدينة من خلال دراسة هذه النقوش"، وتعد تيوس واحدة من أهم المدن في تركيا الهلنستية، وتعد واحدة ضمن 12 مدينة تشكل تحالف Ionian League من الدول في المنطقة، واستقرت المدينة في البداية في عام 1000 قبل الميلاد وبحلول عام 500 قبل الميلاد أصبحت ميناء مزدهر، وأفاد البروفيسور موسى كاديوغلو رئيس التنقيب في تيوس وعالم الآثار في جامعة أنقرة أن النقوش تقدم أفكارًا قيمة عن النظم القانونية والبنية الاجتماعية لمدينة تيوس خلال الفترة الهلنستية.