دفعت ظروف الحياة، مجموعة من النساء إلى البحث عن عمل من أجل إطعام أولادهن، وتختلف كل سيدة عن الأخرى، لكن يبقي هدف واحد يجمعهن وهو إعالة إطفالهن. وتضطر النساء ربات البيوت في الوقت الذي يمرض فيه رب الأسرة، ويصبح عاجزًا عن العمل أو تتوفاه المنية أو يتخلى عن أولاده بسبب خلافات زوجية، إلى تحمل المسؤولية بأكملها، والخروج إلى العمل من أجل رعاية وحماية أطفالهن.
داخل سوق الأحد في مدينة أغادير، نجد مجموعة من النساء، تبحثن عن مكان تضعن فيه طاولاتهن المحملة بأنواع الخبز والفطائر المغربية من أجل بيعها للزبائن والمارة، ومن النساء من يأتي مبكرا من أجل إيجاد مكان تضع فيه خبزها ولا تغادره إلا بعد المغرب، ومنهن من لا تأتي إلا بعد الظهر.
وقادت الظروف حياة في عقدها الثالث، ولها طفلين، إلى البحث عن طريق يمكنها من كسب رزق لأطفالها، وبعدما مرض زوجها بمرض السكري المزمن، ولم يستطع بعضه القيام بأي عمل، وقالت "لم أجد أي عمل يضمن لأسرتي دخلًا شهريًا، وأنا إنسانة أمية لم يسبق أن ولجت مؤسسة تعليمية كل ما أتقن عمله هو شؤون المنزل، وما يتعلق بتحضير المأكولات، فوجدت هذا الطريق، أصنع فيه أنواع الخبز والفطائر".
وأما فاطمة، وهي أم لثلاثة أطفال، تركها زوجها غارقة في متطلبات الحياة وتجابه الزمن لوحدها. وتحكي فاطمة وهي تظهر ابتسامة على وجهها تخفي وجعًا عميقا، "أترك أطفالي الصغار وحدهم في المنزل عقلي هنا وهناك، الله وحده يعلم بحالي، لكن الحمد لله على ما أعطى"، وأضافت "يكفيني درهم واحد أجنيه بالحلال على 200 درهم أجنيها بالحرام، أريد أن أطعم أطفالي بالرزق الحلال".