تعتبر ممارسة الجنس مؤلمة لما يقرب من واحدة بين كل 13 امرأة، وفقًا لدراسة نشرت في المجلة البريطانية لأمراض النساء والتوليد. واختلفت تقديرات الباحثين في مدى انتشار ممارسة الجنس المؤلمة، وقالت بعض الدراسات إنه يؤثر على ما يصل إلى واحد من كل ثلاث نساء، ولكن نتفق جميعًا على أنها مشكلة مهملة، فمعظم النساء لن تقوم بطلب الاستشارة لمعالجة هذه المشكلة.
والأسم الطبي لممارسة الجنس المؤلمة هو "عسر الجماع"، والذي يتسبب في العديد من أضرار الجماع، مثل الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي "الكلاميديا أو الهربس"، أو مرض القلاع أو التهاب بطانة الرحم، الذي يسبب التهاب الحوض، إضافة إلى حدوث القلق، وعدم وجود الشهوة الجنسية، نظرًا لوجود تجربة سابقة مؤلمة من ممارسة الجنس.
واستخدمت أحدث دراسة، بيانات المسح من الدراسة الوطنية للسلوكيات الجنسية وأنماط الحياة، على نحو 6669 من النساء الناشطات جنسيًا، ووجدت أن أولئك الذين تتراوح أعمارهن من 16 إلى 24 و55 و64 عامًا، كانوا أكثر عرضة للمعاناة من الألم أثناء ممارسة الجنس.
وسألت النساء أيضا عن الجوانب الأخرى في حياتهن الجنسية، وكانت نسبة النساء التي قالت إن ممارسة الجنس مؤلمة، ولا يستمتعن بممارسته أربع أضعاف أكثر من غيرهن من النساء، وخمس مرات أكثر عرضة للشعور بالقلق أثناء ممارسة الجنس، وثلاث مرات أكثر عرضة لصعوبة الوصول لذروته.
ووجد أن الرابط الأقوى موجود بين الجنس المؤلم وجفاف المهبل، فكما يقول الدكتور كريستين ميتشل، كبير الباحثين في وحدة علوم الصحة العامة الاجتماعية التابعة للجنة مجلس البحوث الطبية في جامعة غلاسكو، والمؤلف الرئيسي لهذا الدراسة، "أن حدوث عسر الجماع في الفئة العمرية الأكبر سنًا، من المرجح أن يكون بسبب التغيرات الهرمونية في سن اليأس". وأضاف "لكن في الفئة العمرية من بين 16- 24 عامًا من العمر، ويكون في الشابات التي لا تشعر بما فيه الكفاية من الإثارة، وعدم وجود سوائل الترطيب الطبيعية، وبالتالي تكون عملية الإيلاج مؤلمة. ما يجعل الشابات تكبر وهي تعتقد أن ممارسة الجنس ضارة".
وكثيرًا ما يتم النظر إلى الجنس المؤلم من خلال المنظور الطبي. لكن ميتشل تقول إن أطباء الولايات المتحدة انتقلوا بعيدًا عن المصطلحات المستخدمة عادة لوصف ذلك، مثل التشنج المهبلي، "وهو التشنج اللا إرادي المستمر للعضلات الثلث الخارجية من المهبل"، وبدلًا من ذلك، فانهم يصفونه باضطراب الألم أو الاختراق التناسلي للحوض. ولكن، بالتأكيد، هناك أسباب طبية كافية لممارسة الجنس المؤلمة، التي يمكن معرفتها من الطبيب أو العيادة الصحية الجنسية.
وأضافت ميتشل "لابد من فهم سبب الألم، وأيضا لابد من إعادة النظر في مشاكل العلاقة الجنسية والتجارب المؤلمة السابقة، في حين تحتاج الالتهابات وحالات الالتهابات إلى علاج طبي".