احتفل المسلمون في العالم العربي والإسلامي بعيد الأضحى، ففي أنحاء القدس والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، احتفل المسلمون بأداء صلاة العيد، وفي القدس الشرقية احتشد آلاف المصلين في الحرم القدسي لأداء الصلاة مع شروق الشمس. وفي رام الله بالضفة الغربية المحتلة أدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولون آخرون صلاة العيد في المجمع الرئاسي ثم وضع عباس إكليلا من الزهور على قبر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. أمّا في قطاع غزة الذي تديرهكة "حماس" فأدى العشر حرات، وبينهم مسؤولو حماس، صلاة العيد في ساحة مفتوحة.
بيروت: مهرجان الأسواق
وتحت عنوان "بالفرح لك نسعى" نظمت "جمعية الإرشاد والإصلاح" مهرجانًا في أسواق بيروت لجميع أفراد العائلة وذلك بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك. هذا المهرجان الذي تشهده العاصمة اللبنانية للسنة السادسة على التوالي، أصبح بمثابة تقليد سنوي ينتظره الكبار والصغار معا لما يتضمن من نشاطات ترفيهية وتثقيفية ترضي جميع الأعمار. فإضافة إلى الاستعراضات المسرحية الخاصة بالأطفال وألعاب "الكرمس" التي يحصد فيها الأولاد وأهاليهم هدايا متعددة، فإنّ مهرجان الفرح يقدّم لروّاده طيلة أيام العيد نشاطات أخرى تثقيفية وفنية فيغمر أفراد العائلة بأجواء السعادة التي يتوقون إليها في مناسبات مماثلة.
وقالت نجوى نعماني نائبة رئيس قسم الإعلام في جمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية لـ"الشرق الأوسط": "يقصدنا سنويا نحو 5 آلاف شخص من مختلف الأعمار ليشاركونا فرحة العيد، خصوصاً وأنّنا نحرص في كل نسخة من هذا المهرجان بأن يتضمن نشاطات ترضي الأولاد بشكل خاص، بعد أن صرنا نعرف تماما ما يروق لهم منها بفضل خبرتنا في هذا المجال".
ويشارك فريق "ميني استوديو" في المهرجان من خلال تقديمه مسرحيات توعوية يتفاعل بها مع الحضور لاستحداث تواصل مباشر ما بينه وبينهم. هي كناية عن عروض مباشرة يجري خلالها وبأسلوب مسلٍّ التواصل بين الطرفين من خلال أسئلة وأجوبة وتقديم الهدايا للفائزين. توضح نجوى نعماني في سياق حديثها.
كما سيتابع روّاد هذا المهرجان الذي يفتتح أبوابه يوميا من الرابعة بعد الظهر حتى التاسعة مساء عروضا من نوع آخر وهي كناية عن ألعاب نارية وغناء وعزف للموسيقى الحيّة. ومن يهوى من أفراد العائلة تمضية ساعات من اللهو، فهو على موعد مع ألعاب النفخ البلاستيكية التي خصّص لها المهرجان فسحة واسعة. وفي إمكان الأطفال أيضاً ممارسة هوايتهم في الرسم والتلوين واكتشاف شخصيات الرسوم المتحركة المعروفة، من خلال عروض غنائية يشارك فيها أعضاء الجمعية من كبار وصغار يرتدون أزياء تلك الشخصيات ويتجولون فيها بين الناس وذلك في الساعة الخامسة من كل يوم. 30 خيمة ألعاب موزّعة على شارع فخري بك في أسواق بيروت، إضافة إلى جناح خاص بالطعام، هي بانتظار زوّار المهرجان أول وثاني وثالث أيام العيد، حيث في استطاعتهم ارتياده مجانا. يذكر أن هذا المهرجان يجري بالتعاون مع بلدية بيروت وشركة "سوليدير".
مصر: أضاحي العيد
تشهد بلدة أشمون المصرية في منطقة الدلتا، إقبالا شديدا من أصحاب وتجار الماشية من البلدات المجاورة لبيع وشراء أضاحي العيد منذ ساعات الفجر الأولى، لكن التكلفة العالية هذه السنة جعلت السوق ساحة للمشاهدة أكثر منها للشراء. منذ الرابعة فجر الأربعاء كان الناس يتسابقون في شوارع البلدة الضيقة بمحافظة المنوفية التي تبعد نحو 70 كلم عن القاهرة، بعربات تحمل مختلف أنواع الماشية وتعالت صيحات التجار وكل منهم يحاول استعراض قوة وعافية ما يملك من عجول أو جواميس أو أغنام لجذب الانتباه.
وبسبب ارتفاع أسعار الماشية عن العام الماضي، خفّت سوق بيع وشراء الماشية. وأوضح أحد التجار أن ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة موجة الغلاء التي تمر بها البلاد من أهم أسباب زيادة سعر الأضحية؛ فقد ارتفع سعر العلف من 2.5 جنيه (0.14$) للكيلوغرام السنة الماضية إلى 7 جنيهات في الوقت الحالي. فالعجل الذي كان يبلغ سعره 15000 جنيه العام الماضي اقترب هذا العام من 30000 جنيه.ويقول ناصر أبو كيلة تاجر الحبوب الذي يبحث عن أضحية بسعر مناسب منذ أكثر من أسبوعين: «حتى إذا أراد الناس شراء اللحوم المذبوحة فإن سعر الكيلو حالياً قفز إلى 130 جنيها. فيما أرجع عدد من تجار الماشية بالسوق أحد أسباب الغلاء إلى بعض الأمراض التي تصيب الماشية مثل الحمى القلاعية التي أدّت على حد قول محمود أبو القمصان، تاجر ماشية، إلى نفوق عدد منها بالمنوفية، وبالتالي لجوء التجار لرفع سعر الماشية المتعافية.
وبسبب الغلاء، ارتفعت أجرة الذبح بمقدار مائتي جنيه عن العام الماضي لتتراوح بين 800 وألف جنيه. وأعلنت وزارة الزراعة بداية هذا الشهر عن توفير نحو 50 ألف أضحية بأسعار تقل عن سعر الأسواق بين 5 و10 جنيهات للكيلوغرام من خلال 187 منفذا في 18 محافظة على مستوى الجمهورية.
استعدادات خاصة في تركيا
احتفل الأتراك بعيد الأضحى الذي يعد واحدا من أهم المناسبات التي يولونها اهتماماً كبيراً، ويستعدون لها استعداداً خاصا في أجواء من البهجة عمت أنحاء البلاد. وتتباين عادات الأعياد وتقاليدها في تركيا بين منطقة وأخرى؛ إذ تختلف عادات الاحتفال بالعيد في وسط الأناضول عن عادات وتقاليد المنطقة الغربية أو منطقة البحر الأسود في شمال البلاد، لكن تتصدر صلاة العيد والأضحية والحرص على قضاء أيام العيد وسط الأهل أهم العادات التي يحرص عليها الأتراك بشكل عام.
وأدى جموع الملايين صلاة العيد في أنحاء البلاد. وإلى جانب المساجد الكبيرة التي تشتهر بها تركيا، أدى الأتراك والمقيمون والسياح صلاة عيد الأضحى في المساجد التاريخية أيضا ليعيشوا أجواء تمتزج فيها الروحانية بعبق الماضي. ففي إسطنبول، شهدت مساجد السلطان أيوب والسليمانية والسلطان أحمد والفاتح التاريخية الشهيرة إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين الراغبين في أداء صلاة العيد فيها.
وفي أدرنة (شمال غرب)، تدفّق المواطنون إلى جامع السليمية الذي يعد تحفة معمارية فريدة لأداء صلاة العيد، وفي العاصمة أنقرة ازدحم جامعا كوجا تبه وحجي بيرام ولي بالمصلين، كما أدى المواطنون في مدينة إزمير (غرب) صلاة عيد الأضحى في جامع «حصار» التاريخي في قلب المدينة.
وقبل بدء إجازة عيد الأضحى بأيام، شهدت المطارات ومحطات حافلات النقل بين المحافظات والطرق السريعة ازدحاما شديداً حيث سبق عطلة العيد إجازة عيد النصر وقبلها عطلة نهاية الأسبوع ليصل مجموع إجازة العيد إلى 10 أيام بموجب قرار للحكومة بعد طلب وكلاء السياحة ذلك من أجل تنشيط السياحة الداخلية. ويترك المواطنون المدن ويتجهون إلى محافظاتهم وقراهم لقضاء العيد مع أسرهم، بينما تهدأ الحركة داخل المدن الكبرى، ولا سيما إسطنبول التي تعاني ازدحاما شديداً خلال العام. وكالعادة في بلاد المسلمين، يشتري الأتراك أضحية العيد على أن تتناسب مع الحالة المالية، فمنهم من يشتري خروفاً، ومنهم من يشتري بقرة، ويتم الشراء بعد مساومة طويلة على الثمن بين البائع والمشتري. وعند انتهاء صلاة العيد يذهب جميع أفراد الأسرة إلى المقابر لقراءة القرآن الكريم على أرواح موتاهم، بعدها تبدأ المعايدة في المنزل؛ إذ يقبّل الصغير يد الكبير وتطهو النساء المأكولات والأطعمة المختلفة، وتنتشر بصورة خاصة "صاج قاورما" مع البقلاوة ومحشي ورق العنب.
وتشتهر في كل بلدة أكلات وأطباق شعبية تخص العيد، ومن أشهر الأكلات التركية في عيد الأضحى "صاج قاورما" وهو عبارة عن لحم مقطع، يطهى في وعاء مدهون بالسمن وتوقد النار تحته وغالبا يصنع من لحم الأضحية مع إضافة الملح والتوابل فقط. وتحظى الحلوى بمكانة خاصة عند الأتراك في الأعياد وهي تقدم في طبق وبجانبها الشوكولاته والبقلاوة، مع الشاي التركي المعروف، ويحتسي الكل الشاي، كبيرهم وصغيرهم، في أكواب صغيرة، كما يحافظ الأتراك على عادة وضع "كولونيا" الليمون على أيدي ضيوفهم، وهي من العائدات التركية القديمة والمستمرة حتى يومنا هذا. وزيارات الأقارب والجيران والأصدقاء، من أهم العادات التي يحرص عليها الأتراك وهذه الأمور جميعها تلفت نظر الأجانب والسياح في تركيا.
وتعد تركيا مقصداً مفضلا للراغبين في قضاء إجازة العيد، ولا سيما من العرب؛ لأنهم لا يفتقدون فيها أجواء هذه المناسبة؛ ولذلك تصبح تركيا من أولى الوجهات للقادمين من الدول العربية، وخصوصاً من دول الخليج، حيث توافدت أعداد كبيرة لقضاء العيد. ويعد عيد الأضحى فرصة لتعويض بعض الخسائر في قطاع السياحة، حسب حسين أوزتورك، أحد مديري الفنادق في إسطنبول الذي قال لـ"الشرق الأوسط": إن العرب، ولا سيما الخليجيون، ينفردون بنحو 40 في المائة من الحجوزات في الفنادق، وتزداد أعدادهم في الأعياد.
وتوافد إلى إسطنبول قبل أيام من عيد الأضحى أعداد كبيرة من العرب وصلت إلى نحو 300 ألف شخص من دول مختلفة إلى مطار أتاتورك في إسطنبول. وقد عبّر بعض السياح العرب الذين يجربون قضاء العيد في إسطنبول للمرة الأولى عن سعادتهم بالأجواء. ولا يتركز السياح العرب في إسطنبول وحدها، فمنهم من يذهب إلى بورصة في الغرب أو أنطاليا في الجنوب، في حين أصبح السياح من الإمارات وقطر والسعودية يفضلون مدن البحر الأسود مثل طرابزون وريزا. ويوضح العاملون في وكالات السفر والسياحة في تركيا، أن القرب الذي يشعر به العرب من الشعب التركي بالمقارنة مع الشعوب الأوروبية والصعوبات التي يواجهونها في الحصول على تأشيرات سفر إلى الدول الغربية يسهم في ارتفاع عدد القادمين إلى تركيا، ولا سيما في الأعياد.
إلى ذلك، حرص الرئيس رجب طيب إردوغان، كعادته، على صلاة العيد وقضاء إجازته في مدينة إسطنبول، وكذلك رئيس الوزراء بن علي يلدريم وعدد من الساسة والوزراء.
سورية الحزينة الجريحة
وحل عيد الأضحى هذا العام على السوريين اللاجئين إلى تركيا للعام السادس على التوالي وفي أنفسهم الأمنية نفسها بأن يكون هو عيدهم الأخير خارج بلادهم التي ألفوا العيد ببهجته ومذاقه الخاص فيها. والأمر سيّان بالنسبة للذين يعيشون في المدن خارج مخيمات اللجوء ويشكّلون مجتمعات وأحياء شبه سورية، خصوصاً في إسطنبول فإنهم يتوقون إلى عادات العيد في بلادهم، ولا تبهجهم فرحته كما كانت تبهجهم هناك.
وسمحت السلطات التركية للمواطنين السوريين بالعبور لبلادهم لقضاء عطلة العيد في الفترة من 21 وحتى 30 أغسطس/آب الماضي. وعبر 33 ألف سوري خلال هذه الفترة بوابة "جيلفا جوزو" بولاية هطاي الحدودية مع سورية، المقابلة لمعبر "باب الهوى" السوري حتى مساء الأربعاء. ويغلق المعبر طوال أيام عيد الأضحى، في حين سيُفتح لإعادة استقبال السوريين اعتباراً من 5 سبتمبر/أيلول الحالي وحتى 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
بنغلادش: عيد في ظل الفياضانات
يعتزم المواطنون في شمال بنغلاديش إقامة احتفالات على نطاق ضيق بمناسبة عيد الأضحى، فيما يكافح عشرات الآلاف لإعادة بناء منازلهم وتعويض المحاصيل التي تضررت بسبب الفيضانات. وبسبب الفيضانات منذ أكثر من أسبوعين وما خلّفته من خسائر، لم يستطع كثير من البنغلاديشيين التفكير في شراء أضحية هذا العام. وقد غمرت الفيضانات أكثر من 35 في المائة من بنغلاديش. وأسفرت عن وفاة 141 شخصاً على الأقل وتدمير عدد لا يحصى من المنازل والأراضي الزراعية.
احتفل المسلمون في العالم العربي والإسلامي بعيد الأضحى، ففي أنحاء القدس والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، احتفل المسلمون بأداء صلاة العيد، وفي القدس الشرقية احتشد آلاف المصلين في الحرم القدسي لأداء الصلاة مع شروق الشمس. وفي رام الله بالضفة الغربية المحتلة أدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولون آخرون صلاة العيد في المجمع الرئاسي ثم وضع عباس إكليلا من الزهور على قبر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. أمّا في قطاع غزة الذي تديره حركة "حماس" فأدى العشرات، وبينهم مسؤولو حماس، صلاة العيد في ساحة مفتوحة.
بيروت: مهرجان الأسواق
وتحت عنوان "بالفرح لك نسعى" نظمت "جمعية الإرشاد والإصلاح" مهرجانًا في أسواق بيروت لجميع أفراد العائلة وذلك بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك. هذا المهرجان الذي تشهده العاصمة اللبنانية للسنة السادسة على التوالي، أصبح بمثابة تقليد سنوي ينتظره الكبار والصغار معا لما يتضمن من نشاطات ترفيهية وتثقيفية ترضي جميع الأعمار. فإضافة إلى الاستعراضات المسرحية الخاصة بالأطفال وألعاب "الكرمس" التي يحصد فيها الأولاد وأهاليهم هدايا متعددة، فإنّ مهرجان الفرح يقدّم لروّاده طيلة أيام العيد نشاطات أخرى تثقيفية وفنية فيغمر أفراد العائلة بأجواء السعادة التي يتوقون إليها في مناسبات مماثلة.
وقالت نجوى نعماني نائبة رئيس قسم الإعلام في جمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية لـ"الشرق الأوسط": "يقصدنا سنويا نحو 5 آلاف شخص من مختلف الأعمار ليشاركونا فرحة العيد، خصوصاً وأنّنا نحرص في كل نسخة من هذا المهرجان بأن يتضمن نشاطات ترضي الأولاد بشكل خاص، بعد أن صرنا نعرف تماما ما يروق لهم منها بفضل خبرتنا في هذا المجال".
ويشارك فريق "ميني استوديو" في المهرجان من خلال تقديمه مسرحيات توعوية يتفاعل بها مع الحضور لاستحداث تواصل مباشر ما بينه وبينهم. هي كناية عن عروض مباشرة يجري خلالها وبأسلوب مسلٍّ التواصل بين الطرفين من خلال أسئلة وأجوبة وتقديم الهدايا للفائزين. توضح نجوى نعماني في سياق حديثها.
كما سيتابع روّاد هذا المهرجان الذي يفتتح أبوابه يوميا من الرابعة بعد الظهر حتى التاسعة مساء عروضا من نوع آخر وهي كناية عن ألعاب نارية وغناء وعزف للموسيقى الحيّة. ومن يهوى من أفراد العائلة تمضية ساعات من اللهو، فهو على موعد مع ألعاب النفخ البلاستيكية التي خصّص لها المهرجان فسحة واسعة. وفي إمكان الأطفال أيضاً ممارسة هوايتهم في الرسم والتلوين واكتشاف شخصيات الرسوم المتحركة المعروفة، من خلال عروض غنائية يشارك فيها أعضاء الجمعية من كبار وصغار يرتدون أزياء تلك الشخصيات ويتجولون فيها بين الناس وذلك في الساعة الخامسة من كل يوم. 30 خيمة ألعاب موزّعة على شارع فخري بك في أسواق بيروت، إضافة إلى جناح خاص بالطعام، هي بانتظار زوّار المهرجان أول وثاني وثالث أيام العيد، حيث في استطاعتهم ارتياده مجانا. يذكر أن هذا المهرجان يجري بالتعاون مع بلدية بيروت وشركة "سوليدير".
مصر: أضاحي العيد
تشهد بلدة أشمون المصرية في منطقة الدلتا، إقبالا شديدا من أصحاب وتجار الماشية من البلدات المجاورة لبيع وشراء أضاحي العيد منذ ساعات الفجر الأولى، لكن التكلفة العالية هذه السنة جعلت السوق ساحة للمشاهدة أكثر منها للشراء. منذ الرابعة فجر الأربعاء كان الناس يتسابقون في شوارع البلدة الضيقة بمحافظة المنوفية التي تبعد نحو 70 كلم عن القاهرة، بعربات تحمل مختلف أنواع الماشية وتعالت صيحات التجار وكل منهم يحاول استعراض قوة وعافية ما يملك من عجول أو جواميس أو أغنام لجذب الانتباه.
وبسبب ارتفاع أسعار الماشية عن العام الماضي، خفّت سوق بيع وشراء الماشية. وأوضح أحد التجار أن ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة موجة الغلاء التي تمر بها البلاد من أهم أسباب زيادة سعر الأضحية؛ فقد ارتفع سعر العلف من 2.5 جنيه (0.14$) للكيلوغرام السنة الماضية إلى 7 جنيهات في الوقت الحالي. فالعجل الذي كان يبلغ سعره 15000 جنيه العام الماضي اقترب هذا العام من 30000 جنيه.ويقول ناصر أبو كيلة تاجر الحبوب الذي يبحث عن أضحية بسعر مناسب منذ أكثر من أسبوعين: «حتى إذا أراد الناس شراء اللحوم المذبوحة فإن سعر الكيلو حالياً قفز إلى 130 جنيها. فيما أرجع عدد من تجار الماشية بالسوق أحد أسباب الغلاء إلى بعض الأمراض التي تصيب الماشية مثل الحمى القلاعية التي أدّت على حد قول محمود أبو القمصان، تاجر ماشية، إلى نفوق عدد منها بالمنوفية، وبالتالي لجوء التجار لرفع سعر الماشية المتعافية.
وبسبب الغلاء، ارتفعت أجرة الذبح بمقدار مائتي جنيه عن العام الماضي لتتراوح بين 800 وألف جنيه. وأعلنت وزارة الزراعة بداية هذا الشهر عن توفير نحو 50 ألف أضحية بأسعار تقل عن سعر الأسواق بين 5 و10 جنيهات للكيلوغرام من خلال 187 منفذا في 18 محافظة على مستوى الجمهورية.
استعدادات خاصة في تركيا
احتفل الأتراك بعيد الأضحى الذي يعد واحدا من أهم المناسبات التي يولونها اهتماماً كبيراً، ويستعدون لها استعداداً خاصا في أجواء من البهجة عمت أنحاء البلاد. وتتباين عادات الأعياد وتقاليدها في تركيا بين منطقة وأخرى؛ إذ تختلف عادات الاحتفال بالعيد في وسط الأناضول عن عادات وتقاليد المنطقة الغربية أو منطقة البحر الأسود في شمال البلاد، لكن تتصدر صلاة العيد والأضحية والحرص على قضاء أيام العيد وسط الأهل أهم العادات التي يحرص عليها الأتراك بشكل عام.
وأدى جموع الملايين صلاة العيد في أنحاء البلاد. وإلى جانب المساجد الكبيرة التي تشتهر بها تركيا، أدى الأتراك والمقيمون والسياح صلاة عيد الأضحى في المساجد التاريخية أيضا ليعيشوا أجواء تمتزج فيها الروحانية بعبق الماضي. ففي إسطنبول، شهدت مساجد السلطان أيوب والسليمانية والسلطان أحمد والفاتح التاريخية الشهيرة إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين الراغبين في أداء صلاة العيد فيها.
وفي أدرنة (شمال غرب)، تدفّق المواطنون إلى جامع السليمية الذي يعد تحفة معمارية فريدة لأداء صلاة العيد، وفي العاصمة أنقرة ازدحم جامعا كوجا تبه وحجي بيرام ولي بالمصلين، كما أدى المواطنون في مدينة إزمير (غرب) صلاة عيد الأضحى في جامع «حصار» التاريخي في قلب المدينة.
وقبل بدء إجازة عيد الأضحى بأيام، شهدت المطارات ومحطات حافلات النقل بين المحافظات والطرق السريعة ازدحاما شديداً حيث سبق عطلة العيد إجازة عيد النصر وقبلها عطلة نهاية الأسبوع ليصل مجموع إجازة العيد إلى 10 أيام بموجب قرار للحكومة بعد طلب وكلاء السياحة ذلك من أجل تنشيط السياحة الداخلية. ويترك المواطنون المدن ويتجهون إلى محافظاتهم وقراهم لقضاء العيد مع أسرهم، بينما تهدأ الحركة داخل المدن الكبرى، ولا سيما إسطنبول التي تعاني ازدحاما شديداً خلال العام. وكالعادة في بلاد المسلمين، يشتري الأتراك أضحية العيد على أن تتناسب مع الحالة المالية، فمنهم من يشتري خروفاً، ومنهم من يشتري بقرة، ويتم الشراء بعد مساومة طويلة على الثمن بين البائع والمشتري. وعند انتهاء صلاة العيد يذهب جميع أفراد الأسرة إلى المقابر لقراءة القرآن الكريم على أرواح موتاهم، بعدها تبدأ المعايدة في المنزل؛ إذ يقبّل الصغير يد الكبير وتطهو النساء المأكولات والأطعمة المختلفة، وتنتشر بصورة خاصة "صاج قاورما" مع البقلاوة ومحشي ورق العنب.
وتشتهر في كل بلدة أكلات وأطباق شعبية تخص العيد، ومن أشهر الأكلات التركية في عيد الأضحى "صاج قاورما" وهو عبارة عن لحم مقطع، يطهى في وعاء مدهون بالسمن وتوقد النار تحته وغالبا يصنع من لحم الأضحية مع إضافة الملح والتوابل فقط. وتحظى الحلوى بمكانة خاصة عند الأتراك في الأعياد وهي تقدم في طبق وبجانبها الشوكولاته والبقلاوة، مع الشاي التركي المعروف، ويحتسي الكل الشاي، كبيرهم وصغيرهم، في أكواب صغيرة، كما يحافظ الأتراك على عادة وضع "كولونيا" الليمون على أيدي ضيوفهم، وهي من العائدات التركية القديمة والمستمرة حتى يومنا هذا. وزيارات الأقارب والجيران والأصدقاء، من أهم العادات التي يحرص عليها الأتراك وهذه الأمور جميعها تلفت نظر الأجانب والسياح في تركيا.
وتعد تركيا مقصداً مفضلا للراغبين في قضاء إجازة العيد، ولا سيما من العرب؛ لأنهم لا يفتقدون فيها أجواء هذه المناسبة؛ ولذلك تصبح تركيا من أولى الوجهات للقادمين من الدول العربية، وخصوصاً من دول الخليج، حيث توافدت أعداد كبيرة لقضاء العيد. ويعد عيد الأضحى فرصة لتعويض بعض الخسائر في قطاع السياحة، حسب حسين أوزتورك، أحد مديري الفنادق في إسطنبول الذي قال لـ"الشرق الأوسط": إن العرب، ولا سيما الخليجيون، ينفردون بنحو 40 في المائة من الحجوزات في الفنادق، وتزداد أعدادهم في الأعياد.
وتوافد إلى إسطنبول قبل أيام من عيد الأضحى أعداد كبيرة من العرب وصلت إلى نحو 300 ألف شخص من دول مختلفة إلى مطار أتاتورك في إسطنبول. وقد عبّر بعض السياح العرب الذين يجربون قضاء العيد في إسطنبول للمرة الأولى عن سعادتهم بالأجواء. ولا يتركز السياح العرب في إسطنبول وحدها، فمنهم من يذهب إلى بورصة في الغرب أو أنطاليا في الجنوب، في حين أصبح السياح من الإمارات وقطر والسعودية يفضلون مدن البحر الأسود مثل طرابزون وريزا. ويوضح العاملون في وكالات السفر والسياحة في تركيا، أن القرب الذي يشعر به العرب من الشعب التركي بالمقارنة مع الشعوب الأوروبية والصعوبات التي يواجهونها في الحصول على تأشيرات سفر إلى الدول الغربية يسهم في ارتفاع عدد القادمين إلى تركيا، ولا سيما في الأعياد.
إلى ذلك، حرص الرئيس رجب طيب إردوغان، كعادته، على صلاة العيد وقضاء إجازته في مدينة إسطنبول، وكذلك رئيس الوزراء بن علي يلدريم وعدد من الساسة والوزراء.
سورية الحزينة الجريحة
وحل عيد الأضحى هذا العام على السوريين اللاجئين إلى تركيا للعام السادس على التوالي وفي أنفسهم الأمنية نفسها بأن يكون هو عيدهم الأخير خارج بلادهم التي ألفوا العيد ببهجته ومذاقه الخاص فيها. والأمر سيّان بالنسبة للذين يعيشون في المدن خارج مخيمات اللجوء ويشكّلون مجتمعات وأحياء شبه سورية، خصوصاً في إسطنبول فإنهم يتوقون إلى عادات العيد في بلادهم، ولا تبهجهم فرحته كما كانت تبهجهم هناك.
وسمحت السلطات التركية للمواطنين السوريين بالعبور لبلادهم لقضاء عطلة العيد في الفترة من 21 وحتى 30 أغسطس/آب الماضي. وعبر 33 ألف سوري خلال هذه الفترة بوابة "جيلفا جوزو" بولاية هطاي الحدودية مع سورية، المقابلة لمعبر "باب الهوى" السوري حتى مساء الأربعاء. ويغلق المعبر طوال أيام عيد الأضحى، في حين سيُفتح لإعادة استقبال السوريين اعتباراً من 5 سبتمبر/أيلول الحالي وحتى 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
بنغلادش: عيد في ظل الفياضانات
يعتزم المواطنون في شمال بنغلاديش إقامة احتفالات على نطاق ضيق بمناسبة عيد الأضحى، فيما يكافح عشرات الآلاف لإعادة بناء منازلهم وتعويض المحاصيل التي تضررت بسبب الفيضانات. وبسبب الفيضانات منذ أكثر من أسبوعين وما خلّفته من خسائر، لم يستطع كثير من البنغلاديشيين التفكير في شراء أضحية هذا العام. وقد غمرت الفيضانات أكثر من 35 في المائة من بنغلاديش. وأسفرت عن وفاة 141 شخصاً على الأقل وتدمير عدد لا يحصى من المنازل والأراضي الزراعية.