تبقى الأضواء مسلطة على المشاهير مهما فعلوا وأينما حلّوا، وإذا أحبوا وتزوجوا صاروا فورًا حديث الناس، ويتضاعف الاهتمام إذا تزوجوا من بعضهم، فتلاحقهم الأقلام والكاميرات والألسن...
ولا يشذّ الإعلاميون المعروفون عن تلك "القاعدة"، وتكثر من حولهم الأخبار المتداولة عنهم، لا سيما إذا تعلقت بالحب والزواج، وقد زخرت الأعوام الماضية بأسماء إعلاميين وإعلاميات سعوديين ارتبطوا ببعضهم، وكذلك بأسماء إعلاميين سعوديين تزوجوا من إعلاميات غير سعوديات أو العكس.
بدرية وناص
لعل من أبرز العلاقات الزوجية السعودية وأطولها، زواج الروائية السعودية بدرية البشر بالفنان السعودي ناصر القصبي "56 عامًا" بطل المسلسلين الكوميديين "طاش ما طاش" و"سيلفي"، وكان قد تعارفا أثناء دراستهما في جامعة الملك سعود في الرياض، حيث طلبت بدرية منه أن يكتب لقسم البنات في الجامعة مشهدًا مسرحيًا لأحد العروض التي ستشارك فيها نهاية العام الجامعي، وقدمت نفسها له باسم مستعار هو "منيرة"، ووعدها بأن يكتب المشهد واشترط أن يتزوج بها بعد ذلك.
أما الإعلامية السعودية السابقة هبة جمال، وهي مصممة أزياء وتحمل شهادة الماجستير في الإعلام والتسويق من جامعة "ميدل سيكس" البريطانية، ارتبطت بالإعلامي السعودي ناصر الصرامي المتخصص في النشر الإلكتروني، والذي يعمل مديرًا للإعلام في قناة "العربية"، ويقيمان في دبي حاليًا.
وكوّن كل من المذيع علي العلياني والإعلامية منى سراج ثنائيًا ناجحًا في برنامج "عيشوا معنا" على قناة "إل بي سي"، فقررا نقل ثنائيتهما التلفزيونية إلى الحياة واحتفلا بعقد قرانهما في جدة عام 2012.
ويبدو أن دبي هي نقطة الانطلاق لغالب هذه الزيجات، إذ ارتبط الإعلامي السعودي محمد الطميحي الذي يعمل مذيعًا في قناة "العربية" بزميلته رشا خياط التي درست الصحافة في الجامعة الأميركية في الشارقة، وشاركت في تقديم برنامج "صباح العربية" من دبي، وتعمل محررة إخبارية في غرفة تحرير العربية، وتزوجت بزميلها الطميحي في حفلة تمت مراسمها في دبي في أيلول/سبتمبر 2012.
ولا ننسى أخيرًا زواج المدير العام السابق لشبكة "العربية"، ورئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" الأسبق عبدالرحمن الراشد، بالإعلامية اللبنانية ريما مكتبي، علمًا أن الثنائي لم يخرج بأي تصريح إلى العلن، وكانت صحيفة "القبس" الكويتية أعلنت أن الراشد قرر دخول القفص الذهبي بعد عزوف طويل عن الزواج، منصرفًا إلى العمل ومحققًا العديد من المنجزات منها حصوله على جائزة "شخصية العام الإعلامية"، من منتدى الإعلام العربي الـ15 الذي أقيم في دبي العام الماضي. أما مكتبي فتملك سجلًا مهنيًا غنيًا شمل العمل لفترة في "سي إن إن".
واحتفلت المذيعة السعودية ميساء العمودي ومقدمة برنامج "سيدتي" على قناة روتانا خليجية عام 2013 بزواجها من الكاتب والإعلامي ياسر الغسلان في حفلة اقتصرت على الأهل والمقربين، كما جمع القفص الذهبي بين الإعلامية والكاتبة السعودية ناهد باشطح الحاصلة على الدكتوراه في الإعلام الثقافي من جامعة سالفورد في بريطانيا، والإعلامي السعودي رئيس تحرير صحيفة "أنحاء" الإلكترونية المشرف العام عليها حسن الحارثي الذي وافته المنية العام الماضي إثر نوبة قلبية في مصر.
ومن جانبه، أكد المستشار الأسري الدكتور رائد كردي لـ"الحياة": "إن الزواج علاقة ذات وجهين، الأول وجهها العام المتعلق بالانعكاس الشخصي والمبني على التوجه العاطفي والنفسي والقبول بين الطرفين، والثاني متعلق بنظرة المجتمع وتقويمه هذه العلاقة ومدى رضاه عنها وتقبله لها. وعلى رغم أن الوجه الأول قد يتغلب على الموروث الاجتماعي في نطاق ضيق، فإنه لا يحق لنا أن نغفل مدى تأثير التيار الاجتماعي في التركيبة النفسية والعاطفية والفكرية لدى الفرد وتغييره لها في أوقات كثيرة، والزواج بين المشاهير سيكون راضخًا تلقائيًا لتقويم المجتمع، لا سيما أنه يعتمد غالبًا على الإشهار المبالغ فيه، ما يمنحه سمات تختلف عن المقاصد الأصلية للزواج. وقد تكون آراء المتابعين من المؤثرات السلبية في استمرار الحياة أو في استقرارها».
وأضاف كردي: "لا يعني هذا أن نتوقع الفشل لكل زواج كهذا ولا أن نتهمه بأنه خارج عن دائرة المقبول، فقط هو في حاجة لتقييد أكثر تقنينًا وانسجامًا مع الثوب المجتمعي كي يكون في منأى عن الانتقاد اللاذع الذي يكسر غالبًا السكينة النفسية".
ومع الأسف الشديد نلاحظ في بعض تلك الزيجات بين المشاهير اتباعها مسلكًا خاطئًا، يقوم على أساس كسر العرف ومواجهة التيار العام ومحاولة تمييعه، على رغم أن الزواج مسلك حميد مقدس، لا يصح استغلاله وسيلة للترويج أو التسويق لشخص أو لفكرة أو لمنهج، ومن يتعامل مع هذا الرابط الراقي وكأنه مهرجان فهو بلا شك يحتاج إلى تصحيح مفاهيمه.