أكدت دراسة جديدة أُجريت هذا الأسبوع حول عملية تجميد البويضات، ما تعرفها الكثير من النساء غير المتزوجات والمتعلمات منذ سنوات، وهو وجود ندرة في عدد الرجال المؤهلين للزواج، وأجرت عالمة أنثروبولوجيا في جامعة ييل مارسيل اينهورن، وبعض من زملائها حوارًا مع 150 امرأة في أواخر الثلاثينات من العمر وأوائل الأربعينات، قد جمدّن بويضاتهن في الولايات المتحدة الأميركية.
وأظهرت نتائج الحوار إلى أن المرأة لا تؤجل فرص الإنجاب لأسباب تعليمية أو مهنية، عمدًا كما أشارت التغطية الإعلامية لهذه الظاهرة، ولكن السبب الحقيقي، وراء ذلك هو الحفاظ على الخصوبة نظرًا لصعوبة عثورهن على شريك مناسب، واختتم الباحثون أن المرأة تعتبر هذه العملية كـ "شراء للوقت"، إذ أعربت نساء عن أسفهن لعدم وجود رجال في حياتهن، ويعتبرن تجميد البويضات، مجرد وسيلة لشراء الوقت أثناء مواصلة عملية البحث عن شريك جاد للحياة.
وقالت زينب جارتين، باحثة مشاركة في الدراسة، بعد ما أُجريت بحوث مماثلة في المملكة المتحدة بجامعة كامبردج العام الماضي :"أؤكد أن هذا مماثل تمامًا لما يحدث مع النساء بالمملكة المتحدة، إذ تلجأ أعداد كبيرة من النساء غير المتزوجات والناجحات في أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات ولم ينجبن بعد إلى العيادات للحصول على علاج للخصوبة"
وأضافت :"وبينما أقدم حلقات نقاشية في عيادة لندن النسائية لمناقشة هذا الأمر كل أسبوعين للنساء غير المتزوجات، واجهت ثلاث مجموعات مختلفة من النساء؛ المجموعة الأولى، عقدن العزم عن أن يصبحن أمهات تخلوا تمامًا عن حق الزوج في ذلك، ويأتين العيادة للحصول على معلومات تخص كيف يصرن أمهات دون زواج باستخدام الحيوانات المنوية المانحة، وهذا النوع من النساء مُهيؤن تمامًا لذلك، وما يشغلهن هو هل سيكون من العدل إنجاب طفل لمواجهة الحياة دون والد. وغالبًا ما يُشعرن عاطفيًا وأخلاقيًا بحيرة بين صعوبة مسؤولية الأمومة دون زواج وبين عدم الإنجاب".
وتابعت :"المجموعة الثانية، تخضعن النساء في أوائل الثلاثينات لإجراء فحص الخصوبة ويعتبرن عملية تجميد البويضات حماية وضمان من المستقبل المجهول، إذ تنخفض خصوبة السيدات بشكل طبيعي بدءًا من سن 30 لذا فهذا النوع يملن أكثر إلى تجميد البويضات للحفاظ عليهم، وبالنسبة للمجموعة الثالثة، وتضم أكبر مجموعة من النساء، وهم في أواخر عمر الثلاثينات وبداية الأربعينات كما تصفهم دكتور مارسيل يصعب عليهن العثور على شريك مناسب يشاركهن الحياة ولأنهن يدركن ذلك يسعين وراء الإنجاب، وغالبية هذا النوع ناجحين في حياتهم ومتعلمين وسافروا وعاشوا في مدن مختلفة كثيرة ومع ذلك يردن فقط أن يحققن ما حققه أصدقائهن من إنجاب."
وأردفت :"وعلى عكس هذه الأنواع بالطبع هناك الكثير من النساء غيرهم سعداء لعدم إنجابهن بعد، يرتعبن من فكرة الأمومة، وعلاوة على ذلك للأسف فالغالبية العظمى من النساء اللاتي يردن الإنجاب لا يستطعن فعل ذلك نظرًا لغلاء الأسعار التلقيح الاصطناعي وتجميد البويضات. ومع وجود الكثير من النساء الغير متزوجات ممن يخططن للأمومة دون زواج (حاضرًا أم مستقبلًا) يجعلني اسأل سؤالًا هامًا، أين ذهب كل الرجال الخيّرين؟".