في فصل الصيف تكثر المناسبات والأعياد، فتحرص النساء على استخدام الزينة التقليدية التي لا تكتمل أناقتها وإطلالتها إلا بها، كنقش الحنّاء، فتعمد بعض النساء إلى ارتداء أزياء تبين تلك الأجزاء من جسدها المنقوشة بالحناء لتتباهى بها، ولكن هل فكرتِ يومًا كيف بدأ هذا الموروث والتقليد؟ ومتى استخدم كزينة؟
في السطور التالية نعرفك في التقرير التالي على أصل الحناء وطقوسها في بعض البلدان، والاستخدامات الأخرى لها:
أصل الحناء
يعود أصل الحناء للفراعنة، قبل ما يقارب ٩ آلاف عام، حيث كانت تُستخدم كطلاء لأيدي المومياء قبل دفنها، وكان في معتقدهم أن وضع الحناء على الأيدي والأقدام يحفظها ويقيها من الشر، ثم استخدمتها الملكة كليوباترا كنقش على جسمها لتتزين بها. انتقلت بعد ذلك إلى الهند بواسطة المغول، وبدأت تحديدًا في المناطق الشمالية، وذلك في القرن الثاني عشر ميلادي ومن ثم حققت انتشارًا واسعا لدى النساء، بعد أن استخدمت كـنقش تاريخي تراثي، كما ذكر في الحكايات الشعبية والميثولوجيا.
طقوس الحناء في بعض الدول
طقوس الحناء في السودان
لا تقتصر الحناء في السودان فقط على الأعراس، بل إنها مكمل أساسي لزينة المرأة المتزوجة، وعندما تتخلف عنها لا تسلم من انتقادات المجتمع لها.
أما عن استخدامها في الأعراس، فهو لا يقتصر على العروس فحسب، بل حتى العريس، حيث تكون حناه خالية من النقوش “التخضيب”، على عكس العروس، التي يصل النقش حتى المعصم والساق، ويكون هذا قبل يوم الزواج ببضعة أيام، مصاحبة بالزغاريد والتبريكات.
طقوس الحناء في مصر
يقيم المصريون ليلة الحناء قبل الزفاف بيوم، حيث يتم فيها حمل الحناء داخل مجسم معدني يشبه الهرم، وتوضع في وعاء مزين بالشموع، وتصاحبها أغانٍ شعبية موروثة، أشهرها “يا حنة يا قطر الندى”، ويتم تخضيب أيدي وأقدام العروسة باللون البرتقالي.
طقوس الحناء في المغرب
يحتفل المغربيون بليلة الحناء قبل الزفاف أيضًا بيوم واحد، وتسمى “ليلة البرزة”، وترتدي العروس ما يسمى “تكشيطة”، وهو جلباب أخضر اللون، ويتم استدعاء “النجافة” التي تقوم برسم الحناء للعروس.
طقوس الحناء في ليبيا
يحرص الليبيون على أن يقيموا أفراحهم ليلة الخميس، ويقوموا بعمل ليلة الحناء قبل الزفاف بيوم أو بيومين، وعادةً ما يصادف يوم الثلاثاء، ويسمى “يوم السهرية”، وتحتفل العروس في هذا اليوم مع صديقاتها وقريباتها، ويتم رسم الحناء على جسدها.
طقوس الحناء في الخليج
لا ترتبط الحناء في الخليج فقط بالأعراس، بل حتى في المناسبات والأعياد، وكأغلب الدول، فإن ليلة الحناء تكون قبل الزواج بليلة واحدة، وتفضل السيدات في الخليج كثيرًا النقش الهندي.
طقوس الحناء في الهند
تكون ليلة الحناء في الهند قبل الزفاف بيومين، ويتم منع العروس الخروج من منزلها. ترسم الحناء على يديها وقدميها، بعد أن ترتدي ملابس تقليدية خاصة لهذه المناسبة، ويكون النقش للعروس على شكل زهور ونباتات متداخلة. أما العريس، فيقوم أقاربه بوضع الحناء على راحة يده.
خرافات متعلقة بالحناء في الهند
كلما كان لون الحناء داكنا في يد العروس، كانت علاقتها مع حماتها قوية، وأيضا الحناء للعروسين دليل على الحب بينهما.
وهناك خرافة أخرى تقول بأنه كلما طالت فترة الحناء في يد العروس، كان تعامل أهل الزوج لها جيدًا، وأخرى تقول، عندما يذهب لون الحناء بسرعة، فهذا دليل على أنها لن تكون سعيدة في زواجها.
استخدامات أخرى شائعة للحناء
يستخدم البعض الحناء لعلاج مشاكل الأظافر المتكسرة، وذلك لأن البشرة والجلد المحيط بالأظافر وتحته هي الأماكن الرئيسية التي تحافظ على سلامة الأظافر من البكتيريا، فالحناء تُعد مادة معقمة ومطهرة.
علاج الشعر
تستخدم الحناء كصبغة مؤقتة، ويلجأ الكثير لاستخدامها كونها خالية من المواد الكيميائية، بالإضافة إلى حماية الطبقة الخارجية والتي تساهم بمنع التقصف والجفاف، وأيضًا تستخدم لعلاج تساقط الشعر، وأخيرًا القشرة.
تخفيف الصداع
يقوم البعض بخلط الحناء مع الماء ومن ثم وضعها على الجلد مباشرة مكان الألم، وذلك لأنها تخفف من التوتر، كذلك تعزز من تدفق الدم في الشعيرات الدموية، لذا فهي تساهم في تحسين الصداع بشكل عام، والصداع النصفي بشكل خاص.
خفض ضغط الدم
تؤثر الحناء على ضغط الدم المرتفع، فتقوم بخفضه وتقلل من تراكم الدهون في القلب والشرايين، ما يقي من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وذلك من خلال استخدام منقوع الحناء أو بذورها.
إزالة سموم الجسم
يتم نقع “لحاء” الحناء أو أوراقها في الماء ومن ثم تشرب، مما يؤدي إلى زيادة الدورة الدموية للطحال والكبد الذي يخلص الجسم من السموم.
علاج لقلة النوم
يستخدم البعض زيت الحناء للتخفيف من اضطرابات النوم، من خلال وضع زيت الحناء للأعشاب الخاصة بالمنزل أو الغرفة.
التخلص من الالتهابات
يستخدم أيضًا زيت الحناء كعلاج موضعي لآلام المفاصل والروماتيزم الذي يعيد للمفاصل صحتها ووظائفها.
خفض الحمى
تساهم الحناء أيضًا في ضبط درجة حرارة الجسم أثناء ارتفاعها عند الإصابة بالحمى، وهذا إما عن طريق تحفيز التعرق أو تبريد الجسم.
التئام الجروح
استخدمت الحناء منذ القدم بوضعها على الخدوش والحروق والجروح، ليس فقط لأنها تقيها من الميكروبات بتكوين طبقة عازلة، بل أيضًا لأنها قادرة على امتصاص الحرارة.
مكافحة الشيخوخة
يستخدم الكثير زيت الحناء لمعالجة تجاعيد وآثار التقدم بالعمر وللتقليل من آثار النمش والندوب.
تجميل للجسد
يستخدم الكثير الحناء في “دلكة” الجسم، مما يساهم في نعومته، تقشيره والتخلص من الأوساخ والشوائب.
قد يهمك أيضا:
نقوش حناء مميزة تُناسب إطلالة طفلك في المناسبات
صالونات الحناء في الإمارات تشهد إقبالًا كبيرًا احتفالًا بعيد الفطر