دفع تزامن موسم الاصطياف مع شهر رمضان الجزائريين إلى تأجيل برامجهم السياحية، وألقى هذا بظلاله على الوكالات السياحية في الجزائر بشكل سلبي لأن البرامج السياحية تكون شبه معدومة خلال هذه الفترة، عدا السياحة الدينية التي تنتعش قليلًا خلال هذا الشهر، رغم أنها شهدت أخيرًا تراجعًا كبيرًا مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب تدني قيمة الدينار الجزائري أمام سعر العملات الأجنبية.
وأجمع جزائريون، على أنه ورغم الإغراءات والعروض الرمضانية المميّزة التي تقدمها الوكالات السياحية، من خلال برنامج خاص للسياح الصائمين خاصة في البلدان المجاورة، فإن نكهة هذا الشهر الفضيل وخصوصيته جعلتهم لا يفكرون في السفر إلا إلى البقاع المقدسة، ورفض الأستاذ الجامعي والأب لطفلين "لراري ح"، فكرة قضاء شهر رمضان في بلد آخر غير الجزائر، فهذا الشهر الفضيل كما قال هو ضيف عزيز على كل الجزائريين، ومن واجب المضيف أن يستقبل ضيفه داخل بيته لا خارجه
وتعكف الوكالات السياحية حاليًا على ضبط برامجها الترويجية لموسم الاصطياف، وأعلنت عنه 20 مايو/أيار المقبل، واضطرت بعضها إلى تقديم إغراءات بالجملة لاستقطاب السياح الصائمين، فعلى سبيل المثال اختارت وكالة سياحية في الدار البيضاء التابعة إلى محافظة الجزائر العاصمة، تقديم عروض مغرية للزبائن، وعرض رحلات مميزة إلى تونس لقضاء الشهر الفضيل، وتقترح على الزبائن إفطارًا للعائلات في مطاعم راقية وبوجبات تقليدية جزائرية وتونسية بالإضافة إلى تخصيص مكان في مصليات الفنادق لصلاة التراويح وهي العادة التي لا يفرط فيها الجزائريون خلال سهرات شهر رمضان الكريم عبر كافة محافظات البلاد.
وكشف نائب رئيس نقابات وكلات السفر الجزائرية، سنوسي لياس، أنّ البرامج السياحية تكاد تنعدم خلال شهر رمضان المبارك، مشيرا في تصريحات لـ " العرب اليوم " إن الوكالات السياحية في الجزائر تشهد إقبالا ضعيفا خلال هذا الشهر رغم الإغراءات والامتيازات بالجملة التي تطرحها على الزبائن، فأغلب الجزائريين يفضلون قضاء هذا الشهر مع عائلاتهم، مشيرًا إلى أن اقتراب حلول شهر رمضان الكريم جمد نشاط الوكالات السياحية فهي تعاني من ركود تام خلال هذه الفترة، ما عدا السياحة الدينية التي تشهد هي الأخرى إقبالا ضعيفا بسبب تواصل انخفاض قيمة الدينار مقابل الدولار، والضرائب التي أقرّتها الحكومة الجزائرية، فتكلفة رحلات الحج والعمرة بالنسبة للجزائريين ارتفعت للسنة الثانية على التوالي، إذ سيضطر المواطنون الراغبون في أداء هذه المناسك العام الجاري إلى إضافة آلاف الدنانير؛ جراء تواصل تدني قيمة الدينار أمام سعر العملات الأجنبية.
وبيّن رئيس نقابات وكالات السفر الجزائرية، سنوسي الياس، أنّ أسعار الرحلات السياحية ستحافظ على نفس المستوى الذي شهدته العام الماضي، حيث لن تقل إقامة 9 أيام عن 150 ألف دينار جزائري.