يُمثّل الفن التجريدي اتجاهًا حديثًا، وطريقةً خالدةً للتعبير عن الإبداع، وتحويل ديكورات المنازل إلى مُميزة، مع استحضار المشاعر، وفي الوقت نفسه، تعزيز الجماليات. يمكن للفنّ التجريدي أن يُزيّن منزلك، وجدرانه، خصوصًا، مهما كان الأسلوب المتبع في الديكور الداخلي، أكان الأخير كلاسيكيّ الطراز، أو حديثًا، أو ريفيًّا. وتتعدّد الطرق لدمج الفن التجريدي، بشكل جميل، بديكور المنزل. لمحة عنها، في السطور الآتية.
ما هو الفنّ التجريدي؟
يُركّز الفن التجريدي على الألوان، والأشكال، والأنماط، وذلك في التعبير عن المشاعر، والأفكار. وهو أكثر سلاسةً من الفنون الجميلة التقليدية، إذ لا يهدف إلى إظهار وتمثيل الحياة الواقعية أو الواقع، بل هو يقدم تجربة ذاتية إلى حد ما يمكن تفسيرها بشكل مختلف، من كل شخص.
كان ظهر الفن التجريدي، في أوائل القرن العشرين، الذي حبل بالعديد من التجارب الفنية، فقد أراد فاسيلي كاندنسكي، وكازيمير ماليفيتش، التحرّر من قيود النهج الفني التقليدي، والتوقعات، والبحث عن إمكانيات جديدة للتعبير الفني.
من جهة ثانية، تمتزج لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل، بسهولة، وذلك لأن ألوان اللوحات الفنية، وأشكالها يمكن أن تمتزج بسلاسة بالبيئة الداخلية، لخلق جوّ هادئ أو مُنشّط.
أسباب دافعة إلى اختيار الفنّ التجريدي لجدران منزلك
لوحة تجريدية كثيرة الألوان
تحلّ اللوحات التجريديّة، في مساحات داخليّة مُعاصرة، أو بسيطة، أو انتقائية الأسلوب، علمًا أن الفنّ شخصي للغاية، وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها استكشاف جماله وتقديره. في الآتي، المسارات الثلاثة الأكثر شيوعًا: زيارة المعارض الفنية، والمنصّات عبر الإنترنت، والقراءة والبحث.
إشارة إلى أنه قد يُساء فهم الفنّ التجريدي، إذ يعتقد بعض الناس أنه يحتاج إلى المزيد من الجوهر، والمعنى. لكن، على الرغم من ذلك، كلّ لوحةمشبعة بنية الفنان أو عاطفته. ومن خلال التعمق في خلفية الفنان وفهم السياق، يمكن للمرء أن يعزز تقديره للفن التجريدي.
إليكِ، طرق عملية لتوظيف اللوحات التجريدية، في إطار ديكور المنزل:
يعدّ الفنّ التجريدي خيارًا مثاليًّا، عندما يتطلّب الأمر تزيين الغرفة حضور قطعة مُلوّنة كبيرة الحجم. لن تُهيمن اللوحة الجدارية التجريدية على المساحة، لكن ستساعد في خلق الحركة، والعمق في المساحة. في العموم، يبرز هذا النوع من اللوحات، الجدران المطلية بطلاء أبيض، وتلك ذات الألوان الغنية أيضًا.
يصحّ استخدام اللوحة الجدارية التجريدية بـالأبيض والأسود، عندما تكون المساحة المنزلية كثيرة الألوان، ما يجعل الديكور يحمل لمسات من الصلابة والثبات.
يُمكن عدم الاكتفاء بحلول لوحة واحدة، بل اختيار زوجين من اللوحات التجريدية، مع تعليقهما جنبًا إلى جنب، أو تكديسهما بصورة رأسية، أو عرضهما على جانبي مدخل المنزل، أو قطعة أثاث. في هذا الإطار، من المهمّ الحفاظ على الحجم، والإطار، متسقين، بحيث يظهر العملان كمجموعة متماسكة، حتى لو كانت ألوان وأشكال التراكيب تختلف.
غرفة نوم مودرن، مع لوحة تجريدية ملونة على الجدار تعلو السرير
لا يجب أن "يصرخ" الفن التجريدي دائمًا لجذب الانتباه إليه؛ للحصول على عمل فنّي يبرز بشكل خفي وجميل عناصر الديكور الأخرى الموزعة في المساحة، من الصحيح الالتزام بالألوان السائدة بالفعل في المساحة. فقد تختارين لوحة تجريدية بلون متطابق مع الجدار، الذي "سيستقبلها"، أو عملًا فنّيًا يعكس لون القماش الذي ينجد الأريكة أو السرير.
لا مانع من توزيع مجموعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك التجريدية منها، بالقرب من بعضها البعض، أي المناظر الطبيعية التقليدية، والبورتريهات، والمطبوعات التصويرية... لكن، ولغرض تحقيق التماسك، اختاري إطارات متطابقة لها، و حتى لوكانت الأخيرة مختلفة الأحجام، وذلك لإضفاء الاهتمام.
تبرز اللوحات التجريدية، حين تحل أمام عناصر نقيضة لها، مثل: قطع الأثاث الكلاسيكية المصنوعة من خشب الماهوجني، وأدوات تقديم الطعام الفضة، والإضاءة الكريستال، والإكسسوارات الخزفية... يصح، أيضًا، ترتيب إطار مزخرف قديم الطراز للوحة تجريدية.
لا تغفلي أيضًا عن الأعمال التجريدية الملونة، والتي تحمل تأثيرات مُتناقضة مع بساطتها. تعمل هذه الأعمال، بشكل رائع، عند استخدامها بشكل مُتكرّر، لإضفاء تأثير كتلة اللون.
قد يهمك أيضــــاً:
لمسات بسيطة في ديكور المنزل تضفي أجواء جديدة تتماشى مع موسم الخريف