على أطراف العاصمة عمان على بعد سبعة كيلومتر إلى الجنوب الشرقي يقع كهف أهل الكهف ليضم بين ثناياه قصة خالدة ، ورد ذكرها في القرأن الكريم .
وفي زيارة للايف ستايل إلى موقع أهل الكهف يشرح مدير الموقع الشيخ محمد الحنيطي ، قائلًا "إن الكثير يزعم أن الكهف موجود عندهم ولكن هناك أدلة تؤكد أن الكهف الموجود في الأردن وتحديدًا في بلدة الرقيم التي ذكرها الله في القران الكريم في سورة الكهف ، وهذه الادلة قول عز وجل "أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من أياتنا عجبًا" ، والمقصود بحسب بعض العلماء أن الرقيم من لوح من رصاص مرقوم فيه أسماء الفتية أم إسم الوادي أو الجبل أول المحلة التي كانوا فيها التي كانوا فيها.
وبحسب الحنيطي ليس هناك لوح من رصاص مرقوم فيه أسماء الفتية في دولة من الدول التي تزعم أن الكهف عندها وليس هناك بلدة إسمها الرقيم إلا أن هذه البلدة التي نحن فيها هذا إسمها منذ ذلك الحين .
واستشهد الحنيطي بما يقوله ياقوت الحموي المتوفي عام أربعة وسبعين وخمسمائة للهجرة ، في كتابه معجم البلدان في المجلد الثالث في الصفحة الحادية والستين "جئنا الى بلدة عمان وتوجهنا إلى بلده الرقيم" وكذلك يقول المقدسي المتوفي عام ، إحدى وثمانين وثلاثمائة للهجرة يقول "الرقيم قرية على فرسخ من عمان على تخوم البادية ، فيها مغارة لها بابان باب صغير وكبير ويقول الاصطخري المتوفي سنة سبعة واربعين وثلاثمائة للهجرة الرقيم مدينة بالقرب من البلقاء وهي صغيرة منحوتة بيوتها كلها وجدرانها في صخر كأنها واحد وهذا مطابق تمامًا للموقع".
وأضاف إبن كثير المتوفي عام أربعة وسبعين وسبعمائة للهجرة "هم في منطقة البلقاء قرب الزرقاء" ، حيث أن الدليل الثاني لقوله عز وجل "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجمًا بالغيب ويقولون سبعة ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ، ما يعلمهم إلا قليل" ، كما يقول سيدنا إبن عباس رضي الله عنهما "أنا من القليل الذي يعلم عددهم هم سبعة وثامنهم كلبهم" ، ويقول كما في تفسير القرطبي الجزء الأول صفحة 359 وكان بها سبعة أحداث يعبدون الله سرًا ، وهناك قاعدة في علم الرياضيات إنه إذا كان هناك عددان مختلف في صحتهما مثلًا "ثلاث واربعة" لا ندري أيهما أصح فإذا نفينا الثلاث إذن الصحيح أربعة فلما نفى "الله" الثلاثة والخمسة
ولم ينفي السبعة إذن السبعة هي الصحيحة ، أما الدليل الثالث بحسب الحنيطي فهو قول الله عز وجل ، "وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه " ومعنى تزاور تميل وتعدل ، ويقول الإمام الخازن في تفسيره لباب التفسير في تفسير قوله تعالى "وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال" ، يقول أي تدخل الشمس وقت المغيب من شمالي الباب إلى شرقي الغار وشمالي الباب إذن لا بد أن يكون الباب في الجهة الجنوبية من الغار وهذا مطابق تمامًا لحال هذا الكهف .
اما الدليل الرابع قول الله عز وجل "وهم في فجوة مه" ـ والفجوة في اللغة العربية المكان الفسيح المتسع أي الحجرة الداخلية وفيها ناموا ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعة.
الدليل الخامس يقول الله عز وجل "قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدًا" ، وهذا هو المسجد ما زالت بقاياه ماثلة للعيان ولا كهف يوجد عليه مسجد إلا هذا الكهف.
أما أقوال العلماء فيقول الإمام الواقدي وهو أقدم مؤرخي الإسلام توفي عام ثماني ومئتين للهجرة ، يضيف "خرجت مع مجموعة من الصحابة وكان عددهم سبعة ألاف جندي ستى من اليمن وألف من مكة والمدينة وكانوا بإمرة سعيد إبن عامر الجهني لنصرة إخوانهم في معركة اليرموك فساروا في الصحراء أيامًا فلما وصلوا إلى منطقة لاح لهم جبل من بعيد فقال أبشروا أنتم في كهف أهل الكهف قال فوصلنا إلى الكهف في المساء وكان قرب الكهف عين ماء فتوضئنا وصلينا ونمنا في ذلك المكان وفي الصباح توجهنا إلى بلدة الجنان قرب عمان وفتحناها سلمًا ثم قاتلنا بطريرك عمان وجاءنا المدد من عمان" ، وهذا النص يشير إلى وجود عين ماء قرب المكان ولكن جفت منذ زمن ولا زالت أثار مجاريها باقية فقد ظهرت أثناء الحفريات.