يفرح الطفل حين يحصل على المال، ويكون ذلك ربما في يوم العيد، ثم خلال العام الدراسي، حيث يحصل على مصروفه اليومي، ولأن الإسلام قد نهى عن تبذير المال، وكذلك إهدار الطعام والإسراف في الماء، ولذلك فعلى الأم أن تعلم طفلها طرق الادخار؛ لكي يستفيد من ماله وينظم حياته، ويكوّن مستقبله، وللادخار فوائد كثيرة، والمهم أن يستطيع الطفل أن ينفذها بطرح أفكار مميزة بواسطة الأم، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشدة التربوية آية سعيد، حيث أشارت إلى كيف تعلمين طفلك طرق إدارة مصروفه المدرسي والاستفادة منه، في الآتي:
أهمية تعليم الطفل ضبط ميزانيته
من الضروري والمهم تعليم الطفل عدم إهدار المال، ولذلك فهو يحافظ على مستقبله وماله.
ويتعلم الطفل أن الحياة ليست دائماً رغيدة وسهلة، حيث يمكن أن يتوافر فيها كل شيء، فقد يمر الإنسان بأيام صعبة يحتاج فيها للمال، وعليه أن يتحلى بالصبر وطول البال.
ويتعلم الطفل معنى كلمة مستقبل وبناء هذا المستقبل، وأن المال لا يأتي بسهولة، ويجب عدم التسيب عند صرفه.
ويجب أن يتعلم الطفل الفرق بين الادخار والبخل، وعن طريق ضرب عدة أمثلة من قبل الأم عن شخصيات بدأت من الصفر واستفادت من الادخار وتطبيق نموذج جمع قطرات الماء في دلو كبير لعدة ساعات.
فكرة مميزة لتعلمي طفلك إدارة مصروفه اليومي
من الممكن أن تعلمي طفلك حين يحصل على مصروفه اليومي للمدرسة أن يدخر جزءاً من مصروفه.
قومي بتجربة مميزة معه؛ مثل أن تقولي له إن عدت بجزء من مصروفك أو بمصروفك كله؛ سوف أعطيك مثله، ولكن يجب أن تكوني حريصة على أنك قد وضعت له ما يكفيه من طعام وسناكس في "اللانش بوكس".
ومن الممكن أن تنفذ الأم هذه الفكرة مع جميع الأطفال وليس كل طفل على حدة.
على الأم أن تجهز صندوقاً كبيراً تكتب عليه "صندوق الصدقات".
وتطلب الأم من أطفالها أن يضعوا فيه كل يوم مبلغاً صغيراً جداً من مصروفهم اليومي، ومقابل ذلك يمكن توفير جزء صغير من أجل أنفسهم لشراء شيء يحبونه.
وبعد ذلك تقوم الأم بتشجيع الأطفال بأن تخبرهم بأنها سوف تقوم في نهاية الشهر بمنح كل طفل مبلغاً بقدر المبلغ الذي تصدق به للفقراء والمحتاجين، والمبلغ الذي ادخره.
ويمكن التوجه لأي جهة للتبرع بالمال بصحبة أطفالها؛ لكي يتشجعوا على تكرار التجربة حين يلمسون أثر ما ادخروه على أشخاص يحتاجون للمبلغ، مهما كان متواضعاً.
طرق تعليم الأطفال الادخار
طرق مختلفة لتعليم الطفل الادخار بشكل عام
من الممكن أن يقسم الطفل ماله إلى ثلاثة صناديق؛ الأول يحمل اسم «توفير» ويخصصه للأموال التي لن ينفقها لفترة أطول.
والقسم الثاني باسم «إنفاق» والذي يضم الأموال التي ينفق منها للأغراض الصغيرة اليومية أو الحالية.
والقسم الثالث باسم «إعطاء» والتي تستخدم أمواله لمساعدة المحتاجين، حيث يبارك الله بماله بسبب هذه الصدقة.
يجب أن يتعلم الطفل معنى كلمة "ميزانية" بشكل بسيط وبدون توسع، ويمكن شرح معنى ميزانية البيت بشكل بسيط، وضرب أمثلة على ذلك وأضرار الإسراف والهدر ودخول الأسرة بضائقة في نهاية الشهر.
ويجب أن تكون الأم القدوة للطفل لكي يتعلم منها، ولكي يقلدها في تصرفاتها وسلوكياتها الحسنة، فلا تكون الأم مبذرة ولا تكون مقترة؛ لكي يعيش الأطفال في نفسية سوية.
ويجب أن تعلمه أن هناك ضروريات وأولويات في الحياة يجب الحصول عليها وبأقل التكاليف أيضاً، وتعليمه أن هناك بدائل يمكن استغلالها بأسعار وتكلفة أقل، فالمهم تحقيق الفائدة وليس السعر.
علينا أن نحصل على الضروريات أولاً ثم نفكر بالكماليات، وهذا من الدروس التي تعلم الطفل القناعة مدى الحياة.
فالكماليات يمكن أن نستغني عنها، ولن تؤثر على صحتنا وخطط مستقبلنا وسير حياتنا اليومية، ويجب عدم مجاراة الموضة أو ما يشتريه الزملاء والأصدقاء مثلاً، فكل عائلة لها ميزانية وقدرات مادية مختلفة عن الأخرى.
قد يهمك أيضا: