تُعدّ الفروق الاجتماعية والتكافؤ بين الزوجين، أحد أهم الدوافع المسببة للطلاق والخلع في أوساط المجتمع المصري، خاصة إذا كان الزوج غير مناسب لزوجته في الأوضاع الاجتماعية والتعليمية والمادية وأقل منها، ففي الغالب يصر الطرفان على إتمام الزواج، على الرغم من الفروقات الاجتماعية الظاهرة، بدافع الارتباط العاطفي والحب، لكن تأخذهما العشرة إلى اكتشاف أوضاع جديدة غير مناسبة لأحدهما، لتبدأ المشكلات والنزاعات.
وشهد مكتب تسوية المنازعات في محكمة الأسرة في الهرم، أمام خبراء التسوية، واقعتي زوجتين تروي كل منها حكاية زواجها الذي بدأ بقصة حب وسط رفض الأسرة، لعدم تقارب المستوى الاجتماعي، وانتهى داخل ساحات المحاكم، بطلب الطلاق أو الخلع.
وروت الزوجة "رنا" أنها تعمل في إحدى المدارس الكبرى "الانترناشونال"، في التجمع الخامس في القاهرة الجديدة، وأنها من سكان مصر الجديدة الحي الراقي في القاهرة، وتخرجت من الجامعة الألمانية وزوجها يعمل معها في نفس المدرسة في الشؤون الإدارية، ومن سكان امبابة ويحمل مؤهل فوق المتوسط.
وعلى الرغم من اعتراض الأسرة الشديد على الزواج، إلا أنها أصرت على إتمام الزواج منه، وبعد فترة، ظهر على حقيقته، فبدأ يسبها بأبشع الألفاظ إلى أن اكتشفت أنها حامل، وقررت استكمال حياتها معه لأجل الطفل وأنجبت بنت. وفوجئت الزوجة أن زوجها بدأ يداعب الطفلة بالسب بألفاظ بذيئة في صورة دعابة، وهي لم ترغب في تربية ابنتها في هذه البيئة، فقررت رفع قضية خلع.
وعلى جانب آخر، فإن "هايدي"، دكتورة صيدلانية في مستشفى القصر العيني، وتقيم في المهندسين وتمتلك صيدلية باسمها في منطقة المهندسين، وزوجها محاسب كان يقيم في بشتيل بإمبابة، ووسط اعتراض من أسرتها، أصرت على إتمام الزواج، بدافع الحب وأنها تثق في أنه سيكون الزوج المثالي. وبعد فترة من الزواج بدأت الغيرة تظهر عليه، بسبب العمل وعلى الرغم من محاولتها لإخماد نيران الغيرة بتمكينه من متابعة عملها في الصيدلية.
واكتشفت الزوجة أنها مريضة بمرض بطانة الرحم المهاجرة، وسعت كثيراً لتنجب لكن إرادة الله كانت أقوى منها ولما علم زوجها ووالدته بدأ بمعايرتها طول الوقت، والتدخل في كل تفاصيل حياتها وكان يسبها ويضرها مما دفعها لطلب الطلاق منه، إلا أنه رفض بشده وقال لها "مش عجبك ارفعي قضية".