تسعى كل النساء بلا استثناء إلى الجمال والشباب والحفاظ عليهما. ولكن عندما يطرأ ما يؤثر على هذه الأساسيات محدثًا خللًا فيها، فإن المرأة تبحث عن حلول تستعيد من خلالها جمالها الذي لا ترضى إلا بأن يكون في كامل تألقه ورونقه. والمرأة العربية حريصة على هذا الجانب الجمالي بفعل شخصيتها المحبة للإطلالة المتكاملة، فما هي أبرز المشاكل التجميلية التي تعاني منها والعلاجات التي تحتاج إليها للحفاظ على الشباب والنضارة الدائمين؟
إن اجتماع الظروف الطبيعية القاسية والعادات الحياتية المختلفة يساهم في جعل بعض مشاكل البشرة أكثر شيوعًا لدى المرأة العربية، ومنها:
1. الكلف، البقع، وعدم توحيد لون البشرة
2. حب الشباب
3. الهالات السوداء
4. جفاف البشرة والعد الوردي
5. فقدان الأوكسجين
أما الأسباب التي تجعل من هذه المشاكل الأكثر شيوعاً لدى السيدات العربيات، فهي التالية:
- غياب النظام الغذائي المتوازن، والإفراط في تناول الدهون المشبعة والحلويات: فالإقبال بكثرة على الدهون والحلويات يحدث خللاً في النظام الغذائي مما يؤثر سلباً على جمال البشرة النابع من الصحة الجيدة التي تنعكس على مظهرنا.
- النقص في استهلاك الفاكهة، والخضار، والسوائل: فهذه العناصر من أساسيات الصحة والجمال أيضاً، ولكن غياب أو قلة استهلاك هذه العناصر يؤثر سلباً على نضارة البشرة وشبابها. فالكثير من السيدات في مجتمعاتنا العربية لا يستهلكن الكمية الكافية من الماء أو العصائر الطازجة ويستبدلنها بالمشروبات الغازية التي تؤثر سلبًا على الصحة وبالتالي البشرة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الوقت الأفضل والأنجح للحصول على أفضل نتائج هو تناولها صباحًا وليس مساء.
- عدم ممارسة الرياضة: فهي المسؤولة عن تحريك الدورة الدموية وتجديد نشاطها وإمداد الخلايا بالأوكسجين الذي يعكس النضارة والحيوية. إلا أن تقلّبات الطقس ودرجات الحرارة المرتفعة لا تساعد في الغالب على ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق، كما أن المرأة العربية عادة لا تعتبر الرياضة أولوية بالنسبة إليها للحفاظ على الصحة والرشاقة.
- التدخين: يعتبر التدخين أحد أهم وأقوى أسباب فقدان الأوكسجين من خلال الجسم والذي بدوره ينعكس على صحة البشرة وبالتالي جمالها، فتبدو على الدوام باهتة، ومتعبة، وبدون نضارة.
- إزالة الشعر الزائد بطريقة خاطئة: إن إزالة الشعر بطرق خاطئة كاستخدام الشمع وهو ساخن بدرجة عالية نوعاً ما أو استخدام الشفرات في ذلك، يؤدي إلى ظهور كلف ومناطق غامقة على الجلد، وأفضل الطرق حالياً لإزالة الشعر الزائد هو الليزر، شرط أن تكون البشرة صحية، وهي طريقة آمنة وتعطي نتائج مرضية خاصة على الشعر القاسي والطويل.
- عدم انتظام ساعات النوم: إن كثرة السهر تسهم في فقدان البشرة نضارتها ورونقها، خاصةً أن البشرة تجدد نفسها أثناء الليل وتستفيد من المركبات والمنتجات الخاصة لهذه الفترة، كما أن أي ساعة قبل منتصف الليل تؤدي ضعف الفائدة منه عما بعد ذلك، ولذلك وكما هو معروف فالجسم يحتاج إلى 8 ساعات من النوم حتى يحقق الفائدة المرجوة من النوم والقسط الكافي من الراحة.
علاجات وحلول
لكل حالة ومشكلة تصيب البشرة علاج خاص بها، تعرفوا عليها فيما يلي:
1. الكلف والبقع وعدم توحيد لون البشرة: إن تطبيق العطور على الجلد مع التعرض لأشعة الشمس المباشرة خاصة بوجود الحلى والإكسسوار تزيد من تفاقم هذه المشكلة. أما الحد منها فيتم عبر التنظيف، ثم التقشير العشبي الخالي من المواد الكيميائية. وبعد ذلك تكون البشرة مهيئة لاستقبال المنتجات التي سيتم تطبيقها، وهي كريمات خاصة بالنهار والليل لتوحيد لون الجلد، حيث يعمل مستحضر الليل على معالجة تلون البشرة وتجديدها، بينما يقوم مستحضر النهار بمنع الإفرازات الجديدة التي تسبب تلون البشرة خلال الفترة النهارية.
2. حب الشباب: غالباً ما ينتج حب الشباب عن خلل هرموني خاصة في مرحلة المراهقة، أو بسبب السمنة أو سوء النظام الغذائي. مع الإشارة إلى أن أشعة الشمس، على عكس ما هو شائع، تعمل على تهيج البشرة مما يزيد الأمر سوءاً ويزيد من حب الشباب ولا يقضي عليه. وهنا تحتاج البشرة أيضاً لخبرة أخصائية في البشرة والتجميل للمساعدة في التخلص من هذه المشكلة، من خلال التنظيف والتقشير. وأفضله في هذه الحالة التقشير باستخدام أحماض الفاكهة، ومن ثم استخدام مستحضرات تناسب نوع البشرة تعمل على توازن إفرازاتها للسيطرة على هذه المشكلة بالتدريج.
3. الهالات السوداء: تتعدد الأسباب الكامنة وراء ظهور الهالات السوداء التي تؤثر على الشكل العام بدون ماكياج أو حتى مع الماكياج، فمنها الأسباب الوراثية التي تعد الأصعب في العلاج، ومن ثم تأتي أسباب أخرى كفقر الدم، استخدام الكمبيوتر، ومشاهدة التلفاز لساعات طويلة، والقراءة في إضاءة غير مناسبة... كل تلك أسباب لظهور هذه المشكلة. ولذلك على السيدة المواظبة على الابتعاد عن كل ما يتسبب في ظهور الهالات، بالإضافة إلى اعتماد العلاجات الصحيحة المبنية على التنظيف والتقشير، واستعمال المستحضرات التي تعمل على التخفيف من حدة هذه المشكلة، خاصة تلك المحتوية على الفيتامين C، ماء الخيار، ماء البيلسان، وشقائق النعمان.
4. جفاف البشرة والعد الوردي: تنتشر مشكلة جفاف البشرة التي تعجل في ظهور التجاعيد وشيخوخة البشرة في المنطقة العربية بسبب الإفراط في استخدام أجهزة التكيف، والانتقال من درجات الحرارة المرتفعة إلى المنخفضة، بالإضافة إلى التلوث أو التكلسات المتواجدة بماء الاستحمام، مما يسبب جفاف البشرة.
وهذا الانتقال المفاجئ بين درجات الحرارة قد يتطور من مجرد جفاف للبشرة إلى حالة "تفقيع للشرايين الصغيرة" أو ما يسمى بالعد الوردي، والحل الوحيد في هذه الحالة يكون بتحسين شكل البشرة من خلال زيادة إفرازاتها الدهنية. وبالتالي فصاحبة هذه المشكلة تحتاج إلى تنظيف بشرتها، وتقشيرها، والمواظبة على استخدام واقي الشمس طوال السنة. بالإضافة إلى استعمال كريم النهار والمساء باستمرار، واعتماد المركبات المحتوية على "أوميغا 3" والذي يعتبر السمك مصدر جيد لها، وذلك لزيادة الإفرازات الطبيعية والحد من الجفاف.
5. فقدان الأوكسجين: يعكس فقدان الأوكسجين على البشرة حالة من الشحوب والمنظر الباهت المتعب، وتنتشر هذه الحالة لدى المدخنات بشكل خاص، بالإضافة إلى أن بعض المناطق العربية تفتقد لاختلاف فصول السنة واستنشاق الهواء الطلق والأوكسجين التي تعمل على تنشيط الدورة الدموية وبالتالي تجديد خلايا، وهنا تحتاج السيدة لعمل تصريف لمفاوي جيد عن طريق تدليك خاص يستهدف نقاط التصريف اللمفاوي ثم تطبيق "أمبولات" خاصة لضخ الأوكسجين إلى البشرة، مما يعمل على إعادة النضارة والحيوية إليها.