يبدو موسم العودة للمدارس، فترة مُناسبة لتجديد غرفة الأطفال، وتكييفها مع احتياجات الدراسة، وجعلها بيئة مُناسبة للتعلّم والإبداع. تطوّرت تصاميم غرف نوم الأطفال، لنواحي الألوان والمواد، وأصبحت جذّابة أكثر من الناحية البصريّة، وعمليّة، ومُتعدّدة الأقسام.
في السطور الآتية، تُطلعنا المهندسة اللبنانية راشيل سلامة،على أفكار مُبتكرة لتجديد غرفة الأطفال، وجعلها مواكبة لجديد الديكورات.
نصائح في الديكور متعلقة بغرف الأطفال
غرفة مودرن لطفلة، مع ركن للدراسة
تقول المهندسة راشيل سلامة إن "تجديد غرفة نوم الأطفال، يتطلب اتباع مجموعة من النصائح، مع أخذ الراحة والعملية في الاعتبار". لذا، هي تدعو إلى حسن اختيار الأثاث والمواد والألوان والإضاءة وفق الآتي.
أثاث غرفة الأطفال
غرفة نوم مودرن
من الضرورة اختيار سرير لكلّ طفل، مريح، وقابل للتعديل، علمًا أن السرير القابل للتعديل في الحجم يظل مواكبًا الصغير في مراحل عمرية مختلفة. هناك أيضًا الكنبة السرير ، قطعة الأثاث، التي تناسب الغرفة الضيقة.
ركن الدراسة، الذي يتضمّن مكتبًا، مع مساحة كافية لأدوات الدراسة، مع حسن التنظيم.
المواد
المواد الطبيعية، مثل: الخشب أو الأقمشة القابلة للتنفس، والموظفة في صنع الأثاث لتوفير بيئة مريحة وصحية.
مواد مقاومة للبلل وسهلة التنظيف: للأسطح (المكتب، مثلًا)، يمكن اختيار مواد مقاومة للتآكل وسهلة التنظيف، مثل: الميلامين أو البلاستيك.
الطلاء والمواد الملونة: من الصحيح اختيارها بصورة تتحمل الاستخدام اليومي، وتكون سهلة الصيانة.
الألوان
ألوان دافئة ومريحة: من الصحيح استخدام ألوان دافئة، ومريحة، مثل: الأزرق الفاتح الجميل، أو الأخضر النعناعي، أو الألوان الباستيل، التي تُساعد في التركيز والاسترخاء.
أدوات الدراسة ذات الألوان المريحة: من الجذّاب حضور ألوان ناعمة ومريحة لركن الدراسة، وذلك لتقليل التوتر، وتعزيز التركيز.
ألوان تنشيطية للمساحات الأخرى: يمكن استخدام ألوان أكثر حيوية، في أماكن أخرى في الغرفة، مثل: منطقة اللعب أو الجدران لتشجيع الإبداع والنشاط.
الإضاءة الطبيعية والصناعية
إضاءة مدروسة في غرفة نوم خاصة بطفلين
من الضرورة أن تحظى غرف نوم الأطفال بكم من الإضاءة الطبيعية قدر الإمكان، إضافة إلى إضاءة مُناسبة للقراءة، والدراسة، مثل: مصابيح مكتبية ذات إضاءة غير مزعجة، وموزعة بشكل متساو، لتجنب التسبب بإجهاد العين.
غرف نوم الأطفال بين الأمس واليوم
غرفة أطفال حديثة
تطوّر تصميم ديكورات غرف نوم الأطفال، بشكل ملحوظ، في الأعوام الأخيرة، فقد طالت تغيرات الألوان، والأثاث، والمواد، والتوجهات العامة. تتحدّث المهندسة راشيل عن التغيرات، في النقاط الآتية:
الألوان: في الأمس، كانت الألوان التقليدية، مثل: الأزرق للبنين، والوردي للبنات، هي الأكثر شيوعًا، وكانت الألوان زاهية وصارمة، وتعتمد غالبًا على نوع الطفل. أمّا اليوم، يتجه المُصمّمون إلى استخدام ألوان أكثر تنوّعًا وهدوءًا، عند الاشتغال على غرف نوم الأطفال، مع التركيز على الألوان المحايدة والباستيل، مثل: الأخضر النعناعي، أو الأزرق الفاتح، والألوان المُستلهمة من الطبيعة. هناك أيضًا اهتمام أكبر بألوان يمكن استخدامها في الغرف المشتركة بين الأولاد والبنات.
الأثاث: في الأمس، كانت قطع الأثاث أكثر تقليديّةً، وثقيلة الأوزان، مع التركيز على القطع الثابتة، مثل: الأسرّة الكبيرة، والخزائن. أمّا اليوم، يتميّز الأثاث بكون تصاميمه أكثر مرونةً، وعمليّةً، مثل: الأسرّة القابلة للتحويل، والمكاتب مُتعدّدة الاستخدامات، والأثاث القابل للتعديل، الذي ينمو مع الطفل. هناك أيضًا اهتمام أكبر بالأثاث، الذي يوفّر حلول تخزين ذكية، ومساحات مُتعدّدة الاستخدامات.
المواد: في الأمس، كانت المواد التقليدية، مثل: الخشب الصلب، والمواد الثقيلة هي السائدة في صناعة الأثاث، إضافة إلى الأقمشة السميكة، وغير القابلة للتنظيف، بسهولة. أما اليوم، هناك اهتمام أكبر باستخدام مواد خفيفة الوزن، وسهلة الصيانة، مثل: المواد البلاستيكية الحديثة، والأقمشة القابلة للغسل، ومواد صديقة للبيئة.
الإضاءة والتكنولوجيا: في الأمس، كانت الإضاءة تعتمد بشكل رئيس على وحدات ساطعة، وثابتة، مع استخدام التكنولوجيا، بشكل محدودً أما اليوم، يتزايد استخدام الإضاءة الذكية، التي يمكن التحكم فيها، باستخدام الهواتف الذكية، والإضاءة التكيفية التي تتناسب مع احتياجات الدراسة والراحة.
تخلص المهندسة راشيل إلى أن "التغيرات المذكورة آنفًا، تُجسّد تحولًا نحو تصميمات أكثر مرونة، وعملية، وجمالية، وتعكس تطورات في فهم احتياجات الأطفال والأسر، مع التركيز على راحة الصغار، ونموهم، بشكل متوازن".
ركن الدراسة في غرفة الأطفال
غرفة نوم لولدين، مع ركن للدراسة
في موسم العودة للمدارس، يتخذ ركن الدراسة في غرفة نوم الأطفال، أهمية. في هذا الإطار، تشدد المهندسة على أن يكون المكان المذكور ملائمًا لتلبية احتياجات الدراسة والتركيز، مع الحفاظ على التناغم مع بقية أثاث الغرفة". إليك، بعض النصائح حول ركن الدراسة في غرفة نوم الأطفال.
المساحة الأدنى
من الضرورة توفير مساحة كافية لمكتب الدراسة، لا تقل عن 90 سنتيمترًا × 60 سنتيمترًا للمكتب. يضمن هذا الحجم توفير فراغ للكمبيوتر أو الكتب، والجلوس، والعمل بشكل مريح. لكن، من الناحية العملية، يفضل تخصيص منطقة لا تقل عن 1.5 مترًا × 1.5 مترًا لركن الدراسة، تشمل المكتب والكرسي ومساحة للعمل. بذا، تتاح حرية الحركة، مع إراحة الطفل.
تصميم المكتب
مكتب في ركن الدراسة، بغرفة النوم
من المُستحسن اختيار موقع للمكتب هادئ أي بعيد عن ضوضاء الغرفة أو مصادر الإلهاء. في هذا الإطار، تُرشّح المهندسة المكان الواقع بالقرب من النافذة، للحصول على إضاءة طبيعية جيدة. وتدعو إلى التأكد من أن المكتب ليس متمركزًا في مكان يعيق الحركة في الغرفة. لناحية الوظائف، من المهم البحث عن مكتب ذي تصميم بسيط وعصري يوفر مساحات للتخزين، مثل: الأدراج أو الرفوف العلوية.
الإضاءة
لا يُغفل عن تأمين إضاءة جيدة في الركن، مثل: مصباح مكتبي قابل للتعديل لتوفير إضاءة مركزة، أثناء الدراسة.
الكرسي
من المهمّ حضور الكرسي ذي التصميم المريح والقابل للتعديل، ليتناسب مع ارتفاع المكتب، ويضمن الجلوس الصحيح.
تنسيق المكتب مع السرير والخزانة
ليس من الضرورة أن يتطابق المكتب تمامًا مع السرير والخزانة، من حيث المادة واللون، بل يُفضّل أن يكون هناك تناغم عام في التصميم. اختاري ألوانًا ومواد تتماشى مع التصميم العام للغرفة لتجنب التباين الكبير. ومن الجذاب استخدام ألوان محايدة أو متناغمة للمكتب، مثل: الأبيض، أو الرمادي، أو ألوان الباستيل التي تتماشى مع ألوان الغرفة الأخرى.
من جهة ثانية، يمكن استخدام أثاث متكامل، مثل: وحدة مكتبية متصلة بخزائن أو أرفف لتوفير مساحة تخزين إضافية وتجنب الفوضى، ما يساهم في الحفاظ على تصميم متناغم ويزيد من فعالية الاستخدام.
ولا يُغفل عن إضفاء لمسات شخصية تهم الطفل، مثل: لوحات أو ملصقات تعليمية على الجدران خلف المكتب، مع منظمات لزيادة الفعالية وترتيب الأدوات الدراسية، وصور أو عناصر تزيين صغيرة تعكس اهتمامات الطفل، ما يجعل مساحة الدراسة أكثر جذبًا وإلهامًا.
باتباع هذه النصائح، يمكن إنشاء ركن دراسة فعال ومريح يتناغم مع بقية أثاث الغرفة، ما يسهم في بيئة دراسة ملائمة وممتعة لطفلك.
إرشادات حول تصميم غرفة الأطفال
يتطلب تصميم غرفة نوم الأطفال، الجمع بين الراحة والوظائف العملية، مع لمسات من الإبداع لتلبية احتياجات الطفل واهتماماته. إليك بعض النصائح الخاصة بتصميم غرفة نوم الأطفال من المهندسة راشيل:
السلامة أولًا: تثبيت الأثاث على الجدران لتجنب السقوط، بخاصة الخزائن الكبيرة، والرفوف العالية، مع أهمية اختيار أثاث خال من الزوايا الحادة أو استخدام واقيات زوايا لتقليل مخاطر الإصابات.
سلامة الأسلاك والمقابس: تأكدي من إخفاء الأسلاك الكهربائية أو تأمينها، من خلال استخدام أغطية الأمان للمقابس الكهربائية لتجنب الحوادث.
اختيار الألوان الدافئة والهادئة، لمساعدة الطفل على الاسترخاء، والنوم بشكل أفضل، إضافة إلى الألوان النابضة بالحياة، في مناطق اللعب أو لتسليط الضوء على بعض التفاصيل الصغيرة، مثل: الوسائد أو الستائر.
تخصيص مناطق مختلفة، ضمن الغرفة الواحدة، وذلك للنوم، والدراسة، واللعب. في هذا الإطار، الأرفف المعلقة أو الجدران المخصصة مساعدة في خلق مساحات مرنة.
الأسطح القابلة للتغيير، مثل: أغطية السرير أو الحصائر لتحديد منطقة اللعب، وتسهيل التنظيف.
الإضاءة: إضاءة متعددة الاستخدامات تشمل الإضاءة العامة، وإضاءة الدراسة، وإضاءة مريحة، مثل: المصابيح الليلية، وإضاءة طبيعية، مع أهمية وضع المكتب بالقرب من النافذة.
التهوية الجيدة: تأكدي من وجود تهوية جيدة في الغرفة للحفاظ على هواء نظيف وصحي. واستخدمي الستائر الخفيفة، التي تسمح بدخول الضوء الطبيعي، وتساعد في تهوية الغرفة.
الراحة: اختيار مرتبة السرير المريحة والسرير المتناسب مع احتياجات الطفل لنوم جيد، وأغطية سرير مريحة وسهلة الغسل.
من خلال تطبيق النصائح المذكورة أعلاه، يمكن تصميم غرف نوم توفر بيئات مريحة، عملية، ومُحفّزة على النمو والتعلم للأطفال.
قد يهمك أيضــــاً:
تعرفي على طرق ترتيب غرفة طفلك لتكون الأكثر جمالاً ومرحًا بسهولة ويسر