يسعى النساء إلى إثبات أنفسهن في كثير من المهن الصعبة والشاقة، فهناك مهن في حاجة إلى قلب وهناك مهن في حاجة إلى ضمير وللحقيقة من زيادة الأعباء المعيشية نجد المرأة جنبًا إلى جنب مع الرجل، لذلك كان لنا هذا التحقيق مع بعض النساء اللاتي يعملن في مهن مختلفة.
وفي البداية، تحدثت زينب أنها تعمل مغسلة موتى وقد أقدمت على هذا العمل من خلال خالتها التي كانت تقوم بهذا العمل منذ 30 عامًا وكانت تقوم زينب مصاحبة خالتها وهي فتاة صغيرة حتى تعلمت ثم بعد وفاة خالتها تولت هذا الأمر موضحة أن العمل في حاجة إلى قلب وشجاعة وقبل كل ذلك الإيمان موضحة أنها تعمل هذه المهنة لمساعدة زوجها على المعيشة فهو عامل بسيط في أحد مصانع الحلويات ولديها من الأبناء ثلاثة مشيرة إلى أن الغسل مبلغه رمزي ولكنه يساعد في كثير من الأحيان.
وأبرزت ندى وهي تبلغ من العمر 32 عامًا قائلة إنها لم تجد عملًا مناسبًا لها ولذلك اضطرت إلى صناعة الكحك والحلويات على أشكال مختلفة وقامت بتصويرها على حسابها الشخصي في "فيسبوك" ثم بدأت الطلبات تنهال عليها لتصبح معروفة في كثير من البيوت في الإسكندرية بسبب جودة ما تصنعه موضحة أن هناك أنواعًا كثيرة من الحلويات منها التورت بكل أحجامها والكحك بكل أنواعه مع عمل مجموعة من الأغلفة المناسبة لكل منتج..
وتحدثت صباح في ذات الشأن قائلة إنها لم تجد وسيلة لتربية أبنائها سوى ممارسة قيادة سيارة أجرة والتنقل بها من أجل الحياة الكريمة خاصة بعد وفاة زوجها وهي في سن صغيرة موضحة أنها رفضت الزواج من أجل تربية أبنائها وتحلم بدخولهم الجامعة في المستقبل وإكمالهم لتعليمهم.
وأشارت نسمة إلى أنها تقوم بمساعدة زوجها في محل الفول والفلافل موضحة أنها تستيقظ يوميًا من الساعة السادسة صباحًا حتى الثانية ظهرًا وهي تقف أمام الزيت المغلي لتحضر الفلافل الساخنة للزبائن مؤكدة أنها تجد سعادة في مساعدة زوجها الذي يبدأ عمله من الثانية ظهرًا حتى منتصف الليل وكل هذا من أجل توفير حياة كريمة ولا نحتاج لأحد ..
أما وسام فهي تقوم بعمل خرز للعبايات وفساتين الأفراح موضحة أن هذا العمل يتم في المنزل وفي كل يوم تنجز 12 قطعة عباية حتى تحصل على اليومية التي تقدر بخمسين جنيهًا، أما فستان الفرح فيأخذ 4 أيام من التطريز وأحصل على 150 جنيهًا بعد أن تنتهي منه موضحة أنها تتحمل عناء العمل بسبب تحقيق ذاتها وبسبب أنها تريد حياة كريمة لها ولأولادها.