حفلة لـ"موسيقى الشرفات" في مدينة السلط

 نظّمت "جمعية تجلى للموسيقى" من شرفة "بيت أبو جابر" التاريخي في مدينة السلط الأردنية، العرض الثاني من عروض "موسيقى الشرفات " بدعم رئيسي من مؤسسة عبد الحميد شومان وبالشراكة مع وزارة السياحة والآثار، وبالتعاون مع جمعية رواق الأردن للثقافة والفنون (اوركسترا وجوقة البلقاء).  وتضمن العرض موسيقى شرقية وغناء كلاسيكيًا اوبراليًا من مختارات موسيقية عالمية قدمها موسيقيون وأصوات غنائية شابة من اربد وعمّان والسلط. ويعتبر هذا العرض الثاني ضمن سلسلة عروض تشمل اربد والحصن ومادبا، إضافة إلى عروض شرفات عمّان.

وكانت جمعية "تجلى" قد أعلنت الشهر الماضي عن إطلاق المرحلة الثانية من عروض "موسيقى الشرفات" من وسط مدينة اربد بدعم رئيسي من مؤسسة عبد الحميد شومان، ليحقق بذلك المشروع انتشارًا جديدًا يشمل محطات متنوعة جديدة في محافظات أردنية مختلفة. تم تنظيم العرض الأول من شرفة بيت النابلسي في اربد وبالتعاون مع الدائرة الثقافية في بلدية إربد وشركة "ميدي آرت".

يذكر أن "موسيقى الشرفات" هو مشروع ريادي تفاعلي يهدف إلى تقديم عروض غنائية من شرفات مدن وبلدات أردنية. يتضمن المشروع عروضاَ غنائية موسيقية   تُقدم للناس مباشرة دون أي إعلان مسبق عن مواعيدها.

ويتضمن أغنيات مختارة بعناية، يـطّل فيها موسيقيون ومغنيون أردنيون من على شرفة إحدى البيوت القديمة وذات الطراز المعماري التاريخي المميز. ويعتمد التنفيذ على عنصر المفاجأة بدون اعلان مسبق عن موعده ولكنه في نفس الوقت يقدم الطابع الموسيقي الأصيل التي يألفها الجمهور الأردني ومن مخزونه الثقافي في اطار معاصر وتقديمه جنبا الى جنب مع الموسيقى الكلاسيكية العالمية والعربية.

وقالت  مديرة الجمعية رسل الناصر، إن عروض المرحلة الثانية ركزت على البحث عن أصوات وطاقات غنائية شابة لدعم الانتاج الموسيقي الناشئ، وأضافت: "أننا نأمل أيضا من خلال هذا المشروع من تقديم توثيق للحالة الموسيقية الأردنية وإظهار تفاعل الناس والمكان مع الموسيقى، إضافة إلى تقديم مادة بصرية غنية من الصور والفيديو التي ترصد هذه اللقاءات والانفعالات وتعكس الهوية الإنسانية الحقيقية في كل مدينة أردنية". قدم العرض الموسيقي في السلط أغنيات من التراث الأردني والعربي إلى جانب مقطوعات موسيقية وأوبرا كلاسيكية مثل: Vega Luna، Saint Lucia، وأغاني مثل الحلوة دي لسيد درويش، وحوّل يا غنام، وفوق النخل، وأغاني من الموروث الأردني وغيرها من الأغاني الشرقية المعروفة.

من جانبه، صرح طارق الفقيه والذي قدم بصوته عدة أغان خلال العرض: "أن هذه العروض توفر للفنانين فرصة للخروج إلى المساحات العامة والالتقاء بالناس في أماكنهم، وبذلك تتخطى التحديات الاجتماعية والجغرافية والمادية." ويقدم هذه العروض عدد من الموسيقيين بمشاركة نور أبوحلتم على آلتي الناي والعود، وتالين شهرنيان على آلة  الاوبوا، ومجد خنوف على البيانو، وغناء عدي النبر وايقاع مرهف الكفري. وشارك في عرض مدينة اربد سامر بيطار على الكمان، وأنس صباغ على الرق، وجهاد عويس على العود، ومحمد بيطار على الغيتار ، وأصوات كل من  وطارق الفقيه، وإيهاب قواسمي. و في مدينة السلط كمال قطيشات من (اوركسترا وجوقة البلقاء).

ومنذ بدء المرحلة الأولى في عام 2015 والتي شملت عدة عروض في عمّان استطاع المشروع أن يجذب الانتباه الى نوع جديد غير مسبوق من العروض الموسيقية ويسلط الضوء على أهمية كسر الجمود وتقديم قيمة جمالية للمدينة. من جهتها قالت الرئيسة التنفيذية لـ"مؤسسة عبدالحميد شومان" فالنتينا قسيسية إن برنامج المنح في المؤسسة يهدف إلى ترسيخ أهمية الثقافة الفنية والأدبية الإبداعية وإلى الإستثمار في مواهب القطاع الثقافي من فنانين وأدباء وبالأخص الشباب منهم بالإضافة إلى تطوير مساحات الأدب والفنون والحفاظ على الإرث الثقافي الوطني وحمايته. وأضافت:" نؤمن في "مؤسسة عبدالحميد شومان" بأهمية الفن والموسيقى وأنها حق للجميع وليس ترفاً لذلك توجهت المؤسسة مؤخراً إلى تنظيم فعاليات ثقافية متنوعة في المحافظات وليس فقط في عمان وهذا يتماشى مع أهداف وتوجهات تجلى للموسيقى".

وعرض "موسيقى الشرفات" مستوحى من مشروع "أوبرا البلكونة" الذي أطلقته مؤسسة محطات للفن المعاصر بالتعاون مع تياترو للمسرح المستقل في مصر في آذار 2014، وانتشرت عروضه في مناطق عديدة في مصر. وفي آذار 2015 قامت تجلى للموسيقى والفنون بتطوير الفكرة واطلاقها في مدينة عمان تحت عنوان ”شرفات عمان“.حققت هذه الأمسيات التفاف  جماهيري وعفوي حولها، وأظهرت جمالية خاصه للمدينة وأهلها، من خلال المشاركة العفوية للساكنين في البيوت المحيطة للعروض.

ومن الجدير بالذكر أن "تجلى" للموسيقى والفنون هي جمعية ثقافية فنية تسعى لتطوير علاقة المجتمع بالموسيقى والثقافة والفنون، وتنطلق "تجلى" من إيمانها العميق بجعل الموسيقى والفنون من واقع الحياة، وسعيا منها لتوطيد علاقة المجتمع المحلي بالثقافة والفنون  لتعزيز دور الفنان نحو مجتمعه ومدينته، ولخلق فضاءات جديدة في المدن في مختلف أنحاء  المملكة، بهدف تحويل المشهد الثقافي والفني والموسيقي إلى حالة عامة وبأن الثقافة والفنون أولوية في حياة جميع الأفراد، وترى أن لهما دورا كبيرا في تعبير الفرد عن نفسه، وتطوير علاقته بمن حوله٬ وفتح آفاق جديدة أمامه.

يذكر أن مؤسسة عبد الحميد شومان أسسها ويمولها البنك العربي منذ عام 1978 وأطلق عليها اسم مؤسس البنك، لتكون مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي، الأدب والفنون، الإبتكار المجتمعي.