أخبرت العريف أمنية، والدها ووالدتها في صباح أحد الشعانيين، أنها سعيدة بتأمين احتفالات المسيحيين، وأبدت والدتها خوفها عليها، ولكنها طمأنتها بأنه حتى لو حدث لها شيء، فإنها ستكون شهيدة. وخرجت من منزلها ترتدي ملابسها التي كانت دائما تفخر بها، ولكنها لم تعود وذهبت إلى قبرها. وقال والدها محمد، أنه ليس حزينًا على فراقها، بالعكس أنه سعيد على شجاعتها، ولكنها ابنته أيضا، وكانت تستعد للزواج، ولكنها زفت إلى الجنة مع الشهداء والصديقين.
وأما العميد نجوى الحجار فعاشت مثالًا للأم والزوجة والقائدة، وكان الجميع يحبها ويحترمها، وكانت تعشق العمل الشرطي وخدمة المواطنين، وفي يوم الاحتفالات الأحد الماضي، طلبت تأمين دخول السيدات للكنيسة، وأوضحت أنها تحمي أهلها الأقباط، كانت يقظة وفي الساعة السابعة صباحًا كانت متواجدة عند البوابات، تنظم دخول السيدات، ولم تكن تعي أنها ستكون شهيدة في هذا اليوم، وفي حياتها لم تقصر وفي تربية أولادها قدمت أفضل الرجال، وهم يخدمون أيضا في العمل الشرطي، وفي الجنازة بكى الجميع على فراقها، فكانت جادة في العمل وأم في الحياة ومحبه لبلدها مصر.
وتركت الشهيدة الثالثة العريف أسماء، بنتين، والتي كانت تحلم بتزويجهما عندما يكبران، وبكى والدها وزوجها كثيرًا على فراقها، فهي تبلغ من العمر 27 عامًا، وكانت توفق بين عملها وبيتها، من أجل تحقيق ذاتها ونجاحها وخدمة وطنها. وقال والدها إنه فخور بها، ويكفي أن الشهيد يدخل 70 من أهله الجنة رحمها الله تعالى، وألحقنا بها على خير في دار الحق.