رئيس العرفاء فهد بن رباح

كشف رئيس العرفاء٬ فهد بن رباح عن تلقيه اتصالًا من رئيس الوزراء العراقية، حيدر العبادي، وعده بتكريمه لمناسبة زواجه٬ مستدركًا٬ أنه "لا يعلم ماهي نوعية المكافئة٬ فالبعض يقول إنها غرفة نوم وآخرون يقولون إنها إقامة في فندق"..وتابع٬ أن "تحرير مدينة الموصل هو هدف جميع قوات جهاز مكافحة الإرهاب٬ وقد صادفتنا الكثير من القصص عن مساعدة الناس وإغاثة العوائل"٬ منهيًا كلامه بالقول٬ أن "أهالي مدينة الموصل بعيدين كل البعد عن داعش٬ ويتعاونون مع القوات الأمنية٬ وبسبب رفضهم إيواء عناصر التنظيم داخل منازلهم، تمت عملية تحرير مناطقهم بسهولة".

ويرابط رئيس العرفاء فهد بن رباح٬ في نقطة أمنية قريبة من مقر فرقته في حي الزهراء في محافظة الموصل٬ وبين النقطة والمقر تسكن عوائل موصلية رفضت التعامل مع تنظيم "داعش"٬ وذاقت لهذا السبب مرارة هذا الخيار٬ إلا أنها٬ وبسبب تحرير منطقتهم في بداية المعارك٬ استطاعت أن تتمتع باستقرار نسبي٬ وتكون علاقات مع القوات الأمنية.

ويروي بن رباح قصة تواجده في حي الزهراء التي استمرت ثلاثة أشهر٬ قضى فيها أيامًا جميلة٬ على الرغم من قساوة البرودة الذي ملأ سماء المدينة٬ وهذا القادم من أقصى الجنوب "محافظة الناصرية"٬ تعلق بعائلة موصلية٬ وجد فيها طباع أهله الذين يحبهم٬ فيقول عن أهل الموصل: "إنهم بعيدون جدًا عن الصورة التي يفرضها البعض٬ على أنهم متعاونون مع داعش".

وعقد بن رباح٬ أحد المقاتلين في جهاز مكافحة الإرهاب من أهالي مدينة الناصرية٬ قرانه على فتاة موصلية٬ تعرّف على عائلتها أثناء تواجده طيلة 3 أشهر في حي الزهراء٬ وكرمته الحكومة بعد اطلاعها على قصته٬ حسب ما ذكر.

وذكر رئيس العرفاء فهد بن رباح٬ "شاركت في عملية تحرير الموصل٬ وتعرفت خلال فترة تواجدي في حي الزهراء (صدام سابقا)٬ على إحدى العوائل الموصلية٬ أحببتهم ورأيت فيهم مزايا جميلة٬ دفعتني لأن أتمنى عدم مفارقتهم أو الابتعاد عنهم٬ فقررت أن أقترن بهم عبر الزواج من إحدى نسائهم"..وأشار إلى أن "حي الزهراء من أول الأحياء المحررة في الموصل٬ وعائلة زوجتي تسكن بين المقر وبين النقطة التي أرابط فيها٬ وفي أحد الأيام تعرفت على والد وأخوة زوجتي٬ وبدأت معرفتي تزداد بهم من خلال قصص المعاناة التي عاشوها أثناء سيطرة داعش على مناطقهم٬ ولفت انتباهي خسارتهم لكل شيء، بسبب رفضهم التعاون مع هذا التنظيم٬ حتى أصبحوا جزءًا من أهلي".

وأكد بن رباح٬ أن "والد زوجته ترك العمل على مدار سنتين ونصف السنة٬ وفضّل البقاء في المنزل٬ لكي لا يطالبه عناصر داعش بتقديم المساعدة لهم٬ وفي هذه الفترة تم حرمان العائلة من أشياء كثيرة٬ منها اللحوم الحمراء٬ والتي يعتبرها محرمة لكون داعش اغتنمها من الأهالي الفارين"٬ مبينًا أن "العائلة الموصلية تعرفت على عائلتي في وقت لاحق٬ والأخيرة لم يخطر في بالها أن اقترن بفتاة من الموصل٬ إلا أني تعلقت بالعائلة جدًا٬ وأقدمت على هذه الخطوة"..وأضاف٬" تقدمت لوالدها بطلب الزواج٬ واخبرني انه يحتاج موافقة الفتاة٬ على الرغم من امتداحه لي٬ وبعد أيام تمت الموافقة على طلبي٬ وأنا بانتظار العقد الرسمي في المحكمة٬ كون الدوائر الحكومية معطلة في المدينة٬ بسبب المعارك".