الأميرة الراحلة ثریا اسفندیاري

عرفت الأميرة الراحلة، ثریا اسفندیاري، أحد أعيان أوروبا، بـ "الأميرة صاحبة العيون الحزينة"، وكانت ثريا ملكة لإيران في الفترة بين 1951 و1958، حيث كانت الزوجة الثانية لشاه إيران السابق، محمد رضا بهلوي، قبل أن يتم تطليقها منه ونفيها إلى أوروبا بسبب عدم قدرتها على الإنجاب.

وكانت ثريا إمرأة فاتنة وجذابة إلا أن فترة جوازها بشاه إيران اتسمت بالمأساة والمرض وعدم القدرة على الإنجاب، وبعد انفصالها عن شاه إيران، أصبحت ثريا محط تركيز المصورين، حيث كانت تحضر المهرجانات والفعاليات، مرتدية مجوهراتها الثمينة المغطاة بالأحجار الكريمة والتي قدمها لها شاه إيران أثناء زواجهما، وتربت ثريا بين أصفهان وأوروبا، حيث قابلت الأميرة شمس، أخت الشاه محمد رضا، في لندن قبل أن تدعوها لطهران لمقابلة أخيها.

وبعد فترة قصيرة أمضتها ثريا، التي كانت تبلغ من العمر 18 عامًا، في قصر الشاه، استطاعت أن تقنع بجمالها الشاه وأسرته بأنها، المناسبة للشاه، قبل أن يرتبط الشاه بها ويمنحها أول جوهرة لها من الماس، وبعدها أصيبت الأميرة بمرض التيفوئيد ولزمت الفراش لعدة أسابيع، وأثناء فترة مرضها اعتاد الشاه أن يحضر لها كل يوم جوهرة ويضعها على وسادتها.

ثم أقيم حفل الزواج في الثاني عشر من شباط/فبراير عام 1951 لتصبح ثريا أصغر ملكة في تاريخ إيران، وكانت ثريا نحيفة جدًا حينها حيث نصحها الطبيب بأن ترتدي ثوبا صوفيا تحت الفستان أثناء الحفل، وبعد الزواج، دخل الزوجين في حياة رومانسية، قبل أن تحدث بعض المشاكل بسبب عدم قدرة الأميرة على الأنجاب، حيث أخبرهما الطبيب عام 1954 أن ثريا قد يتأخر إنجابها لبعض الأعوام وقد لا تنجب أبدا ابنًا يرث العرش.

وبعدها بعامين توفى علي رضا، شقيق الشاه، إثر سقوط الطائرة التي كان على متنها، وكان لعلي ابنة فقط، ما جعل مصير وراثة العرش مجهولا، وبعد ضغوط أسرية وسياسية، قرر الشاه إعلان طلاقه من الأميرة ثريا في مارس عام 1958، ونفيها إلى سويسرا.

وسمح الشاه للأميرة أن تعيش حياة مرفهة، متنقلة بين روما وميونخ وباريس، وأصبحت الأميرة واحدة من أعيان أوروبا بما تحوزه من مجوهرات نفيسة من شركات كبيرة مثل "كارتييه" و"بلغاري" ومجوهرات صممها هاري وينستون.

وفي عام 1980، أثناء الثورة الإسلامية، باعت ثريا بعضًا من مجوهراتها، قبل أن تتوفى الأميرة في أكتوبر عام 2001 بعد 21 عامًا من وفاة شاه إيران.

فيما كان شقيقها، بيجن، الوريث الوحيد لثروتها، ولكن بعد وفاته، انتقلت التركة إلى السلطات الألمانية، ولم تنتقل إلى الشاه حيث أن حكومته انهارت بعد أن حدثت الانتفاضات الشعبية بين عامي 1978 و1979، وتحولت الدولة إلى النظام الجمهوري، وتوفي الشاه عام 1980.