المشاعر السلبية

كشفت دراسة حديثة، أن المشاعر السلبية التي يشعر بها المرء في فترة الشباب تتحول، بشكل جذري، إلى مشاعر إيجابية في فترة الشيخوخة، مشيرة إلى أن السمات المميزة لمخاوف تلك الفترة، مثل الخوف من تدهور الصحة وفقدان الذاكرة، تقل تدريجيًا عند الشعب الأميركي مع التقدم في العمر.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، نقلًا عن رئيس الخدمات الطبية في منظمة "ويست هيلس" غير الربحية، الدكتور ضياء آغا، التي تركز على مشاكل الشيخوخة، والتي أجرت الدراسة بالتعاون مع مؤسسة "نورك" الأميركية للأبحاث، قوله إن جيل الشباب يضمر مشاعر سلبية أكثر من المشاعر الإيجابية، وذلك يعزوا إلى أن الشيخوخة تُعزز القدرة على المقاومة والصمود، اللذان يساعدان الأفراد على التعامل مع مشاكل الحياة بشكل أفضل.

وأكدت الدراسة، أن معدل التفاؤل بشأن الشيخوخة قد شهد ارتفاعًا بالإطراد مع التقدم في العمر، فقد وصف أكثر من 46 في المائة من الأفراد في العقد الثالث من عمرهم، أنفسهم بأنهم متفائلون بشأن الشيخوخة، وذلك مقارنة بنسبة 66 في المائة من الأفراد في العقد السابع من عمرهم.

وبالمثل، أظهر الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، زيادة في الشعور بالثقة والرضاء عن النفس بشأن الشيخوخة، على مدى عقود متتالية، فضلًا عن ردود فعل إيجابية بشأن تقييم أوضاعهم المالية، وتبين أن التحسن ملحوظ في عقدي الخمسينات والستينات وما بعدهما، ومن بين المشاركين في الدراسة، ممن يعيشون في عقدهم السابع، تبين أن ثلثيهم أكدوا أنهم يعيشون حياة مميزة وجيدة، مقارنة بالفئة العمرية ذات العقد الثالث.
ووجدت الدراسة أيضًا، أن التشاؤم يظهر لدى الأشخاص الذين يعيشون في عقدهم الثالث حتى منتصف العمر، وقبل دخول عمر الشيخوخة، أما أولئك الذين يبلغون 70 عامًا أو أكثر عجزوا عن التعبير عن قلقهم إزاء تدهور الصحة أو الإصابة بالزهايمر، وأوضح أغا أن الدراسة تعكس الفرضية التي تقول إن الناس غالبًا ما يتعزز لديهم شعور الامتنان والرضا لمناحي الحياة المختلفة في أعوام الشيخوخة، بشكل أكبر من فترة الشباب، لافتًا إلى أن ذلك الأمر يساعد على تعزيز شعور السعادة بصورة شاملة، حتى في حالة حدوث أي أزمات مالية شديدة.

وأوضحت الدراسة أيضًا، أن الشباب الأميركيين يشعرون أن كبار العمر يفقدون احترامهم في الولايات المتحدة، وذلك بشكل أكبر من الأفراد البالغين 70 عامًا فأكثر، وليس من المستغرب أن يعتقد كبار السن أن الشيخوخة تبدأ ببلوغ الـ65 عامًا.