اعتاد المصريين القدماء على تقديس جميع المناسبات التي يمرون بها طيلة العام، حيث كشفت دراسة مصرية حديثة عن حرص قدماء المصريين، خلال احتفالاتهم بحلول أول أيام السنة الجديدة، على تبادل قارورات المياه المستديرة، التي تشير إلى المياه كرمز للحياة.
وقالت الدراسة، التي أعدها الباحث المصري فرنسيس أمين وصدرت لمناسبة احتفالات العالم بأعياد الميلاد (الكريسماس ورأس السنة الميلادية)، إن تلك القوارير كانت تمثل صورة للإلهة "نوت" إلهة السماء، والمحيط الأزلي، ومصدر المياه الأزلية، والنيل رب الحياة، وكانوا يعتقدون بوجود رابط دائم بين المياه والحياة وبداية العام الجديد.
وتشير الدراسة إلى أن المصريين القدماء كانوا من أكثر شعوب الأرض شغفاً واحتفالاً بالأعياد، وكان لكل إقليم أعياده المحلية، بجانب الأعياد القومية، التي تحتفل بها كل أقاليم الدولة، وأن عيد حلول العام الجديد، كان من أهم وأعظم الاحتفالات الدينية لدى الفراعنة
ولفت أمين، في دراسته، إلى أن عيد رأس السنة الجديدة، في مصر القديمة، كان يطلق عليه اسم "وبت. رنبت. نفرت" بمعنى "عيد افتتاح السنة الجميلة"، وأن الفراعنة كانوا يعتقدون بأن أول أيام السنة الجديدة، هو يوم مصيري في حياة البشر، لأنه بداية لانتقالهم من عام مضى إلى عام جديد، وأنه حتى تكون السنة الجديدة سنة سعيدة على البشر، فإنهم بحسب عقيدتهم، كانوا يقومون بطقوس دينية كبيرة وصلوات حاشدة، وكانوا يتعبدون في ذلك اليوم لإله النهر "حابي العظيم"، لأنهم كانوا يرون أن سعادة مصر ترتبط بفيضان النيل.
وحسب الدراسة، فإنه كلما مرت 1461 سنة قبل الميلاد، كانت تحدث ظاهرة فلكية فريدة، هي أن أول يوم في السنة الجديدة، يتزامن مع بدء فيضان النيل، وظهور نجم الشعرى اليمانية، وهو ما كان يراه المصريون القدماء إشارة إلهية إلى أن العام الجديد سيكون سعيداً على البلاد، وبخاصة أن ظهور نجم الشعرى اليمانية، ارتبط لديهم بالسعادة، وبقصص الحب.