يعتبر النشاط الجنسي من أسوأ المخاوف التي تراود الأهل عندما يتعلّق الأمر بأطفالهم. ولو وجدت لديهم القدرة لقاموا بتأخير النشاط الجنسي عند أطفالهم لغاية سنّ الثلاثين، ولكن للأسف هذا أمر لا يمكن تحقيقه ولا بدّ من مواجهته عندما يحين الوقت. على صعيد التحليل النفسي، تظهر الهوية الجنسية لدى الطفل الذي يتمتّع بنموّ طبيعي ما بين سنّ الثالثة والخامسة أي في مرحلة "عقدة أوديب" إذ يحدّد الطفل هويّته مع أحد الوالدين المماثل له من ناحية الجنس البيولوجي ويتعلّق بالجنس المعاكس (البنت بأبيها، والصبي بأمّه). فلا
توجد رغبة للطفل في الفعل الجنسي بل إنّه فقط يكوّن هويتّه الجنسية ويطوّرها.. وتستيقظ الرغبة الجنسية لديه في مرحلة المراهقة التي تحرّكها الهرمونات والأفكار والمحفزات الجنسية. ومن المتوقّع أن يظهر لدى الطفل في مرحلة المراهقة حبّ للاستطلاع الجنسي وقد يتمّ ضبطه أثناء قيامه بأفعال جنسية كاالعادة السرية أو مشاهدة الأفلام الإباحية أو محاولة تقبيل أحد.
إسألي طفلك عن سبب ممارسته هذه اللعبة، ومن علّمه كيفية اللعب، وإن كان قد أجبر على ذلك، وأين رأى هذه اللعبة من قبل، وهل سبق لأحد أن حاول اللعب معه؟ كلّ هذه الأسئلة مهمّة جدًا لكي تعرفي ما إذا كان طفلك يتعرّض للتحرّش أو كان ضحية لتحرّش جنسي.
يجب أن تجلسي مع طفلك وتشرحي له أنّ هذه اللعبة ليست للصغار وإن كانت لديه أي استفسارات أو فضول حول هذا الأمر فعليه أن يأتي مباشرة إليك ويسألك عنها.
ـ لا تستخدمي أسلوب اللوم: لا تجعلي طفلك يشعر بالذنب ظنًا منك أنّك بذلك تمنعينه من تكرار هذا الفعل، بل على العكس هذا سيزيد الأمر سوءًا. إشرحي له لماذا هذا الفعل غير لائق لعمره.
عاقبيه لاحقًا: في بدء الأمر لا تعاقبيه ولكن إجعليه يدرك أنّه يعلم الآن أنّ هذا الفعل غير لائق وسيعاقب إن حاول تكراره فيما بعد.
لا تسمحي لطفلك بأن ينام معك في السرير أو في الغرفة معك بعد الآن: سيشعر الطفل لا شعوريًا برغبة جنسية أثناء نومه في السرير معك أو في الغرفة نفسها مع الوالدين. لذا، من الأفضل دائمًا أن ينام الطفل في غرفة أخرى.