يعزو باحثون فقدان حلم السعادة الزوجية في المنازل العربية إلى غياب لغة الحوار بين الزوجين والتعبير عن مشاعر الحب، وأكدوا أن السعادة يمكن أن تتحقق من خلال قدرة كل طرف على الابتعاد قدر الإمكان عن كل شيء يمكن أن يثير غضب الطرف الآخر أو يسبب حزنه، لكن مع ذلك يبقى هذا الحلم مفقودا في الكثير من البيوت.
وقال الدكتور يسري عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس "إننا جميعا يراودنا ذلك الحلم الجميل.. حلم السعادة الذي يبدأ مع اقتران المرأة بفارس أحلامها، وأيضا عثور الرجل على نصفه الآخر الذي ظل طوال عمره يبحث عنه، وحيث تساور كل منهما الآمال والمخاوف في آن واحد حول كيفية تحقيق الحياة الزوجية السعيدة المنشودة"، ويضيف أن "الزواج والحب مسميات لمعنى واحد، ولا يمكن الفصل بينهما"، في إشارة إلى أن العلاقة في المجتمعات الشرقية بين الرجل والمرأة لا يمكن أن يكتب لها القبول اجتماعيا خارج إطار الزواج، فأنت تحب لتتزوج وتتزوج لتحب وأساس السعادة الزوجية يبدأ من اللحظة التي يختار فيها كل منهما الآخر.. وكل منا يختار شريك حياته تبعا لعدة عوامل شعورية أو لا شعورية.
ومن ناحية أخرى تقول الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس إن هناك عوامل يمكن أن تحقق حلم استمرار السعادة الزوجية بين الزوج وزوجته حتى لا تواجهها الأعاصير وتعصف بها الأمواج، وتشير إلى أن الاستشارة هي أهم عوامل تحقيق السعادة الزوجية، حيث يمكن الاستعانة بالنصيحة من شخص موضوعي وغير متحيز يستطيع أن يعطي رأيا موضوعيًا أفضل من ثرثرة الأصدقاء والأقارب.
وأفادت أن هناك مؤسسات تنتشر لتؤدي هذا الغرض وتوجد بشكل كبير في الدول الأوروبية ويبدأ حل المشكلات بالتعرف على أصل ونوع المشكلة قبل البحث في المشكلة نفسها، فقد يكون هناك بعض من المشاكل الفرعية التي تؤدي إلى المشكلة الرئيسية وبالتالي لا بد من عقد جلسات منتظمة يتسم فيها الزوجان بالصراحة، ولذلك يجب أن تتوفر الشجاعة الكاملة للاعتراف بأن هناك مشكلة تواجه حياتهما الزوجية لأن هذه الشجاعة قد تؤدي إلى التخفيف من حدة الألم وتساعد على التأقلم مع المشكلات الزوجية، وهذه الاستشارة تعطي قوة للعلاقة الزوجية وقد تعطي حلا لمشاكل قد تحدث مستقبلا.
ومن جانبها أكدت الدكتورة سعدية بهادر أستاذة علم النفس، على أن الزواج ليس عقدًا يوقعه الزوجان ليعرف كل منهما حقوقه وواجباته تجاه الآخر، فتتحقق الحياة الزوجية بشكل آلي ودائم، بل إن الزواج هو حياة مشتركة كاملة يذوب فيها الزوجان بكل مشاعرهما في تفاصيل هذه الحياة، وهما ينعمان بالاستقرار والراحة، وهي السبيل إلى السعادة الزوجية.