تتعدد طرق مواجهة التلوث البيئي وتغير المناخ الناجم عن ممارسات البشر الخاطئة بخطط حكومية ما أو قوانين رادعة وغرامات، ولكن هل يمكن إنهاء ذلك بـ"حركة نسائية"؟. أعلنت الناشطة والموسيقية بليث بيبينو اتخاذ الإستراتيجية السياسية الشخصية من خلال إنشاء حركة نسائية تسمى "BirthStrike" ، وهي منظمة تطوعية للنساء والرجال الذين قرروا عدم إنجاب أطفال استجابة لـ "انهيار المناخ والانهيار الحضاري" المقبل. وهي تفعل ذلك ، وتأمل في توجيه كل ما تشعر به من مخاوف حيال هذا الأمر "إلى شيء أكثر نشاطًا وتجددًا وأملاً".
في غضون أسبوعين فقط ، أعلن 140 شخصًا ، معظمهم من النساء في المملكة المتحدة ، عن "قرارهم بعدم إنجاب الأطفال بسبب شدة الأزمة البيئية" ،وفقا لبيبينو. كما يشارك العديد من الأشخاص الموجودين في منظمة BirthStrike في فعالية نظمتها Extinction Rebellion، التي تهدف إلى رمي الطلاء الأحمر في شارع داوننج ليرمز إلى وفاة الأطفال بسبب تغير المناخ.
ففي الوقت الذي التقت فيه بليث بيبينو شريك حياتها جوشوا، قبل عامين، شعرت "بهذه الرغبة الساحقة لتكوين أسرة معه" كما تقول: "أعتقد أنه كان في اليوم الخامس بعد لقائه وبعد أن أراد مقابلة والدي كنت مسرورة للغاية". لكن في أواخر العام الماضي ، حضرت بيبينو محاضرة نظمتها مجموعة "التمرّد ضدّ الانقراض- Extinction Rebellion"، والتي حددت بشكل صارخ الواقع الكارثي لتغير المناخ.
اقرأ أيضـــــــــــــَا
- البنّاءون "الأكثر خيانة" لزوجاتهم والسَّاسة في ذيل القائمة
ونتيجة لهذه المحاضرة قامت بيبينو، بإجراء مجموعة من الأبحاث الخاصة بها، وفي نهاية المطاف، عزفت عن قرار الإنجاب بسبب أزمة التغيّر المناخي. تقول بيبينو: "لقد أدركت أنه على الرغم من أنني كنت أرغب في تكوين أسرة في تلك المرحلة وإنجاب الأطفال، إلا أنني لم أستطع حقًا القيام بهذه الخطوة".
أكلمت بقولها: "كان علي أن أقول لجوشوا:" لا أعلم ما إذا كان بإمكاني القيام بذلك ، إذا لم تكن هناك إرادة سياسية لإصلاح ما تواجهه بيئتنا ، فنحن لا نملك حقًا فرصة كبيرة لإنجاب اطفالا في هذا العالم المحتضر". ووجدت بيبينو، التي تبلغ من العمر 33 عامًا، أن النساء الأخريات -خاصة النساء في الأوساط التي تدرك مشكلات المناخ- كان لديهن نفس السؤال الذي يتمثل في كيفية إنجاب طفل، وهناك كوارث ستحدث يومًا ما، لكنهن كن خائفات جدًا من الحديث، خوفًا من السخرية.
وقد عبرت عضوة الكونغرس الأميركي، ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، عن مخاوف النساء الشهر الماضي ، مشيرة إلى الإجماع العلمي المتزايد عن وجود كارثة حقيقية وتجاهل الحكومة لها على نطاق واسع.
كشفت بيبينو، أن منظمة BirthStrike تهدف إلى تغيير الطريقة، التي نتخيل بها مستقبلنا، حيث توضح: "نحن لا نحاول حلها من خلال منظمة BirthStrike، بل نحاول الحصول على المعلومات"، مضيفة أن خفض عدد السكان قد أثبت أنه يمثل استراتيجية غير فعالة، حيث قامت دراسة نشرت عام 2017 في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأميركية باستكشاف سيناريوهات مختلفة لتغير سكان العالم من خلال ضبط معدلات الخصوبة والوفيات، ووجدت أنه حتى فرض سياسات الطفل الواحد في جميع أنحاء العالم لن يقلل بشكل كبير من عدد سكان العالم بحلول عام 2100، ويقترح بدلاً من ذلك أن "نتائج أكثر فورية للاستدامة ستنشأ من السياسات والتقنيات التي تعكس الاستهلاك المتزايد للموارد الطبيعية" .
وأكدت بيبينو أنه "حتى مع سياسات صارمة ووحشية ومثالية في الحد من عدد السكان، التي تعتبر غير أخلاقية تمامًا، فإننا لن ننقذ أنفسنا، بل علينا أن نغير الطريقة التي نعيش بها".
ومن ناحية أخرى، وجدت دراسة مختلفة لعام 2017 أن وجود عدد أقل من الأطفال هو الطريقة الأكثر فعالية التي يمكن للشخص أن يخفض بها انبعاثات الكربون الخاصة به، لكن هناك أدلة على أن الأزمة قد تجاوزت إلى حد بعيد نقطة القدرة على التخفيف من اختيارات الأفراد.
كما رأت هانا سكوت،البالغة من العمر 23 سنة، وتعمل في جمعية خيرية بيئية، إنه حتى خبراء المناخ ينكرون خطورة الموقف، كما تعتقد أن الوقت قد فات بالفعل تقليل الضرر الذي حدث، وهذا هو السبب في عدم إنجابها طفلا، لأنها تشعر باليأس لدرجة أنها ستجلب حياة إلى مستقبل يبدو مهجورًا أكثر من أي وقت مضى، كما تقول: "في كل مرة تخبرني فيها إحدى الصديقات بحملها أو تخطط لإنجاب طفل أحاول السيطرة على نفسي لكي لا أنصحهن بعدم القيام بهذه الخطوة.
أوضحت أليس براون، المتحدثة باسم الحملات الخيرية من بريستول لمنظمة BirthStrike، إن إنجابها طفلًا كان من ضمن قائمة مهام الحياة، وكان لديها إحدى الفتيات التي اعتنت بطفلتها المصابة بالحساسية نتيجة التلوث البيئي. كما تعبر براون عن قلقها مما سيواجهه طفلها عندما يكون في عمرها، كما توافق براون على أن هناك معلومات غير معروفة حول المستقبل، كما أنها تقرأ تقارير للصحفي ديفيد والاس ويلز، الذي كتب مقالًا بعنوان "الأرض غير الصالحة للسكن".
ومن ناحية أخرى، قال والاس-ويلز إنه يريد إنجاب الأطفال "لأسباب مستقلة عن المناخ، وتأمل صاحبة منظمة BirthStrikers أن يغير الأشخاص طريقة تفكيرهم للحد من الكوارث والمشكلات البيئية".
وقد يهمك ايضـــــــــــــــــــًا