كسرت زينب ابنة الـ23 عامًا، الأعراف كافة، وتحدت الظروف الصعبة التي واجهتها في محافظة دمياط شمال مصر، الغارقة في التقاليد الرافضة لخروج الفتاة للعمل، فأضحت جاهزة للسفر لأيام طويلة خارج مصر.
فقد أصبحت زينب حسن عبد الوهاب، أول فتاة من المحافظة تحصل على رخصة قيادة طائرات مدنية، وتستعد للعمل في إحدى الشركات الكبرى، لقيادة رحلات طيران خارج مصر، والابتعاد عن أهلها ومدينتها القابعة في حضن النيل والبحر المتوسط.
وعن مشوارها الذي بدأ بحلم طفولي، قالت زينب "إنها منذ طفولتها تعشق الطيران والطائرات، وكانت تسافر سنويًا إلى لبنان لتزور خالها المقيم هناك، وخلال سفرها عشقت الطائرات، وحلمت أن تقود طائرة"، وأوضحت أن الحلم كبر معها وأصبح يعيش بداخلها، حتى قررت أن تصبح قائدة طيارة مهما كانت العقبات.
وأضافت أنه فور نجاحها في الثانوية العامة وحصولها على مجموع كبير، طلبت من أسرتها تحقيق حلمها ودراسة الطيران، لكن الأسرة رفضت وبإصرار حرصًا عليها، وخوفًا من السفر والغربة والابتعاد عن الأسرة، فضلًا عن أن العادات والتقاليد في المحافظة ترفض خروج الفتاة للعمل والسفر خارج مصر بمفردها.
حلم الطيران ورفض العائلة
إلى ذلك، أكدت أن الأسرة رفضت التحاقها بالطيران، مفضّلة التحاقها بكلية التجارة وإدارة الأعمال للحصول على مؤهل جامعي، مشيرة إلى أنها تخرجت من الجامعة عام 2017، لكن حلم الطيران ظل يراودها، لذا أصرت على أن تلتحق بأكاديمية تعليم وتدريب الطيران في مدينة 6 أكتوبر ورضخت الأسرة أخيرا لرغبتها.
وأوضحت أنها تمكنت من اجتياز التدريب والتعليم، وحصلت على رخصة قيادة طائرات مدنية، سواء ذات المحرك الواحد أو المحركين، ومن كافة الطرازات مثل بوينغ أو إيرباص، وقادت طائرات وانتقلت بها من مطارات شرم الشيخ والغردقة و6 أكتوبر، مضيفة أنها تقدمت قبل أيام للعمل في إحدى شركات الطيران الكبرى لتبدأ حياتها العملية بشكل رسمي.
الطيران والعائلة
وعن حياتها الاجتماعية، ترفض زينب أن يمنعها الزواج في المستقبل من الطيران، مؤكدة أنها ستحاول تحقيق التوافق والتوازن بين عملها ورعاية زوجها وأولادها، مشيرة إلى أنها ستشترط على من يتقدم للزواج منها أن يوافق على استمرارها في عملها وألا يحاول منعها من ذلك في المستقبل.
إلى ذلك، كشفت الفتاة المصرية أنها تعرضت لضغوط وتعليقات محبطة بسبب عملها في الطيران، لكنها عارضت العادات والتقاليد التي ترفض عمل الفتاة في مثل هذه المجالات الصعبة، التي قد تضطر فيها للسفر بمفردها، مضيفة أنها لم تلتفت لمثل تلك الإحباطات، أو تستسلم لتلك الضغوط، واستمرت في التدريب والتعلم حتى تحقق حلمها.
طموح وإصرار وأب قلق
من جانبه، قال حسن عبد الوهاب والد زينب إن ابنته كانت الوحيدة من بين أبنائه جميعا وهن 5 بنات التي لديها طموح مختلف، وإصرار وتحد على تحقيقه، ولذلك لم يقف ضد رغبتها، وتحقيق طموحها، مؤكدًا أنه يبحث لها عن شقة في القاهرة حاليًا لتقيم فيها، ويكون معها أحد أفراد الأسرة لرعايتها ومتابعتها خلال عملها، كما أكد أنه كأب يشعر بالقلق على ابنته التي تسافر بمفردها لساعات وربما أيام، لكن ثقته فيها وفي تربيته يجعله مطمئنا، مضيفا أن مشاعر الأبوّة جعلته يرضخ لرغبتها ويوافق على عملها بالطيران.