يحتفل سكان مدينة راوما العالمية المدهشة، في فنلندا، هذا الأسبوع، بجمال مدينتهم القديمة المدرجة في قائمة "اليونسكو"، وبتاريخها كميناء هام في القرون الوسطى، وذلك مع بلوغ مدينتهم عامها الـ 575، ويصل عدد سكان المدينة الصخرية إلى أقل من 40 ألف نسمة في الساحل الغربي لفنلندا، ويقع مركز المدينة التاريخي ضمن قائمة "اليونسكو لمواقع التراث العالمي"، واعتمادًا على تصنيف المدن، فان مدينة راوما ستكون إما ثالث أو رابع أو خامس ضمن أقدم مدينة معتمدة في البلاد، وعلى أي حال، فهي مدينة قديمة، وتحتوى ما يكفي من المعالم الثقافية لضمّ "اليونسكو" إلى قائمة التراث العالمي.
وكشف الكاتب ومدون السفر، البالغ من العمر 33 عامًا، والذي عاش في المدينة لمدة 12 عامًا، سانا جاكولا، أنّ "المدينة تعني الكثير، الناس هنا فخورون جدًا بجذورهم، إنها تعزّز مدى فخرنا عن مسقط رأسنا، الذي تمّ نسيانه قليلًا من قبل بقية فنلندا"، ويعتبر السوق هو مركز الذكرى السنوية، بما في ذلك المسرح الذي يقدّم عروضًا باللهجة المحلية والحفلات الموسيقية والرقص وفعاليات الأطفال، والذي يكون في الـ 19 من شهر أبريل/نيسان، ولا زال كبار السن من السكان يتحدّثون اللهجة القديمة، كما يقترضون من السويدية والإستونية والألمانية، ولاسيما في المناطق التي كان كانت ذات علاقات تجارية أصلية معها، وتحتوي العديد من الشركات العالمية – مثل مصنع رولز رويس، ومحطة الطاقة النووية الألمانية الفرنسية المجاورة، ما يعني أنه من المستغرب أن تكون فقط مجرد مكان صغير.
ووصل السكان إلى نحو 800 في البلدة القديمة، وكان بها 57 سفينة ضمن أسطول المدينة في 1897، أكبر أسطول في فنلندا في ذلك الوقت، وتعتبر خامس أكبر مدن فنلندا، كما وصل حجم بضائع التبادل التجاري في 2016 إلى 5.6 مليون طن، ويأتي ما نسبته 99% من وقود التدفئة في المدينة من موقع مصنع الورق المحلي، وهي صناعتها الرئيسية.
وقام الفنان المحلي تارمو ثورستروم بتصنيع أعمال فنية خفيفة، ومن المتوقّع أن يتم عرضها في قاعة المدينة ، تكريمًا لتقاليد مدينة راوما الطويل.
وتأسست المدينة القديمة في عام 1442، حيث أقيمت حول دير الفرنسيسكان، لكنها أصبحت ميناء مهم في العصور الوسطى. وكان رجالها يعملون في سمك السلمون كما عرفوا في ستوكهولم بذلك، وكانوا أيضا يعملون في الأسماك والفراء والجلود الحيوانية، وفي وقت لاحق، كان الخشب، والآن يعملون في صناعة الورق، ولا يزال من الممكن رؤية تركة البحارة في نوافذ البلدة القديمة، راوما في الصوت والرؤية، وبالإضافة إلى الميناء، يوجد في راوما أيضًا أكبر مراسٍ ترفيهية في فنلندا، وتتطلع المدينة إلى تعزيز قدرتها السياحية الحديثة بعيدا عن البلدة القديمة، حيث من المقرّر القيام بالمزيد من التطوير في المنطقة الساحلية، ومن المقرّر أيضًا إعادة فتح حوض سباحة في الهواء الطلق، كان قد توقّف في عام 2018.