يصعب أن يجد هواة الأدب غرفة فندق في لندن ترتبط بالثقافة أكثر من هذا الجناح في فندق "برونز"، والذي يعتبر الأكثر تميزًا، ويُسّم باسم روديارد كيبلينغ، الذي كتب بعض الأجزاء من سلسلة "كتاب الأدغال" بين هذه الجدران (ولتخليد صلته بالجناح، يعلق الفندق رسالة كتبها الكاتب عام 1919 في المدخل)، ويتضمن الجناح ورق حائط مرسوم باليد، وأغطية فخمة ورخام أرابيسكاتو.
الجناح: مساحته 1،665 قدم مربع (155 مترًا مربعًا)، وإن أردنا التفصيل فهو يتكون من صالة استقبال وغرفة نوم ومرحاض وحمام بنفس حجم معظم غرف الفنادق في لندن، أما اللون الذي يقابلك بمجرد الدخول: صالة الاستقبال وغرفة النوم مغطيتان بورق حائط من شركة "لويس & وود"، من لون غريب من الذهبي والأخضر والزهري، ويتمركز بغرف النوم سرير مخملي فيروزي اللون، فيبدو وكأنك تقيم في قصر في الهند الاستعمارية.
الغرفة تواجه شارع ألبارمارل، وتمتلئ بالضوء الطبيعي الذي يدخل من نوافذها الممتدة من الأرض إلى السقف، يمكن أن تكون الغرفة موطنا لمحبي القراءة سواء من لندن أو خارجها: تماثيل الأفيال والمصابيح المصممة، وتمثال نصفي من لورد بايرون والكتب التي كتبها عظماء اللغة الإنجليزية تخللت في جميع أنحاء الغرفة: ستجد أوستن وشكسبير جنبا إلى جنب، بالطبع، طبعات مختلفة من سلسلة كتاب الأدغال.
الحمام من الرخام الإيطالي الأبيض، ويمكنك اعتباره استراحة محايدة اللون للعين، ويضم دش مزدوج غزير المياه وحوض كبير، ويُعد هذا هو الحمام المناسب للاسترخاء، حيث تتوفر زيوت الحمام والشموع، وتتيح لك الإقامة في الجناح الدخول إلى المنتجع الصحي في الفندق، إلى جانب خدمة نقل للمطار في اتجاه واحد، وخدمات تفريغ الحقائب، وتليفون جوال مجاني طوال مدة إقامتك، و يمكن إضافة أربع غرف نوم.
أقام في هذا الفندق التاريخي العديد من المشاهير بدءً من وينستون تشيرشل إلى أجاثا كريستى، وتيودور روزفلت، وألكسندر غراهام بيل، الذي أجرى أول مكالمة هاتفية على الإطلاق بالفندق، وهذا الفندق واحدًا من أول الفنادق التي بُنيت بلندن، إذ أنشئ في مبني واحد عام 1837 – واليوم يمتد عبر 11 مبنى، بالمقارنة مع الفنادق الكبرى الأخرى بالمدينة، فهو صغير بما فيه الكفاية لتشعر بالحميمة ولكن لا يزال كبيرا بما فيه الكفاية لتشعر بالخصوصية.
وعلى الرغم من أن مطعم الفنقد هكس مايفير غالبا ما يكون هادئا جدا، فهو يقدم وجبات شهية من المكونات البريطانية الموسمية، مع خيارات من بينها محار دونجارفان الصخري، وسمك السلمون المدخن، واللحم المقدد من توربايدوفر والخبز، ويقدم الوجبات نوادل ودودون، ويضعونها على مفارش من اللون الأبيض، وما يمكنك توقعه هنا هو استراحة هادئة بعيدا عن ضوضاء وسط المدينة، إذ يضمن الزجاج المزدوج نوما هادئا، فهو فندق عائلي جدا، وهذا ليس الحال دائما بالأجنحة الرئيسية في الفنادق على هذا المستوى، التي كثيرا ما تميل للطابع المحايد المستخدم في الأعمال التجارية، ولكن هذا الفندق أكثر إبداعا بكثير.
وعلى الرغم من أن الأجنحة مشبعة بالتاريخ، إلا إنها حافظت على مواكبة العصر أيضا، فستجد تلفزيون 55 بوصة، أمام السرير مباشرة، تنتقل لعالم آخر بلمسة زر واحدة، كما لو كان سحرا، وتتوفر وسائل الراحة الحديثة الأخرى، مثل آلة صنع النسبرسو، فليس فقط الاهتمام بالتفاصيل في القطع المختارة، ولكن أيضا طبيعتها المرحة، فهناك قرد معلق فوق باب الجناح، وهناك منحوتة ضخمة لمحارة تبث الضوء فوق حوض الاستحمام، ولوحة لسيدة تسترخي فوق أريكة في غرفة النوم، وهذا يذكرك أن هذا ليس مكانا للجدية.
أما النقطة غير الإيجابية فهي الشرفات ضئيلة ومزدانة بأشجار البرتقال، وبالتالي للأسف غير صالحة للاستعمال، بينما يقع الفندق على بُعد خمس دقائق سيرا على الأقدام من غرين بارك، مما يضعك في وسط حي مايفير – يقع في نفس الشارع الي يقيم به نجوم ميشلان، ويوجد به المعارض الفنية المستقلة ومحلات مصممين من أمثال مثل ألكسندر وانغ وفيكتوريا بيكهام.