يُعد اللحاق بالمدرسة الثانوية أمر مُخيف بالنسبة لمعظم الأطفال؛ لكن يجب على الصغار التمسك بأحسن صديق لهم والانتقال معه إلى المدرسة ذاتها معًا، كما تقول إحدى الدراسات، وهذا ليس فقط لأنهم سيجدون من السهل الاستقرار بين الأطفال الأكبر سنًا، ولكنهم قد يحصلون على درجات أعلى ويتصرفون بشكل أفضل، كما أن ذلك الصديق المقرب يوفِّر الاستقرار للصغار مما يساعدهم على تحقيق نتائج جيدة في المدرسة، ولكن نحو الربع فقط هم من يمكنهم البقاء مع أفضل أصدقائهم.
وقامت جامعة سوراي بقياس آثار الصداقة على 593 طفلًا بدءًا بعشر مدارس ثانوية في إنجلترا، وتم تسجيل درجات الأطفال في السنة الأخيرة من المدرسة الابتدائية والسنة الأولى من المدرسة الثانوية، وسُئل الطلاب عن صداقاتهم الخاصة، ووجدت الدراسة أن أولئك الذين يحتفظون بأحسن صديق خلال سنوات الدراسة السادسة والسابعة يحصلون على معدل أعلى من التحصيل الدراسي بنسبة 13 في المائة، وهم أقل عرضة لحدوث "مشكلات السلوك" - السلوك السيئ - مقارنة بالأطفال المنفصلين عن أفضل صديق لهم منذ الطفولة؛ لكن 27 في المائة فقط من الأطفال يحتفظون بنجاح بأفضل صديق لهم.
مخاطر الانتقال على الصداقات
وقال الدكتور تيري نج نايت مؤلف الدراسة "إن الأطفال الذين يحتفظون بأحسن صديق لهم خلال فترة الانتقال يميلون إلى تحقيق أداء أفضل، وللأسف يتغير أفضل أصدقاء الأطفال لأسباب عديدة، ولكن من المرجح أن يكون الانتقال عاملًا مهمًا في تعطيل الصداقات، وإذا استطعنا إيجاد طرق لدعم الصداقات خلال هذه الفترة، فقد يساعدنا ذلك على تحسين التحصيل والسلوك".
مشاكل الصحة العقلية والعاطفية
على الرغم من أن الحفاظ على الصداقة الضرورية يُفيد تحسين الدرجات والسلوك، إلا أنه لا يقلل من مخاطر مشاكل الصحة العقلية العاطفية، ويقول الباحثون إن الاحتفاظ بصداقات أخرى منخفضة النوعية قد يزيد من فرص المشاكل العاطفية مع تقدم الأطفال في العمر.
ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين لديهم بالفعل مشاكل سلوكية ودرجات منخفضة كانوا أكثر عرضة لفقدان أفضل صديق لهم؛ لذا، قال الدكتور نغ نايت "يجب منح هؤلاء الأطفال دعمًا إضافيًا لمواصلة الصداقات المهمة في محاولة لوقف سلوكهم ودرجاتهم من أن تصبح أسوأ".
وقال الدكتور نغ نايت "إن السماح للأطفال باختيار الأصدقاء الذين يرغبون في مصادقاتهم يساعد الأطفال على الحفاظ على صداقاتهم"، و"تختلف المدارس الثانوية في المدى الذي تدعم فيه بنشاط الصداقات التلاميذ أثناء الانتقال، فتشجع بعض المدارس الأطفال وأولياء الأمور على ترشيح الأصدقاء الذين يودون البقاء معهم".
ونشرت النتائج في المجلة البريطانية لعلم النفس التربوي.