أكّدت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، أنّه استنادًا إلى المسؤوليات المقرّرة إلى الهيئة العامة للاستعلامات تجاه المراسلين الأجانب المعتمدين لديها في مصر وصورة مصر في الإعلام الدولي، والالتزام بالقواعد المهنية الصحافية والإعلامية المتعارف عليها عالميًا، دعا رئيس الهيئة ضياء رشوان، جميع المسؤولين المصريين ومن يرغب من قطاعات النخبة المصرية، إلى مقاطعة هيئة الإذاعة البريطانية والامتناع عن إجراء مقابلات أو لقاءات إعلامية مع مراسليها ومحرّريها، حتى تعتذر رسميًا وتنشر رد الهيئة العامة للاستعلامات على ما ورد في تقريرها قبل يومين، وتضمن أخطاءً وتجاوزات مهنية ومزاعم بشأن الأوضاع في مصر.
وكشفت هيئة الاستعلامات أنّ هذه المقاطعة لا تشمل ولا تمس حق "بي بي سي" وغيرها من وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدة في مصر في الحصول على المعلومات والبيانات اللازمة لعملها، فهذا حق أصيل لها، وواجب على الاستعلامات تسهيل حصولها عليه، وكلف رئيس الهيئة المركز الصحافي للمراسلين الأجانب باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة مع مكتب هيئة الإذاعة البريطانية بالقاهرة لمتابعة تنفيذ هذا القرار طبقا للقواعد المنظمة لعمل هؤلاء المراسلين في مصر.
وأثارت قضية "زبيدة" التي تناولها قبل أيام الفيلم الوثائقي لشبكة "BBC"، عن التعذيب في السجون المصرية والاختفاء القسري، الكثير من الجدل، إثر ظهور أم مصرية قالت إنّ ابنتها زبيدة 23 سنة، ألقي القبض عليها مرتين في 2014 أثناء اشتراكها في مظاهرات ضد النظام الحالي، وأفرج عنها وأعيد القبض عليها مرة أخرى في 2016، وتعرضت أثناء حبسها للتعذيب، وعقب التقرير، أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات بيانًا ردت فيه على التقرير الذى بثّته هيئة الإذاعة البريطانية وأعدته "أورلا جيورين"، المراسلة السابقة للإذاعة البريطانية في القاهرة، حيث فند ما تضمنه تقرير "بي بي سي" من ادعاءات، وكشف بيان الهيئة حجم ما انطوى عليه هذا التقرير من تناقضات وانحياز سلبي، وانتهاك لكل المعايير المهنية في مجال الصحافة والإعلام.
وقرّر الكاتب الصحافي ضياء رشوان، رئيس الهيئة استدعاء مديرة مكتب "بي بي سي" في القاهرة لتسليمها ما جاء في هذا البيان في صورة خطاب رسمي لمطالبة هيئة الإذاعة البريطانية باتخاذ موقف لتصحيح ما أقدمت عليه مراسلتها من مخالفات مهنية في هذا التقرير، إلا أن "زبيدة" ظهرت مؤخرًا مع الإعلامي عمرو أديب، ما دفع الهيئة العامة للاستعلامات لإصدار بيان آخر طالبت فيه الشبكة البريطانية بالاعتذار الفوري عن هذا الفيلم الوثائقي، مؤكدة أن ظهورها يثبت صحة ما جاء بالبيان الأول الذ فند مزاعم وأكاذيب تقرير الـ"بي بي سي"، وخلال ظهورها مع "أديب"، أجهشت زبيدة بالبكاء حزناً على ما صرحت به أمها، كاشفة عن أنها لم تتعرض لأي ضغوط من أجل ظهورها الإعلامي عقب التقارير الصحافية التي قالت باختفائها قسراً.
وكشفت "زبيدة"، تفاصيل حياتها الشخصية خلال عام اختفائها عن منزل والدتها، قائلة: "أنا اسمي زبيدة إبراهيم محمود، ومتزوجة منذ عام، وعندي طفل اسمه "حمزة"، عمرة 15 يومًا، ولم يبلغني أحد بما قيل عني أنني مختفية وأنه تم تعذيبي"، وتابعت: "لم أتحدث مع والدتي منذ عام لأسباب خاصة، ولم أرها منذ عام، وتزوجت وجلست في شقة بفيصل في شارع المنشية منذ عام ومنذ وقتها وحتى الآن، لم أتحدث مع والدتي ولم تعرف أنني متزوجة.
وأشارت "زبيدة"، إلى أنها سجنت مرة واحدة أثناء سيرها في مظاهرة للإخوان في ميدان عبدالمنعم رياض أثناء إقرار الدستور، وتم ترحيلنا إلى سجن القناطر ولم يعذبني أحد من الضباط داخل السجن ولم يغتصبني أحد كما قيل عني، وتابعت أنّه "بعد خروجي من السجن مارست حياتي الطبيعة مثل أي شخص، ثم تعرفت على شاب وتزوجنا، ومن وقتها وحتى الآن لم أتصل بوالدتي عبر الهاتف أو أعلمها بزواجي لأنها من الممكن أن ترفض الحديث معي."
ووجهت رسالة لوالدتها وللمشاهدين عبر الهواء، قائلة: أنا موجودة ومتحبستش، ومحدش هددني ولا هدد أمي، وبقول لأمي ماتزعليش مني وأنا نفسي أشوفك، واستكملت زبيدة حديثها: لم يعتد علىّ أحد من الضباط في المظاهرات، وكنت موجودة في اعتصام النهضة وجلست 10 أيام ووالدتي كانت معي ثم غادرت بعد ذلك، وكنت متعاطفة مع الإخوان حتى يتم إصلاح حال البلد فقط، ولم أكن منهم، واستطردت "لم أنزل في المظاهرات بعد الزواج، ولم أتابع ما يحدث على الساحة السياسية"، مشيرة إلى أنها علمت منذ عام أن والدتها خرجت على الفضائيات التابعة للإخوان وقالت إنها اختفت لكنها رفضت أن تحدث والدتها عبر الهاتف في هذا الأمر.
ولفتت "زبيدة"، إلى أن والدتها متعاطفة مع جماعة الإخوان المتطرّفة، وهو الأمر الذي جعلها تشارك في المسيرات الخاصة بهم، وتابعت "أمي قالت كدا عشان هي خايفة عليا مش عشان الإخوان، لأني أنا لم أتصل بها منذ سنة".