مدينة بابل الأثرية

كشف رئيس فريق إدراج مدينة بابل الأثرية على لائحة التراث العالمي رعد علاوي الدليمي، عن نضوج ملف انضمام المدينة بعد الحملة الدولية الإعلامية والعمل الجاد بأهمية بابل، وتطبيق معايير منظمة الثقافة والإعلام والفنون "اليونسكو"، والزيارة التي قامت بها المبعوثة الروسية المتخصصة بالآثار إلى بغداد وبابل. وقال الدليمي، إن بابل مدينة أثرية مهمة وحضارتها راقية تمتد لآلاف السنين، ومنها بدأت سلسة قوانين تنظم الإدارة والصناعة والتجارة والزراعة، وتستحق أن تدرج على لائحة التراث العالمي، ولعل مسّلة حمورابي سنَّت تعليمات الحياة العامة والاجتماعية، وبوابة عشار وشارع الموكب واتنشيد والبناء  يتميزان به عالمياً وأدخلتها ضمن عجائب الدنيا السبع.

وتابع رئيس الفريق إن العمل والجهود لإدراج بابل قطعت شوطًا مهمًا من خلال تحديد الارض والمساحة، وتطبيق معايير "اليونسكو" الدقيقة من قبل فريق الملف المتكون من اختصاصيين لها خبرة طويلة، وعملنا على تشكيل ثلاث فرق أثرية وفنية وإعلامية لتأهيل الملف وكتابة تفاصيل دقيقة من شروط الإدراج العالمي، وقبوله من لجنة التراث الأممية وتدقيقه من قبل خبراء "اليونسكو" عبر مراحل محددة مِن قبل المنظمة الدولية وخبرائها الأثريين .
وأشار الدليمي إلى تسوية كافة الإشكالات بين الحكومة المركزية والمحلية، والنجاح بإقناع "اليونسكو" بالتعامل مع الإضافات التي حدثت في السنوات السابقة على أنها واقع حال وتمثل حقبة من مراحل التاريخ التي مرت بها المدينة، وأيضا تولت منظمة النصب العالمية التي زارت المدينة إدخال كادر متخصص بورشة متقدمة مشتركة، لتكون انطلاقة لتأهيل كوادر خارج العراق معالجة الطابوق الأثري على حساب منظمة "اليونسكو" . فيما أكد معاون مدير آثار بابل قحطان عباس حسن أن، الفريق المكلف يعمل كخلية جماعية وسجلت الخبيرة الروسية المتخصصة التي زارات المدينة عمق وامتداد بابل الحضاري، وبقت لست ساعات متواصلة تدقق بمعالم وحقب تاريخية عالمية، ووجهت تساؤلات أجاب عنها خبراء الآثار العراقيين ببراعة لما يمتلكون من خبرة طويلة، واعتبرت جميع المراحل الزمنية لبابل واقع حال وحقبة تاريخية، والمشهد الديني الثقافي مهم ويبرز تنوع التاريخ والدين، ورغم الصعاب التي واجهتنا إلا أن العمل الجماعي وجهود الجميع ساعدت على إنشاء إسناد إعلامي متخصص،  وزارت المدينة مؤسسات عالمية بدأت بوكالة الصحافة الفرنسة و"الأسيتوشد برس" الأميركية و"بي بي سي" البريطانية.

ولفت الخبير المتخصص بالآثار هادي كاظم الربيعي  أن، حملة إدراج آثار بابل تسير بمستوى جيد ونعمل ساعات طويلة على ترميم وصيانة الطابوق والأجزاء المستهلكة من بوابة عشار والمعالم الموجودة كافة، وأصبح اجتياز المرحلة الأصعب من شروط "اليونسكو" لإعادة إدراج بابل عالميا قاب قوسين، بدأت من المحافظة على معالم النحت والرسم والزخرفة التي تستقطب السياح، وحتى في أجواء الصيف اللاهب يأتي الزوار ومنهم أجانب نهاراً وليلاً لمشاهدة منار وتاريخ العالم لآلاف السنين، ونمتلك خبرة عمل دولية دقيقة مكوناتنا من الحفاظ على المدنية رغم ما مرت به البلاد من ويلات وحروب، ووصلنا لمرحلة إقناع للعالم والدول المهمة التي يشترط أن توافق على الإدراج العالمي مثل روسيا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.