كان بول شيفرز مصابًا في إحدى الليالي واضعًا منديلًا داميًا حول رأسه ، عندما قرر أن عليه إخراج زوجته من منزل عائلته , وفي وقت سابق من ذلك المساء ، أنقذت ابنته تيس البالغة من العمر تسع سنوات حياته من خلال الصراخ ، بقولها "توقفي" ، حيث ضربته زوجته مرارًا وتكرارًا بمجفف للشعر ، حتى جرحت رأسه.
وفكر في الانتهاكات التي تعرض لها على يد زوجته مينا أثناء مشاهدته برنامجًا على قناة A & E ، وقرّر بول أن تلك الانتهاكات يجب أن ينتهي , ويقول بول البالغ من العمر الآن 49 عامًا "يسألني الناس دائمًا لماذا بقيت؟ , بقيت بسبب ابنتي".
وتقابل بول ، ويعمل مدرسًا في مدرسة ثانوية ، مع مينا ، وهي معلمة لذوي الاحتياجات الخاصة ، في المدرسة التي كان يعمل بها , ويقول "كانت هناك علامات إنذار مبكر ، لكنك ترى الأشياء من خلال نظارات ملوّنة عند الالتقاء بشخص يمكن أن ترتبط به في علاقة".
وبدأ سلوك مينا المسيء عندما ولدت تيس , حيث منعت مينا زوجها من تعميد ابنتهما, ثم أصبحت عنيفة وأدخلت المفاتيح في صدره ذات يوم وضربته وحطمت لوحة فوق رأسه , وكانت تقوم بطرده من المنزل في منتصف الليل ،كما كانت تهينه علنًا ، وتركته في الطريق على بعد 60 ميلًا من المنزل ، من دون هاتف أو محفظة.
وكانت تقول لابنتهما أشياء سيئة عنه ، مثل "تيس"كيف يمكننا التخلص من هذا الغريب السمين ؟" و "كيف يمكننا التأكد من أنه لن يتنفس مرة أخرى؟" , ويضيف بول "لقد أمضيت 10 سنوات في رعب وفزع" ، يتذكر بول " شعرت بالخوف الشديد من الاستيقاظ في الصباح والذهاب للنوم , لقد تم ترويعي بشكل يومي".
ويُعد بول واحدًا من آلاف الرجال الذين يعانون من العنف المنزلي كل عام , وفقًا لآخر مسح يخص الجريمة في إنجلترا وويلز ، حيث تم الإبلاغ عن ،695000 رجل و 1.3 مليون امرأة كضحايا في العام حتى مارس / آذار 2018.
وأُدينت مينا بارتكاب أذى جسدي خطير وحُكم عليها بالسجن لمدة 16 شهرًا في عام 2015 ، وفي ذلك الوقت ، كان بول بين 10 في المائة فقط من ضحايا إساءة المعاملة للذكور الذين أبلغوا عن ماحدث لهم الى الشرطة , وهذا العام ، ولأول مرة ، ارتفع هذا الرقم إلى 14.7 في المائة , وفي آذار/ مارس ، حكمت المحكمة البريطانية في أول إدانة ناحجة لها ضد إمرأة لسلوكها الغنيف والمسيئ ضد شريكها من الذكور.
وجاء هذا التغييرجزئيًا من زيادة الوعي بأن الإساءة المنزلية تؤثر على الجنسين , ويقول مارك بروكس ، رئيس إحدي المبادرات البشرية "لقد ابتعدت الشرطة عن الصورة النمطية للإساءة المنزلية كجريمة تؤثر فقط على النساء".
وﺗﻌﺗﺑر ﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻘﺑﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻧﺎﺟﯾن ﻣن اﻟذﮐور ، اﻟذﯾن ﯾﻧظر إﻟﯾﮭم ﺑﺄﻧﮭم أﻗوى ﺟﺳدﯾًﺎ ﻣن أقرانهم ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﮐﺛر ﻗدرة ﻋﻟﯽ ﺣﻣﺎﯾﺔ أﻧﻔﺳﮭم كما هو الحال بالنسبة للضحايا من الإناث ، فإن الخوف من التداعيات هو أمر لا يطاق ، ولا يُعتقد أنه يمنعهن من المغادرة.
وشهد إيان ماك نيكول ، 56 عامًا ، وهوممثل وسفير لإحدي المبادارت البشرية ، نفس المعاملة قبل عقد من الزمان بعد أن هرب من شريكته العنيفة ميشيل ويليامز ، التي حكم عليها بالسجن لمدة سبع سنوات في عام 2008 بتهمة إلحاق أذى جسدي خطير ، مما جعله يعاني من إصابات مروعة , وجاءت أول حارثة عنف بعد ستة أشهر من علاقتهم عندما ضربته ميشيل ، على رأسه بواسطة أنبوب صلب ، مما أدى إلى جروح قطعيه في رأسه ووجهه .
ويقول بول إنه لا يشعر بالثقة في النظام القانوني ، مما جعله يواجه مينا في المحكمة المدنية والأسرة قبل أن يتم سجنها أخيرًا , وويؤكد "على الرغم من مواجهتنا للحقائق ، فإن الكنيسة المحلية أخذت جانب زوجتي فبدلًا من وقوفهم بجانب بول وابنتة تيس وقفوا بجانب الزوجة" , وبعد سجن الزوجة يقول بول "أنا أكثر سعادة الآن أنا وتيس لا نعود إلى المنزل قلقين بعد اليوم ، يمكن أن نكون عفويين ونضحك , أحاول إنشاء ذكريات إيجابية لنا ، لكن لا يمكننى تناسي الماضي , إنه جزء من حياتي ،وسأتذكره دائًما"