تزخر تجربة هدى أهلي خلال الدراسة في الخارج بالعديد مِن النجاحات التي شكّلت علامة فارقة في مسيرتها العلمية التي بدأت بتخرجها في البكالوريوس بدرجة "الامتياز مع مرتبة الشرف" لتحصل في العام نفسه على بعثة تميّز لدراسة الدكتوراه في "البلاستيكيات الإلكترونية" في جامعة لندن الإمبريالية.
ومسيرة التفوق ليست غريبة على أهلي، إذ تخرجت في الثانوية العامة عام 2012 بنسبة 99.98% مِن القسم الأدبي لتفاجأ يومها باتصال من الأب والقائد والقدوة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قائلا: "لقد حصلتِ على المركز الأول على مستوى الدولة وللأمام دائما يا ابنتي".
وتقول: "كانت تلك الكلمات حافزا لي للمثابرة والإصرار على التفوق، إذ حصلت في السنة نفسها على بعثة من قبل وزارة التربية والتعليم لدراسة بكالوريوس في مجال "هندسة الطاقة المستدامة" في المملكة المتحدة، وهنا بدأت أشق طريقي للنجاح، إذ تم تقييم مشروع تخرجي كأفضل مشروع في مجال هندسة الطاقة المستدامة من قبل المعهد البريطاني للهندسة"، وتضيف: "تمثل المشروع في تطوير الجيل الثالث من الخلايا الشمسية الشفافة تستخدم لتصنيع نوافذ للأبنية".
وتتابع: "تخرجت في البكالوريوس عام 2016 بامتياز مع مرتبة الشرف لأحصل بعدها على بعثة تميز لدراسة الدكتوراه في البلاستيكيات الإلكترونية في جامعة لندن الإمبريالية بعمر 22 عاما متعدية بذلك مرحلة الماجستير". وتقول: "حاليا في السنة الثانية من دراستي للدكتوراه عرضت في السنة أول فكرة عن بحثي لأعضاء المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات أثناء زيارتهم للجامعة"، مضيفة "كوني أول باحثة عربية في مركز البلاستيكيات الإلكترونية في جامعة لندن الإمبريالية، التي تعد الثانية عالميا والأولى في المملكة المتحدة في مجال علوم المواد، أرغب أن تكون دولة الإمارات من أوائل مستخدمي أحدث تقنيات مصادر الطاقة النظيفة التي لم تتوافر إلى هذه اللحظة في السوق".
وتعد البلاستيكيات الإلكترونية فرعا من فروع علوم المواد. إلى ذلك، تقول أهلي: "هو تخصص يعنى بكل ما يخص الجيل الثالث من الخلايا الشمسية والجميل في هذا النوع من الخلايا قابليتها للطي ومرونتها وخفة وزنها ما يخفض سعر إنتاجها، فهي تصنع باستخدام تقنيات تشبه تلك التي تستخدم لطباعة الصحف، وبذلك تنخفض أسعار إنتاجية الكهرباء بتخلصنا من استخدام درجات حرارة عالية وضغط منخفض ومواد سامة". وتضيف: "يمكن لهذه الخلايا أن تستخدم في تطبيقات مختلفة كصناعة نوافذ للأبنية ودمجها في الملابس الرياضية الذكية والطائرات من دون طيار، وهي تعرف بالخلايا الخضراء، وذلك لإمكانية إعادة تدويرها بعد انتهاء مدة عملها الميداني، فالخلايا الشمسية الموجودة حاليا في سوق العمل لا يمكن إعادة تدويرها لما تحتويه من معادن".
وتوضّح أهلي أن سبب اختيارها لهذا التخصص نابع من النظرة المتفائلة للحكومة باتجاه الطاقة المستدامة ومدى تأثيرها على النمو الاقتصادي ومحاربتها لعوامل الاحتباس الحراري، كما أن تخصص الدكتوراه يخدم استراتيجية الدولة للطاقة لعام 2050، التي تنص على أن 44% من إنتاجية الطاقة في الدولة ستكون من مصادر نظيفة.
وخلال ملتقى "عيال زايد"، الذي نظم مؤخرا في لندن، استطاعت أهلي أن تترك بصمة نجاح في الملتقى من خلال فقرة "قصة نجاح طالب وطالبة"، حيث وثقت قصة تفوقها في المملكة المتحدة.
وتسعى أهلي إلى إبراز اسم الإمارات في كل المحافل الدولية، مع الاستفادة من التجربة للإسهام في تحقيق رؤية القادة بشأن صنع مستقبل الدولة، وجعلها منارة للعلم والتقدم، وتطمح إلى خدمة الوطن لتتمكن من رد جزء بسيط من الدعم الذي منحته لها القيادة الرشيدة كطالبة في المدرسة والآن خلال دراساتها العليا. وتقول: "أطمح أن أسرع مسيرة بلادي في مجال التكنولوجيا النظيفة وتوطينها لتضاهي خبرات الغرب، موقنة أن أحلامي ستتحقق لأن حكومتنا جعلت طموح شبابها ونهضتهم أولوية تسعى إلى تحقيقها".