أجبرت قساوة الحياة وظروف الحالة المادية المتردّية، مايا جميل، 13 عامًا، على امتهان مهنة صناعة الاكسسوار رغم صغر سنّها، لتبدع في ابتكارات مميزة من الإكسسوارات ومواد الزينة، فضلاً عن تعليم زميلاتها أساسيات العمل دون مقابل.
وأوضحت الفتاة جميل، وهي تشرف على تدريب عدد من الفتيات الصغيرات لتعليمهن المهنة التي تعلّمتها بجهود ذاتية، أنّ "الظروف التي تمرّ على البلد، هي التي دفعتني إلى تعلّم مهنة ما أساعد فيها أسرتي، فقد غادرت مدينتي حمص باتجاه القامشلي منذ 5 أعوام، وأمورنا المادية ليست جيدة، فقبل عامين انطلقت نحو تعلّم كيفية صناعة الإكسسوارات بأنواعها المختلفة، باستثمار المواد والقطع البالية، والاستفادة من توالف البيئة، لم ألتحق بأي تدريب أو دورات، بل من خلال الكتب ومعلومات أهل الخبرة، وكنت أقوم بصناعة الكثير من الأشياء، بمحاولات عديدة للقطعة الواحدة، والبقاء مطوّلاً مع كل قطعة، حتى تنجز بطريقة سليمة، فاكتسبت خبرة مناسبة في هذا المجال، وبدأت بيع تلك القطع في السوق، ومساعدة أهلي".
وأضافت مايا جميل، أنّ "الأهم أنني أقوم بتعليم زميلاتي في المدرسة خلال أوقات الفراغ والاستراحات، فهي مهنة قريبة من الأنثى كثيرًا، واستطعت من خلال عشرات القطع التي صنعتها أن أقيم معرضاً في أحد أحياء مدينة القامشلي، إلى جانب تعليم عدد من الفتيات أيضاً هذه المهنة تطوعاً".
وأفادت والدة مايا جميل، السيدة عهد النجار، أنّ ابنتها "تصدت لمساعدتنا، لكون والدها عاطلاً عن العمل، لكن الأهم أنها متفوقة دراسياً منذ الصف الأول حتى اليوم، وهي في الصف الأول الثانوي، إلى جانب كمّ الخدمات الكبيرة التي تقدّمها إلى المنزل في الطبخ والغسيل والتنظيف، سعادتنا بها كبيرة؛ فقد باتت نموذجاً لكل من سمع عنها؛ لأنها تعنى وتهتم بتعليم كل من ترغب في تعلّم المهنة"، وأشارت صديقة مايا، سميرة علي، إلى أنّ "سمعتُ أنها تقوم بتعليم الفتيات مهنة صناعة الإكسسوارات من دون مقابل، فانضممت إلى المجموعة، وهي مدرّبة على الرغم من صغر سنّها، لكنها تعرف جيدًا طريقة العطاء والتعليم الجيد، وخلال أسبوع تعلّمنا الكثير من أساسيات المهنة، وأكثر من فتاة قرّرت إتقان هذه الحرفة".