امتلأت شوارع العاصمة المصرية بمظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم، ورغم أن الموقف الرسمي يرفض مظاهر الاحتفال، حدادًا على ضحايا حادث المنيا، إلا أن شوارع القاهرة امتلأت بالفوانيس وزينة رمضان، إضافة إلى تعليق الأضواء المبهجة على المساجد، وفي حي السيدة زينب، وسط القاهرة، امتلأت الشوارع بالفوانيس التي اعتاد المصريون شراءها من هتاك كل عام، بداية من الفوانيس الصينية وحتى الفوانيس المصرية القديمة، وقد يصل ثمن الفانوس إلى أكثر من ألف جنيه، وفق حجمه، وهو الذي يوضع في الفنادق والعقارات الكبيرة.
وكعادة المصريين مع الأنوار، فهي لا تُستخدم للإضاءة بقدر ما تُستخدم للتعبير عن الفرحة، أما الأصوات فتتزاحم ما بين أغاني رمضان وأصوات المفرقعات التي تُبهج المارة. وفي حي الحسين، وضع أصحاب المحلات الأنوار والفوانيس أمام متاجرهم احتفالاً بالشهر الكريم، لبدء استقبال المصريين الذين يفضلون السهرات الرمضانية حتى الصباح، في رحاب منطقة الحسين القديمة.
وحرصت محلات الكنافة والقطائف على تجهيز أدوات صنعها في مختلف المناطق، ولاسيما الشعبية منها، وشهدت ازدحامًا كبير من قبل المصريين لشرائها، حيث اعتاد المصريون على تناول تلك الأطعمة في شهر رمضان فقط، وكذلك الأمر بالنسبة لـ"ياميش رمضان"، والتمر، و"قمر الدين"، كما انتشر أيضًا بيع المخللات في الشوارع.
ومع الاحتفال بحلول رمضان، كان للفانوس حضور قوي ليثبت أنه الرمز الباقي لرمضان في الثقافة المصرية عبر الأجيال، ورغم ومع ظهور عصر "الفوانيس اللعبة" في السنوات السابقة، كان لفانوس رمضان، بشكله التقليدي، السطوة والغلبة هذا العام، فعاد ينافس تلك الألعاب وبقوة منتصرًا عليها بجدارة، ليملأ الأسواق بشكله المُبهج، وذلك نظرًا لارتفاع أسعار الفوانيس المستوردة، بسبب ارتفاع سعر الدولار، فكان الفانوس المصري هو الغالب. وبدأ البعض في تجهيز موائد الرحمن لاستقبال ضيوف الرحمن، وتقديم الأطعمة لهم مثل كل عام، ولم يمنع ارتفاع الأسعار أصحاب تلك الموائد من إقامتها، إذ تعد ظاهرة مهمة لا يمكن الاستغناء عنها في هذا الشهر الكريم.
وقال محمد عبد الله، 54 عامًا، إنه رغم ارتفاع الأسعار هذا العام لا يمكن أن يمر رمضان دون أن يقيم مائدة رحمن للفقراء، مؤكدًا ضرورة زيادة موائد الرحمن، خاصة هذا العام، بسبب زيادة أعداد من الفقراء، نتسجة ارتفاع الأسعار. وتعددت مظاهر الاحتفال في باقي أرجاء القاهرة والجيزة، من خلال تعليق الفوانيس أمام العقارات والمحلات والأضواء التي تعبر عن الأجواء الرمضانية، ولا تنام الشوارع إلا مع بداية الصباح من كل يوم في شهر رمضان.