حصلت المهندسة العراقية الراحلة زها حديد، على جائزة آغا خان للعمارة الأولى خلال حفل أُقيم في قلعة الجاهلي، المدرجة على لائحة التراث العالمي في مدينة العين الإماراتية، ونالت حديد جائزة أغا خان عن تصميمها مبنى معهد عصام فارس في بيروت، الذي كان أيضًا من تنفيذ شركة زها حديد، وهو مبنى جديد في حرم الجامعة الأميركية في بيروت، مختلف جذرياً من حيث التكوين لكنه محترم لمحيطه التقليدي.
ويقول رئيس الجامعة الأميركية في بيروت بيتر دورمان عن المبنى الذي يعد إضافة حداثة للجامعة الأميركية في بيروت: إن المبنى يؤكد بكل ثقة أننا لسنا الجامعة التي تبقى متجذرة في الزمان والمكان؛ وبدلاً من ذلك نحن نتحدى التفكير التقليدي وندعم بنشاط التغيير والأفكار الجديدة، ويتميز المبنى من حيث الشكل بالجرأة كما يعرض أيضًا حساسية تجاه الزمن والمكان– نحو السياق، المبني والطوبوغرافي على حد سواء، والسياق في هذه الحالة هو الجزء العلوي من الحرم الجامعي للجامعة الأميركية في بيروت، الواقع على قمة تله مطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وفي محيط قريب توجد أربعة مبان تاريخية وبعض أشجار السرو التي عمره 150 عامًا. بالإضافة لواحدة من أكثر المناطق المفتوحة أهمية في الحرم الجامعي، البيضاوي الأخضر، وبالاستجابة لمعطيات الموقع، قام المعماريون بتقليل الأرض المبني عليها من خلال مد بروز طائر يمثل جزءً كبيرًا من المبنى فوق فناء المدخل– وهي طريقة أيضًا تعمل على توجيه فراغ البيضاوي الأخضر المجاور نحو قاعدة المبنى الجديد.
وتبلغ مساحته الطابقية الإجمالية 3000 متر مربع، مقسمة إلى ست طبقات. وتنفصل الفراغات الداخلية بواسطة جدران زجاج مصطبغة جزئياً. وهو مبني من الخرسانة المسلحة من نوعية عالية مصنعة في الموقع، بما يتناغم مع ثقافة البناء المحلية باستعمال الخرسانة، وبخاصة الخرسانة طبيعة الملمس من الخارج.
وفازت زها حديد بالعديد من الجوائز العالمية أهمها جائزتا بريتزكر وستيرلينغ غير أنه لم يكتب لها أن تحظى بسعادة الفوز بهذه الجائزة التي كانت مرشحة لها بقوة حيث توفاها الله في 31 آذار الماضي في ميامي بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية.
وحصلت المعمارية العراقية قبل وفاتها بأسابيع على الميدالية الذهبية للعمارة لعام 2016 التي يمنحها المعهد الملكي البريطاني للهندسة المعمارية لتكون أول امرأة تحصل على هذه الجائزة التي هي أعلى تكريم يقدمه المعهد الملكي البريطاني والتي لا تمنح إلا بعد مصادقة الملكة إليزابيث الثانية عليها، وتهدف جائزة الأغا خان إلى تحديد وتشجيع الأفكار الرائدة في مجالات العمارة والبناء التي تعالج بنجاح احتياجات وتطلعات المجتمعات التي يكون للمسلمين وجود مهم فيها. وقد جرى توثيق أكثر من 9000 مشروع لمبانٍ في عملية الترشيح للجائزة خلال الأعوام الـ39 الأخيرة.
وكان معظم المعماريين الكبار من بين الذين توّجوا بالجائزة أو كانوا ضمن لجنة التحكيم العليا أو اللجنة التوجيهية، ابتداءً من زها حديد ونورمان فوستر، وتشارلز كوريا إلى فرانك جيري، وجين نوفيل إلى حسن فتحي. وتختار جائزة الأغا خان للعمارة مشاريع تبدأ من تطوير العشوائيات إلى المباني الخضر الشاهقة التي لا تحوي تميزًا معماريًا فحسب وإنما تعمل أيضًا على تطوير نوعية الحياة ككل.