يشهد الاحتفال بعيد الفطر في تونس أو "العيد الصغير" -كما يُطلق عليه في اللهجة العامّية- احتفاء خاصا بالأطفال، حيث يستحوذون على الاهتمام الأكبر من خلال حصولهم على ملابس جديدة، واصطحابهم للمساحات الترفيهية ومدن الملاهي.
ويقوم الكهول بتقديم هدية العيد للأطفال، التي تُسمّى "المهبة"، وتتمثّل في مبلغ مالي يُقدّم، كلّ حسب مقدرته، سواء من عند الأب والأم أو الإخوة أو الأخوال والأعمام، وعادة ما يستثمر الأطفال عائدات "المهبة" لشراء الألعاب النّاريّة التي لا تغيب عن السوق.
وإلى جانب الأطفال، تحظى المرأة التونسية بتقدير خاص جزاء جهدها المبذول طيلة شهر رمضان، وتبرز في عديد المناطق التونسية عادة "حق الملح"، وتتمثّل في إهداء الزوج لزوجته صبيحة العيد قطعة ذهبية أو فضية.
وتعود تسمية الهدية بحق الملح إلى ما تعيشه الزوجة يوميا طيلة شهر رمضان، بتذوّق الأطعمة دون ابتلاعها، حرصا على جودة المأكولات المطبوخة ولذّتها، تلبية لرغبات أفراد الأسرة.
ومع تقهقر المقدرة الشرائية للعائلات التونسية، وارتفاع أسعار الذّهب والفضّة، شهدت هذه العادة تعديلا على مستوى طبيعة الهدية، ليستبدل به بعض الهدايا البسيطة في قيمتها المادّية، مع المحافظة على رمزيّة تكريم الزوجة، التي تُمضي جزءا مهما من وقتها داخل المطبخ.