كشف تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" عن أن ما يقرب من نصف إيرادات أي شركة طيران، مستمدة من الركاب الذين يختارون مقاعد الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال، مما دفع الشركات للبحث عن تصاميم مستقبلية لضمان السفر بمزيج من الاسلوب الجيد والراحة. حيث استبدلت شركات الطيران المقاعد التقليدية، وبات بإمكان الركاب قريبا من السفر والاقامة في غرفة نوم على متن الطائرة، بالاضافة الى ممارسة التمارين في صالة الألعاب الرياضية، أو تمديد أرجلهم في صالة خاصة. وتنطوي فكرة تلك التطورات على اعطاء مجموعة النخبة المزيد من الخصوصية، فضلا عن المرونة، مما يسمح لهم بأن يشعروا كما لو كانوا في فندق بدلا من طائرة.
وكشفت شركة "تصميم لندن" النقاب عن مفهوم لجناح الدرجة الأولى للركاب الذين يبحثون عن مستوى من الفخامة والخصوصية. وتعتبر صناعة الطيران من اقوى الصناعات التي لها تاثير بالغ على الاقتصادات، وهي الصناعة التي يحلم الجميع بها على حد قول شركة التصميم.
وتتميز طائرة "سيموربويل" بأنها تضم ست غرف خاصة، كل منها يأتي مع باب قابل للطي أو كرسي أو أريكة يمكن طيها وفردها على شكل سرير وشاشة تلفزيون بحجم 42 بوصة والتي ستكون الأكبر على متن الطائرة الذكية. وأشارت خدمة العملاء الى أن الشركة تهدف إلى توقع احتياجات الركاب. وقد صممت الأجنحة المغلقة بالكامل، التي تم تصميمها لطائرة ايرباص A380، أكبر طائرة ركاب في العالم، والتي تستهدف المسافرين الفرديين الأثرياء أو الأزواج الذين لا يريدون أن يزعجهم أو ينظر إليهم المسافرون الآخرون خلال رحلة طويلة.
وجدير بالذكر أن الغرفة تحتوي على سرير بحجم كبير "كينغ"، كما يمكن الحصول على غرف مزدوجة للركاب المنفردين بأسعار مميزة، في حين يمكن للأزواج حجز واحدة بسعر أرخص من غرفتين ، على حد قول "سيموربويل". وسيتمكن الركاب من الحصول على المتعة والترفيه على متن الطائرة، حيث مقعد بيئة العمل والموقف، والإضاءة. وقال باول انه عندما ينتقل راكب فى منتصف الليل للذهاب الى الحمام فان اشارة تنبه المضيفين الذين ينتظرون بمنشفة ساخنة او كوب من الماء عند خروجهم من المراحيض.
ويمكن للضيوف دخول الأجنحة عبر اللوبي الذي يحتوي على منحنيات S وجدران شظية أفقيا، مستوحاة من المطاعم المعاصرة، بالاضافة الي أن المطبخ من الدرجة الأولى، مما يسمح للمسافرين بمعرفة ما يجري وراء الكواليس حيث يتم إعداد الطعام. وصممت شركة أخرى ومقرها لندن مفهومًا مماثلا مع تصميم إعادة تصور التصميم الداخلي للطائرة، حيث سيكون قسم الدرجة الأولى من مستويين مع وسائل للراحة مختلفة. وركزت الشركة، تسمى "الإقليم الجديد"، تصميمها حول الفضاء والمرونة، وسيكون هناك صالة تودي إلى غرف نوم صغيرة ومساحة أكبر للتجول على متن الطائرة. وتعتبر الطائرة الجديدة أنها تتخطى بعض مفاهيمها في العالم الحقيقي، حيث صممت الشركة كبائن درجة رجال الأعمال لطائرات "ايرو المكسيك 787-9"، والتي تقدم منطقة مطبخ حيث يمكن الحصول على الوجبات الخفيفة والمشروبات. ويمكن للمقاعد الجلوس في وضع مستقيم أو وضع مسطح تماما، او تحويله الى سرير.
في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشفت شركة فرنسية عن تصميم جذري لكابينة الطائرات في المستقبل والتي تعتبر قابلة للتبديل، حيث يمكن تخصيصها لتناسب احتياجات كل رحلة. ويسمي موديل التحول، ويقسم الموديل جسم الطائرة الأسطواني الى أقسام، مما يسمح لكل واحد ان يكون في تخطيط مختلف. ويعمل ذلك على خلق إمكانيات جديدة للركاب.
واشار مسؤولو شركات الطيران الى انهم يقومون بذلك مع تطوير مقصورة الطائرة، ومن خلال إعطاء النظام البيئي من شركات الطيران والمصنعين والركاب والمنظمين أدوات لتحقيق خبرات بسرعة أكثر تنوعا في السوق. “وتقوم الخطوط الجوية عادة بتغيير كابيناتها كل سبع إلى عشر سنوات وفقا لعملية تستغرق وقتا طويلا. ومع ذلك، تكشف تشوا أن الشركة تأخذ نهج "النظام الإيكولوجي" مع تصميمها، والتي يمكن أن تجعل موديل التغيير على حد سواء "قابلة للتحقيق وعملي".
و اشارت الشركة قائلة: أولا وقبل كل شيء، نحن نعتقد أن هذا المشروع سوف يساعد العديد من المسافرين على خوض تجربة سفر جددة تماما، مما يجعل اوقاتهم في السماء أكثر إثارة. بالإضافة إلى ذلك، نحن نتبع نهجا للنظام الإيكولوجي في مواجهة هذا التحدي، مستفيدين من الخبرة والاستفادة من أفضل الممارسات من الصناعات المتعددة.
واذا كانت "ايرباص" ناجحة فى هذا المشروع، قال تشوا انه "سيقلل من الوقت الذى يستغرقه تخصيص مقصورة الطائرات بعامل قدره ثلاثة، ويأخذ سرعة اعادة تشكيل الطائرات من اسابيع الى ساعات، او حتى دقائق". عندما تصل الطائرة إلى وجهتها النهائية، يمكن للموظفين تفريغها بسهولة وفصل وتخصيص كل قسم لاحتياجات الرحلة المقبلة.