قدمت النسخة الأفغانية من برنامج الأطفال الشهير "شارع سمسم"، في العام الماضي، دمية على هيئة شابة، شخصية أنثوية تهدف إلى إلهام الفتيات في الدولة الإسلامية المحافظة، وها هو البرنامج يضيف دمية جديدة تعبر عن شقيقها، سوف تظهر للأولاد أهمية احترام المرأة.
فيما يذكر أن "زيراك"، الذي يعنى اسمه ذكيًا في اللغتين الرسميتين الأفغانيتين، هو صبي يبلغ من العمر أربعة أعوام يتمتع بالدراسة والتعلم، ينضم إلى شقيقته "زاري" البالغة من العمر 6 أعوام، والتي تعني اسمها المتألقة، في النسخة الأفغانية للبرنامج الأطفالي الشهير "شارع سمسم".
وكل من الدمى ترتدي الملابس الأفغانية التقليدية - بنطلون فضفاض وقميص مطرزة طويلة يعرف باسم شالوار كميز لزيراك، وترتدي زاري الملابس الملونة والحجاب، وهم ينضمون إلى بقية المعرض المتعدد الثقافات، والذي يتضمن الدمى التي تم إنشاؤها خصيصًا للنسخ المحلية من البرنامج في بنغلاديش ومصر والهند.
وقال رئيس قناة تولو، التي تبث البرنامج في أفغانستان، مسعود سانجر، إنه بعد الاستجابة الإيجابية إلى الزاري من كلا الوالدين والأطفال، كان الهدف هو خلق شخصية صبي للتأكيد على أهمية المساواة بين الجنسين والتعليم في البلد الذي لا تذهب فيه الغالبية العظمى من الفتيات إلى المدارس، ومعدل الإلمام بالقراءة والكتابة بالنسبة للمرأة من بين أدنى المعدلات في العالم.
وأضاف سانجر "في بلد يهيمن عليه الذكور مثل أفغانستان، أعتقد أن عليك أن تقدم بعض الدروس للذكور لاحترام الإناث، من خلال جلب شخصية ذكر إلى العرض الذي يحترم شخصية الإناث، لكي يعلم الرجال الأفغان أن عليهم أن يحترموا أشقائهم الإناث بنفس الطريقة التي يعاملون بها الأخوة الذكور"، وتمشيًا مع هذا الهدف، أعلن زيراك في حلقة حديثة من البرنامج: "أنا أحب زاري كثيرًا وبقدر ما أحب زاري، أنا أحب أصدقائها أيضًا".
في رسالة مهمة تبث من قناة وطنية واسعة الانتشار: في حين أن التلفزيون في أفغانستان يقتصر إلى حد كبير على المناطق الحضرية، يتم بث "سمسم غاردن" أيضًا على الراديو باللغتين الرسميتين، الباشتون والداري، لتوسيع قاعدة جمهورها لتشمل معظم أنحاء البلاد، وتم إنشاء كل من زاري وزيراك في نيويورك، وأزياءهم تتضمن أقمشة وتصاميم من جميع المجموعات العرقية الرئيسية في أفغانستان لتعزيز الشمولية في مجتمع مرهون بعقود من الصراع.
وتجدر الإشارة إلى أن أفغانستان تشهد حربًا منذ نحو 40 عامًا، منذ الغزو السوفيتى عام 1979 وحرب المجاهدين اللاحقة التى استمرت 10 أعوام، وأعقب ذلك حرب أهلية مدمرة قام فيها أمراء الحرب برسم خطوط تقوم على أساس الإثنية وقتلوا عشرات الآلاف من الناس في كابول وحدها.
وقد استولت حركة الطالبان في عام 1996، واستمر حكمها لمدة 5 أعوام وكانت فترة من التطرف الوحشي الذي حظر فيه العمل للنساء، بالإضافة إلى حظر الذهاب إلى المدرسة وحصرهن في ديارهن.فيما يذكر أن نظام طالبان الراديكالي وصل إلى السلطة من خلال الغزو الأميركي عام 2001، الذي أطلق تجربة ديمقراطية ومليارات الدولارات كمساعدات دولية للمساعدة في إعادة بناء البلاد.
من جانبه، أوضح أحمد أروبي، منتج في برنامج "شارع سمسم" إنه يأمل أن يكون للشخصيات الجديدة في نهاية المطاف جمهور أوسع خارج أفغانستان، مضيفًا "ربما، في الأعوام المقبلة، قد تستخدم بلدان مسلمة أخرى، التي تعرض هذا البرنامج، شخصياتنا، مثل زيراك وزاري، وقد يستخدمون نصوصنا ويترجمونها بلغاتهم ويستخدمونها في بلدانهم ".