انطلقت الدورة 27 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، وسط حضور أمني مكثف ساهم في التسبب في فوضى عارمة، مساء أمس الجمعة؛ وعلى غير العادة احتضن قصر المؤتمرات في تونس العاصمة فعاليات الافتتاح، بعد أن كانت تقام في المسرح البلدي. وحضر حفل الافتتاح عدد كبير من الفنانين والسياسيين والإعلاميين. كما سجل الحفل حضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وهو ما يفسر الحضور الأمني المكثف الذي اعتبره البعض مبالغًا فيه، باعتباره قد سرق من المهرجان إشعاعه المعتاد.
وأدت الإجراءات الأمنية المشددة إلى شحن الأجواء وتوتيرها مما تسبب في فوضى وصدامات. وقال "الشاهد" في كلمة ألقاها بمناسبة الافتتاح: "إن تقدم الدول يقاس بالتقدم الثقافي، مشيرًا إلى دورها في مقاومة التطرف، مؤكدًا أن الثقافة من أولويات حكومته". وكان من النقاط السلبية التي جعلت "أيام قرطاج السينمائية" هذا العام تصبح مصدرًا للتندر على صفحات "فيس بوك"، هي ذلك السجاد الأحمر العجيب الذي تم وضعه على حفر مخفية مما تسبب في تعثر أقدام الضيوف ووقوع عدد منهم على الأرض وخاصة صاحبات الكعب العالي.. وقد شهد الحفل اكتظاظًا رهيبًا لم تشهده الدورات السابقة، وكانت النتيجة أن عددًا كبيرًا من الضيوف تابعوا الافتتاح وقوفًا. وعدد كبير من السياسيين التحقوا بحفل الافتتاح وتابعوه مما عمق أزمة الاكتظاظ داخل القاعة.
وتم خلال حفل الافتتاح- الذي قدمه كل من مهدي كتو وفرح بن رجب- تكريم المخرج السينمائي فريد بوغدير، ومنحه جائزة خمسينة المهرجان. وشهد حفل الافتتاح عرض الفيلم الروائي "زهرة حلب" للتونسي رضا الباهي. ويشارك في العمل كلّ من "هند صبري وباديس الباهي وهشام رستم ومحمد علي بن جمعة وشاكرة الرماح وبسام لطفي وجهاد زغدي وزينة حلاق"، ويروي الفيلم في ساعة وخمسة وأربعين دقيقة، قصّة سيّدة تونسية مطلّقة تذهب في رحلة إلى سورية بحثًا عن ابنها الذي التحق بالمتشدّدين هناك.
وأكد رئيس المهرجان إبراهيم اللطيف، خلال الافتتاح، أن "لمهرجان يهدف في كل دورة يتم تنظيمها أن يقدم المزيد من الأهداف التي تضيف لتونس وللوطن العربي في مجال السينما"، موضحًا أن إدارة المهرجان تسعى لاختيار أفلام جيدة تضيف للعالم والإنسانية، وتنهى عن الحقد والكراهية الذين انتشرا آخرًا في معظم أرجاء العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة التي تتواصل إلى غاية يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني، وتشهد مشاركة 322 فيلمًا بين روائي ووثائقي وقصير، من عشرين بلدًا عربيًا وأجنبيًا. وتتزامن الدورة الجديدة مع مرور خمسين عامًا على تأسيسها عام "1966"، كأوّل مهرجان سينمائي في أفريقيا والبلاد العربية؛ حيثُ كانت تُنظّم مرّة كل سنتين بالتناوب مع "أيام قرطاج المسرحية" قبل أن تصبح تظاهرة سنوية.