ارتفعت موجة الهجمات المناهضة للمسلمين في الولايات المتحدة بشكل أكبر مما كان عليه بعد هجمات 11 سبتمبر، منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، ورغم عودة الخوف والتعصب، ظلت زينب عبد الله من شيكاغو، البالغة 24 عامًا، مصممة على عدم الاستسلام وتأدية دور الضحية.
وتعمل زينب عبد الله يوميًا كأخصائية علاج الأطفال المصابين بالتوحد، لكن في المساء تعلم سُبل الدفاع عن النفس في مركز "ديف بلانت سو"، وهو مؤسسة غير ربحية في شيكاغو لرعاية الصم والبكم. فطيلة أربع سنوات عكفت عبد الله على تدريس فن الجيو جيستو البرازيلي، وهي رياضة تناسب الأشخاص الصغار حجمًا للدفاع عن أنفسهم أمام منافسين أكبر حجمًا. وفي اليوم الذي أصبح فيه ترامب رئيسًا، تلقت عبد الله اتصالات هاتفية شتى، ليست لها علاقة بالانتخابات ولكن كانت من نساء مسلمات يشعرن بالقلق.
وذكرت زينب عبد الله: "أرادت النساء أن يعرفن ما إذا كانت هناك استراتيجيات للدفاع عن أنفسهن ضد هجمات المتعصبين. بحثت على الإنترنت ولم أجد شيئًا. كنت لا أزال أسمع في الأخبار عن حوادث اضطهاد ضد المحجبات اللاتي يقعدن على الأرض ويبدأن في البكاء أو الهروب. لقد ألمني الأمر. إن خوف رد فعل معقول ومشروع لكنه ليس رد فعل وحيد".
ونشرت عبد الله، في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، مقطع فيديو يُعلّم النساء الهروب إذا حاول أحدهم نزع حجابهن، وهو فيديو تمثيلي ساعدها فيها زميلاها المدربان، ميشو كيكو، وباتريك جاتبانتون. وفي اليوم التالي، عقدت عبد الله أول ندوة عن النجاة من جريمة الاضطهاد، وذلك في مقر المركز. وشددت في كلمتها على ضرورة الدفاع عن النفس وعن حقوق النساء المسلمات، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة ستبقى بلدها بقدر ما هي بلد "جون سميث".
ويشمل البرنامج التدريبي الفريد من نوعه، تدريبات على لغة الإشارة الأميركية وذلك لمساعدة الصم من النساء المحجبات، واللاتي غالبًا ما تجدن أنفسهن عرضة لتلك الهجمات بشكل أكثر من المحجبات الأخريات. وترى عبد الله أن ارتداءها للحجاب يجعل المركز مكانًا آمنًا للمتدربات.
وتشهد النساء المسلمات البريطانيات موجات عنف واضطهاد مماثلة، إذ أشار تقرير سنوي نشرته حملة "تل ماما" المناهضة للهجمات ضد المسلمين، إلى أن عدد الهجمات المعادية للمسلمين في المملكة المتحدة قد ارتفع بنسبة 326% في الفترة التي سبقت خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، فيما كان أكثر من نصف الهجمات استهدافًا للنساء المسلمات بشكل واضح. لذلك ليس من المستغرب أن برنامج عبد الله قد لاقى رواجًا عالميًا.