طالب أمين سر جمعية الحرف التقليدية الأردنية "عبد الرزاق المحيسن" برفع الوعي تجاه الحرف التقليدية ورسالتها المهمة في الحفاظ على تراث أي منطقة، ويقول المحيسن إن صناعة الخناجر بدأت تظهر في الأردن منذ زمن بعيد لأنه تحمل في معناها طابع البداوة, كما أن هذه الأداة كانت مهمة جدًا للأماكن الصحراوية واستعمالها في مواجهة الحيوانات المفترسة أو قطع الأعشاب .
ويوضح المحيسن عن مهنته التي ورثها عن اجداده قبل 45 عامًا أن واحدًا من أجداده التحق بالخدمة العسكرية في الجيش التركي عام 1850 وعمل في مصنع أسلحة عثماني تركي قديم حيث تعلم كيفية صناعة الخناجر والشباري وكانت وقتها هذه الحرفة رائجة يحتاجها الناس بشكل كبير, وعندما عاد الى الأردن اشتغل بتطوير صناعة الخناجر وإضافة الاكسسوارات والزخارف فيها وبعض الجماليات والتصاميم الجديدة
ويشير المحيسن إلى أن عائلتين في الأردن امتهنوا تجارة الخناجر والشباري واحدة من العائلات في الجنوب وهي العائلة التي ينتمي إليها "المحيسن" والعائلة الثانية هي عائلة الهوشان في مدينة أربد في شمال العاصمة "عمان"، وبين المحيسن ان الثقافة السائدة في المجتمع المحلي الأردني في الاربعينات والثلاثنات كانت مبنية على إثبات رجولة أي شاب يصل إلى عمر 16 عامًا باقتناء شبرية "خنجر" موضحًا أن الأسعار وقتها كانت تتراوح بين 25 -75 قرشًا أما الأن فسعرها يتراوح بين 15 -35 دينار وفق النقوش والتصاميم والاكسسوارات المستخدمة فيها إضافة اإلى نوعية المواد لافتًا الى ان سعرها قد يصل "100"دينار أردني إذا كانت من الفضة .
واعتبر المحيسن أن 90% من انتاج الشباري والخناجر في الأردن الآن يذهب إلى السياح أما باقي الانتاج فيذهب الى الأردنيين التي أصبحوا يقتنوها لأغراض الاحتفاظ بالتراث واستعمالها كتحفة في المنزل، وشرح المحيسن أن الخنجر يتكون من ثلاثة اجزاء رئيسية وهي نصل حديد صلب يعالج بالحرارة ومقبض من قرن ماعز أو خشب صلب ويلبس معدن والجراب أو بيت الخنجر من مادة الخشب ويلبس معدن أبيض
ولفت المحيسن إلى عدم وجود رعاية رسمية لهذه الحرفة مما أضعف قطاع الحرف التقليدية ومنافسة المستورد المصنع مع الحرف التراثية الأصيلة اضافة إلى عدم وجود للحرفيين هيكل تنظيمي كمؤسسة او مجلس أعلى أو وطني للحرف باستثناء جمعية صناع الحرف التقليدية .